فدوى موسى

المرض.. معقولة بس

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] المرض.. معقولة بس [/B][/CENTER]

الوجوه الكالحة والأجسام المهدودة هي الانطباع السائد الآن عند النظر في الطرقات وأماكن تجمع العامة والسابلة.. وإنها لمؤشر خطير على الرهق والتعب الذي يعيشه الكثيرون، مقارنة بإيقاع حياة شوارع دول كثيرة، حيث يبدو المارة أكثر حراكاً ونشاطاً وصحة.. الابتلاء في الصحة في هذا البلد أصبح أكثر الأمور صعوبة.. أحياناً كثيرة تنتبه إلى ازدياد معدلات أمراض بعينها وسط كل الشرائح، قد نحزن إن «اكس أو زيد» من الناس قد دخل في دائرة المرض اللعين.. ثم نرى جهد الأسرة وأربابها في التعامل مع العلاج والممارضة.. لأن الوقوع في طائلة المرض في هذه البلاد ابتلاء حقيقي، فمقومات توفيره وبصورة ميسرة صعبة جداً كما أن تغطية التأمين كثيراً لا تجدي، إما لعدم توفر علاجات أمراضٍ بعينها داخل حوى المظلة هذه، أو لعدم توفرها على الاطلاق تحت أي بند أو مظلة أخرى.. لذلك نرى المرضى بدلاً عن الركون للراحة يمارسون فرض واجب بالخروج للاحتجاج أمام المستشفيات ومراكز العلاج.. وإنها لسبة كبيرة في جبين الدولة، لأن ذلك يعني اختلالاً في ترتيب أولويات القائم مقام المسؤول عن صحة إنسان السودان وعافيته.. قد يهزأ ويضرب المرض كفاً على كف، وهو يرى الكثير من الميزانيات والأموال تذهب الى بنود يمكن أن تكون بعد بند الصحة.. بالله عليكم كم أموال صرفت في أوجه تأتي في درجات متدنية من الأولويات، كان يمكن بها تسهيل العلاج على المواطن السوداني المكلوم المبتلى.. كثيرون ينتظرون الموت بجسارة وصبر باعتباره الحل البديل للدخول في دراما «إراقة ماء الوجه».. الألم وأوجاع المرضى ليست كلها مدركة في هذا البلد.. هناك الذين يتعففون عن الشكوى لأقرب الأقربين، وهناك من أخرجه الألم والوجع من وقار التحمل ودفع به لمحاولات البحث اليائس عن العلاج في دوامة (المساسكة).. فمتى يجد كل مريض حقه المشروع في العلاج عندما تعجز ظروفه عن دفع نفقات العلاج في الأماكن المخصصة للذين يستوي عندهم العلاج والبقاء بالفنادق أو الاستجمام والمساج.. إنه من لوازم الضرورة أن تكون المظلة التأمينية حاضرة في مضابط الأمراض المكلفة التي تهدر كرامة الكثيرين الذين لا يمكنهم على ظروفهم الفالتة أن يستصبروا وهم ينظرون لمريضهم يذبل وتسقط زهرة شبابه في حزائنية مبكية.. بالله عليكم احفظوا بعضاً من كرامات هؤلاء الصابرين الغبش.

(صديقتنا) العائدة من المهجر في زيارة تقول لنا بكل استغراب «انتوا مالكم كبرتوا كدا.. معقول بس دي الخمس سنين الفتكم فيها بقيتوا كبار ووشوشكم مرهقة كدا كأنكم كبرتوا عشرين سنة لقدام.. الحكاية شنو» فلا نجد إجابة محددة سواء العبارة المطوية في دبلومسيتنا الشعبية «انتي عارفه البلد وجريها ومجاملاتها الكثيرة» والحقيقة أنه الرهق والمرض والتعب الذي يجر حركة وايقاعات الناس في الشوارع إلى حالة وهن وضعف في الدوزنة أكبر الدلائل على أن هناك خللاً صحياً كبيراً جداً.. وفي ما بعد الاصلاحات الاقتصادية «الجراحية».. فإن أمر العلاج يحتاج إلى أن يوضع في أجندة الحكومة في الأولويات المتقدمة.

[B]آخرالكلام:[/B]

لا نريد أن نثبط من عزائم الخير والتكافل التي يمارسها الكثير من الخيرين عندما يأتيهم شاكياً أو شاكٍ في طور البحث عن دواء أو جراحة «اقتصادية».. حاملين الروشتات أو الفواتير، وتكون استجابتهم حاضرة وإيجابية، لكننا نريد أن يكون لهذا المواطن النبيل حق معلوم في مضابط «علي محمود» أو من يقوم مقامه في زمانه ومكانه..
[/JUSTIFY][/SIZE] [LEFT][B]مع محبتي للجميع[/B][/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]