التجربة الدنماركية
ليس للاسم علاقة بفيلم (عادل إمام) الذي تناول فيه حميمة ربطت بينه كوزير للشباب والرياضة في مصر بشابة دنماركية جميلة جاءت الى مصر كخبيرة في قضايا الشباب فنشأت بينها وبين الوزير علاقة عاطفية على حساب علاقته بأبنائه، واستقال بسببها من منصبه وأوشك ان يهاجر معها الى الدنمارك، إلا انه ثاب الى رشده في آخر الفيلم وفضل البقاء مع أولاده، بينما غادرت الشابة الدنماركية الجميلة الى بلادها .. وهي سعيدة بالتجربة التي خاضتها في القاهرة، وكذلك كان أبناء الوزير سعداء بعودة ابيهم الى رشده، وبقائه معهم بالقاهرة .. (وهي نفس النهاية السعيدة التي تميز جميع الأفلام والمسلسلات المصرية التي تعبر عن روح متفائلة وتواقة الى انتصار الخير على الشر)! ومن منا لا يتوق الى الفرح، وانتصار الخير، خاصة في وقت لم يعد فيه للفرح مكان في الوجود، وصار الشر هو البطل والمنتصر الأوحد؟!
* كما أنه لا علاقة لحديثي بأية تجربة دنماركية، برغم ان الدنماركيين لديهم تجارب كثيرة يمكن الحديث عنها في هذا المجال، منها ماهو سئ وقبيح ويستحق اللعنة مثل (الفيلم الدنماركي) العنصري البغيض، ومنها ماهو ناصع البياض مثل (الجبنة الدنماركية) والتقدم الكبير الذي حققته الدنمارك في الانتاج الحيواني والتصنيع الغذائي، الأمر الذي جعلها إحدى (أكبر) الدول المصدرة لمنتجات الألبان، وقبلة أنظار المجتمعات النامية التي أنعم الله عليها بثروة حيوانية ضخمة ومتنوعة، تتوق لتطويرها وتنميتها واستغلالها اقتصادياً وجني الأرباح الطائلة من ورائها مثل بلادنا، التي كانت ذات يوم تنظر في اتجاه (هولندا والدنمارك)، وتسعى للاستفادة من التجربتين الهولندية والدنماركية في مجال الانتاج الحيواني، ولكن جار علينا الزمان وتواضعنا حتى صرنا ننظر بالفخر والاعتزاز الى تجارب دول أقل منا كثيراً في القدرات والخبرات والإمكانيات!
* بل ونتمنى ان تنتقل الينا تجارب تلك الدول لنستفيد منها، برغم إرثنا الكبير وقدراتنا وامكانياتنا وخبراتنا الهائلة، ولكنها (الجوهرة) كيف يحافظ عليها ويستفيد منها، مثل ثروتنا الحيوانية الضخمة التي حبانا بها الله، وخبراتنا المتراكمة، اللذين أهملناهما، وصرنا نبحث عن الحل عند من هو أقل منا!
* لفتت نظري توصية خرج بها المؤتمر التاسع عشر لإتحاد عام البياطرة السودانيين الذي انعقد بمدينة (سنجة) حاضرة ولاية سنار، بالاستفادة من (التجربة التونسية) في مجال انتاج الألبان!
* والسؤال الذي أرجو ان يجيبني عليه الاخوة والزملاء والأصدقاء أعضاء هذا المؤتمر.. (ماذا تعني التجربة التونسية مقارنة بالتجارب السودانية الثرة في هذا المجال، من ألبان كوكو وأبحاث الشكابة بعطبرة في منتصف القرن الماضي، الى مصنع ألبان بطانة في منتصف الثمانينات الذي كان زهرة الصناعة السودانية وإحدى ثمرات التعاون مع تجربة زاهرة في مجال انتاج الألبان وهي (التجربة السويدية)، ثم انتهى مثل غيره عندما عصفت رياح الولاء بمن أسسوه وأداروه بنجاح؟!)!
* وكل رجائي ألا تكون التجربة التي أوصى بالاستفادة منها المؤتمر البيطري التاسع عشر، مثل التجربة الدنماركية في فيلم عادل إمام!
drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1154 2009-01-29
بداية اشكرك أستاذ زهير على هذا المقال الرائع والجميل والذي تبدل لونه إلى الأبيض الناصع … فلعدة أيام خلت كنت دموياً أحمراً تنافح عن الحزب الشيوعي ويبدو لي أنك رفعت الراية البيضاء كالحليب الصافي ونويت السلام وبدأته بالحديث عن الأجبان والألبان …
على الرغم من أنني غير مختص لا من بعيد ولا من قريب بمجال البيطرة ولم أكن عضواً ضمن من عقدو المؤتمر العام لاتحاد البياطرة في مدينة سنجة إلا أنني ربما استطيع أن أجيبك وأرجو أن أكون موفقاً في الاجابة…
أبدأ إجابتي عن التجربة التونسية بإجابة أحد زملائي في العمل من الجنسية التونسية عندما وجهت إليه سؤالاً عن وضع الزراعة في تونس على الرغم من قلة وندرة المياه في تونس فقال: نحن نستخدم نظام الري (بالنقطة) لك أن تتصور المئات من الفدادين والهكتارات الشاسعة يتم توصيلها كلها من خلال البساتين بشبكة ري ومواسير وأنابيب تقوم باسقاط نقطة واحدة كل عدة ثواني عند جزع كل شجرة !!!
(هذا فقط إحدى الوسائل المبتكرة) لدى أهل تونس … ولو رجعنا ليس ببعيد إلى الذاكرة السودانية وتذكرنا (نقاع الزير) البنقط نقطة نقطة لمن تصبح الواطا بنلقى البستلة تحت الزير اتملت موية وهي كمية كافية لري تلك الشجرة … انظر كم من المياه تبتلعه الأرض الطينية في السودان قبل ان تستقر على سطح الأرض لتجري إلى الحقول عبر جداول بمسافات طويلة ليتمكنوا من ري مشروع واحد وكم من المحاصيل تتلف بسبب الري الزائد ؟!!
إنك يا أستاذ زهير تستغرب من التجربة التونسية وتقول إن التجربة السودانية فيها العديد من التجارب الناجحة التي لم تجد الدعم والرعاية .. فها هي تجربة طريقة الري فانظر بنفسك لتجربتنا السودانية في الري التي تضييع الملايين من الامتار المكعبة من المياه هذا فضلا عن الجازولين المستخدم لاستخراج تلك المياه وضياعها في باطن الأرض أو تبخرها في السماء أو تلفها للمحاصيل … وانظر إلى التجربة التونسية في ترشيد استهلاك المياه لتعرف فقط ما معنى التجربة التونسية وما معنى التجربة السودانية التي تفاخر بها !!!!
عندما تجلس مع أحد كبار السن يقول لك (حليل أيام زمان) كان وكان … وجنيهنا كان بيساوي عشرة دولار وهلمجرا …
يا اخوان السودان لم يكن في يوم من الأيام ذا رخاء اقتصادي بأسلوب علمي او فكر تنموي خلاق .. كل ما في الأمر أن المساحة المستخدمة للانتاج كانت تكفي أضعاف عدد السكان الموجودين في تلك الفترة ولذلك كانت الوفرة في الانتاج هذا فضلاً عن أن معظم الأسر كانت منتجة وقنوعة ولم يكن في بالها اقتناء معظم الأدوات الكهربائية وملحقاتها التي أصبحت اليوم من عصب الحياة وضاعفت من متطلبات الأسرة المادية.. فظهر لنا عجزنا الحقيقي عندنا زاد عدد السكان وبقيت نفس الآلة الانتاجية تدور لتغطي احتياجات الفئة القليلة بالأمس لتضطلع باحتياجات الملايين من جيل اليوم !!!! باختصار ليس أننا كنا وكنا
الليلة الدكتور فصل عديييل كده!!!!
التحية للدكتور زهير السراج على هذاالمقال الرائع الذي اتى عن معرفة وعلم ، وقد لا يعلم الكثيرين بان الاستاذ زهير السراج الصحفي المقتدر صاحب المواقف المشهودة هو في الاساس طبيب طبيري مارس مهنة البيطرة لسنوات عديدة قبل ان يتفرغ للعمل الصحفي ، وهو من اسرة لها اسهامات كبيرة في تطوير الانتاج الحيواني بما في ذلك مزراع الدواجن .
من الجميل والجميل جدا ان تكون هناك افكار وخطط من اجل البناء والتطور
ولكن ان يكون ذلك من اجل ان فلان مميز بالجديد من حيث هو جديد سياسة
فهذا غير مرغوب فية
مثل تغير العجب ليتحسن اللعب ثم يخرج الفريق مهزوم———– لالالالالالالالالالا