دوران !!
منذ أن إلتقيتك فى مفارق المفازة العاطفيه وأنا أسير فى ركبك طائعة”مختاره…لم أتردد يوما” فى المضى قدما” بهذه الرحلة الميمونه مهما بلغت أهوالها.لقد حدثنى الناس يوما” عن عواقبها غير المأمونه ودروبها الشائكه وحرها القائظ وظمأها المالح ولكنى قررت برغم نصائحهم أن أختبرها وحدى…بأرادة نافذه وقلب نابض.
كانت بالنسبة لى رحلة العمر…مهما بدا عليها من ملامح المغامره،لاسيما وأننى مضيت فيها دون ذاد ولا رفقه…سوى أنك كنت قائد الركب وهذا كان كل مايعنينى.
هل كنت حمقاء يوم إمتطيت صهوة جوادى الجامح وحاولت اللحاق بك عند مضارب العشق؟…هذا ماتراه أنت ويراه غيرك.ولكنى تمردت على خوفى ومنطقى ورغبت صادقة”فى الترحال. لم تردعنى قسوتك ولا إستوقفنى برودك.فبذات الحماقه كنت أرى فيك مالايراه سواى ولاتراه حتى أنت بأعماقك.
رحلتى هذه كانت بوجهة واحده…وطريقى معك بأتجاه واحد.وحسبت يومها أن صحراء الهيام بهجير أشواقها لاتعرف شوارع ألأسفلت لهذا لن يكوت أمامى فرصة للنكوص والدوران ،فشارع الحب ليس به (يوتيرن) .
كنت أخشى من ضعفى..من نفاد صبرى…من يأسى…من أن تعترينى رغبة حانقه فى العوده والإنسحاب.كنت أخشى أن أجبن…أن ينال منى صلفك وغرورك..أن أستكين لذلك الإعتقاد الجازم الذى رحت تمعن فى ترسيخه بأعماقى بكونك لست لى ولن تكون يوما”.وأنك لا تصلح للعب دور العاشق كونك قد إختبرت الحياة كما يجب وتعلمت منها أن هذا الذى نسميه عشقا” لا يعدو كونه (حمى)عارضه ستزول حتما”!!
فمن أى ضلع أعوج قد خلقت يا رجل البرود؟من أى آلة حاسبة خرجت…ومن أى كتاب عتيق تستمد أفكارك العشقيه المتطرفه؟…وأى طريق سلكته فى قلب تلك الصحراء فجعلتنى أفقد أثرك؟..وكيف طاوعتك رجولتك على تركى وحيدة بين المسالك أتلفت بقلق وحيره ولا أدرى أيها أسلك لألحق بك؟
هل تعمدت حقا” الهروب؟…هل كنت تعى تماما”أنك تسعى لتضليلى؟..إذا” ألم يكن من الأفضل أن تترك لى خارطة الطريق؟..أن تدلنى على مسار العوده؟..أن تعلمنى كيف (ألزم)حارتى…وأدير مقودى بثقه حتى إذا ما تأكدت من إعراضك (رميت)إشارتى وإستدرت بقلبى فى الإتجاه المعاكس؟
أنت حقا” رجل الدوران….تدور حول فكرتك…ويدور كل الناس حولك مسلوبى الإراده…..تحفظ كل الدروب والمداخل…وتجد دائما”منفذا” للعوده أو الإبتعاد. تهرب من المشاعر وتتمرد على العواطف وتكتب على جدار قلبك فى اللحظة المناسبه(مغلق للتحسينات)!!
لقد كنت طموحة”جدا” حين فكرت فى سفلتت الصحراء…فالصحراء لا تصلح لشوارع (الهاى وى)ولا تصلح للإسفلت.هى فقط تصلح للمغامره…للضياع…وللدوران.
أبحث عن بعضى فى بعضك…أو أبحث فيك عن الإنسان!! [/SIZE][/JUSTIFY]
إندياح – صحيفة اليوم التالي
