محليات…جبايات…وساطات!!

# رن هاتفى حاملاً صوتاً غاضباً يجأر بالشكوى.., وإن كانت لغير الله مزلة…فهى لنا _معشر الصحفيين_ أمانه ومسأله..نلعب فيها دور (الوساطه) مابين مواطن مغلوب على أمره ينتمى للقاعهد…ومسئول يجلس على كرسى وثير فى واحد من صفوف القياده.وأؤكد أولاً الفرق الكبير بين الوساطه و(الواسطه) …فالأولى تعنى التبليغ المحايد والإعلام للعلم…والثانيه تعنى المحاباة والتحريض وبها الكثير من شبهة المصلحه.
وحكاية الشاكى تصب جلها فى المعين الأخير الذى ينضح بالمحسوبيه واللامنطق…وحكايته بأختصار تتمثل فى كونه شاب يعول أسرته المتراميه الأطراف ووالده المقعد المريض…عنت له فكرة البدء فى مشروع إستثمارى يضمن له دخلاً شهرياً ثابتاً يعينه على إلتزاماته المتعدده.وكان أن شرع فى إفتتاح مركز أنيق لخدمات السيارات داخل حدود محلية الخرطوم يتبع لقطاعها الشرقى.ويقول أنه أنفق كل مابين يديه وإستدان فى سبيل تحقيق حلمه…وإلتزم بكافة الخطوات حتى حصل على التصديق النهائى من المحليه وبدأ فى مزاولة نشاطه بسعاده وحماس.
ويؤكد أنه قد أنفق على هذا الحلم ملايين الجنيهات حتى وصل به لهذا القدر من التميز وجودة الخدمه الشئ الذى جلب له الزبائن وأكد نجاح الهدف فى وقت وجيز حتى أصبح مركزه الكائن فى شارع المطار بالخرطوم قبلة أصحاب السيارات ويعج بالقاصدين.
# ثم تفاجأ فى غمرة نجاحه بأحد الجيران يندد بالمركز ويبدى إعتراضه على قيامه!!ويبدأ فى تحريك شكوى للمحليه التى قامت بدورها بإبتعاث وفد رفيع المستولى للمعاينه وكتابة تقرير عن المركز جاء فيه خلوه من المخالفات وإلتزامه بالشروط ومطابقته للمواصفات غير أنهم وجهوا فقط بأزالة حامل حديدى إلتزم الشاب بأزالته.والمدهش أنهم وجدوا لدى الجار الشاكى عدد من المخالفات تتمثل فى تغوله على عدة أمتار من الطريق العام وغيرها.
# المهم فى الأمر ومانحن بصدد إستنكاره اليوم…قيام السيده (ب0ص)مدير محلية شرق بأصدار قرار يوجه بعدم تجديد رخصة هذا المركز نزولاً عند رغبة الجار المذكور مما سيتسبب فى تدمير الشاب وأسرته وحرمان عدد مقدر من الزبائن من خدمته المميزه والإضرار بهذا الشارع التجارى الخدمى فى الأساس.
فعلى ماذا لإستندت سيادتها ياترى بأصدارها لهذا القرار؟ علماً بأنها لم تكلف نفسها مشقة معاينة الموقع وإكتفت بالتوقيع على القرار من مقعدها المريح خلف مكتبها فى تلك الغرفه المكيفه!
وهل تريد بذلك أن تؤكد نزاهة عمل المحليات وإلتزامهم الكامل بالقوانين؟..إذاً ماذا عن النفايات والبيئه المترديه والشوارع القبيحه ومشاكل المياه والصرف الصحى والتلكوء فى الإجراءات والخدمه المدنيه السيئه والجبايات المتعدده التى يبرعون فى إبتكارها ؟!!
# هل حلت سيادتها جميع مشاكل المنطقه الواقعه ضمن صلاحياتها ولم يتبق سوى وأد طموح هذا الشاب وقطع عيشه إرضاءاً لمواطن آخر لا يتواجد فى البلد إلا لماماً؟!!
وحتى إن كتن ذلك إنفاذاً للقانون…أين الإعتبارات الإنسانيه والمرونه والتقدير المسئول للأمور؟…لماذا لاترى من الأمر جانبه المشرق كونه تجربه مشرفه لشاب طموح ومركز راقى يتمتع بمزايا متطوره تسبغ على المكان جمالاً وأناقه وتقدم خدمة إيجابيه للعابرين مما يسهل عليهم الكثير من الأمور.
لماذا جبلت المحليات على إستثناء السلبيات دون إستثناء الإيجابيات؟…وهل يعلمون مدى الحنق الذى يوغرون به الصدور والصورة السالبه التى يقدمونها لنا؟ هل يعلمون كيف يسهمون فى دفع الشباب للهجره وصب اللعنات على الوطن البرئ مما يأتى به أمثالهم من المتكلسين على الكراسى بفكر عقيم غير مواكب؟!
إنها أسئله مشروعه…وفى إنتظار دفوعات المحليات الموقره.
[B]#تلويح:[/B]لا أعرف حجم الخدمات الجليله التى تقدمها لنا المحليه…ولكنى أعرف أن مكباً ضخماً للنفايات يتكاثر بالقرب من منزلى بينما يطرق بابى شهرياً ذلك الرجل السخيف الذى يقتلع جنيهاتى وينتزع لعناتى وأصب عليه جام دعواتى.
[/SIZE][/JUSTIFY]إندياح – صحيفة اليوم التالي

