تحقيقات وتقارير

الكدرو ..قصة مصرف تحول إلى كارثة

[JUSTIFY]الأمطار والسيول التي شهدتها مناطق متفرقة من ولاية الخرطوم الأسبوع الماضي، أكدت عدم وجود تخطيط او دراسات، فكل عام نشهد منظر تهدم وغرق المنازل، والمسؤولين يتجولون لتدارك الامر.

ولم تكن منطقة الكدرو السلمة بمحلية بحري اقل خطراً او اخفاقاً من المناطق التي تأثرت بالأمطار بولاية الخرطوم، فالمنطقة شهدت امطاراً قبل العيد بيومين، وامتلأت الشوارع والمصارف، وقبل ان تجف تلك المياه او يتم تصريفها، هطلت أمطار الثلاثاء لتكشف حقيقة التصريحات الجوفاء والفارغة للمسؤولين عن المصارف بالولاية.

فمنطقة السلمة بها مصرف رئيس تصب فيه المياه القادمة من مناطق عديدة، وطيلة السنوات الماضية تجري المياه في ذلك المصرف رغم صغر حجمه وعمقه دون ان يتضرر منها أي شخص، لكن هذا العام وقبل الخريف بشهرين فقط جاءت احدى الشركات بتفويض من الجهات الرسمية لتوسعة المصرف وجعله خرصانيا لحل المشكلة جذريا، واستبشر المواطنون خيراً، لكن الشركة ولاسباب غير معروفة لم تكمل انجاز المشروع، وتركته في مرحلة ظل المواطنون يحذرون منها طيلة توقف الشركة عن العمل، لأنها اغلقت المصرف القديم بالحفر اعماقاً طويلة دون الوصول الى مستوى المصرف القديم، مما شكل خطراً كبيراً على كثير من المنازل، والتي استنجدت بغرف الطوارئ لتدارك الأمر، الى أن غرفة طوارئ بحري والتي على رأسها شخص يسمى راشد كان تفاعلها مع الأزمة سلبياً، فبالاتصال به لشرح الوضع، اكد أنه وجه الغرفة بتوزيع جولات فارغة للاستعانة بها في عمليات الردميات، فضلاً عن تحريك احدى الآليات لفتح المجرى، وهو ما لم يحدث، فلم تصل الجولات ولم تصل الآلية، الى ان ذهب عدد من المواطنين الاكثر أضراراً بانفسهم الى المحلية في اليوم الثاني ودخلوا في ملاسنات مع عدد من المسوؤلين عن الجولات هناك فمنحوهم بضع جولات صغيرة سعة «10» كيلوجرامات.

وباستطلاع عدد من المواطنين بالمنطقة عن الآثار المترتبة على الامطار افاد أحد المواطنين فضل حجب هويته، ان منزله تضرر جزئياً بنسبة كبيرة، مشيراً الى ان غرفة مبنية بالمواد الثابتة انهارت مع سايفون جراء المصرف الذي فاضت مياهه بسبب اغلاقه.

المواطن محمد عبد الدائم صب جام غضبه على المسؤولين المعنيين بالمحلية واتهمهم بأنهم يتحدثون في وسائل الاعلام دون اي فعل على الارض، مشيراً الى ان المصرف الذي تسبب في الكارثة التي حلت بالمنطقة تم الاعلان عنه في اكثر من صيحفة على انه انجاز نفذته المحلية، داعياً إلى أن يكون المسوؤلون في مثل هذه المحن اكثر التصاقا بالمواطنين، واعرب عن اسفه لحديث معتمد بحري في زيارة له للمنطقة، وقال محمد حينما هاجمت المعتمد بعد فشل المحلية في تصريف المياه مما يعني انهيار المنازل، قال ان المعتمد رد عليَّ امام كل الحضور من مواطنين ومهندسين «ان شاء الله بيتك يقع ليك في رأسك».

وأعرب عدد من المواطنين عن املهم في ان تتدارك المحلية الآثار السالبة لمياه الامطار وتصريفها، والتحسب لاية امطار قادمة، وطالبوا الشركة المنفذة للمصرف بتحمل مسؤولياتها وتعويض كل المتضررين جراء قفل المصرف وعدم اكتماله في الوقت المحدد. ونحتاج لخطط ودراسات حتى لا يتكرر خريف كل عام بنسخة واحدة مع اختلاف الضحايا والمنكوبين، ونريد من الخرطوم ان تنجز سنوياً مصرفين او تلاثة بدلاً عن غرق كل المناطق التي تدعي انشاء المصارف بها.

صحيفة الانتباهة
أبوعبيدة عبدالله
ت.إ
ت.إ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. مادام ناس المحلية ما دايرين يهتموا بالامر فعلى اللجان ان تحرم المحلية

    من اى مبالغ مالية تجمع من المواطن.على ان تسخر لهذا الغرض .