اسحق احمد فضل الله

الخطر القادم.. ممن؟


[JUSTIFY]
الخطر القادم.. ممن؟

* العاصفة التي يستحيل عليك جمعها / ثم أنت تجمعها بسهولةٍ كاملة / بعضها هو..
* (السيدة.. ن) السودانية.. المولودة في الجزيرة.. والتي تحمل جواز سفر تابعاً لدولةٍ غربية.. وتعمل لصالح دولةٍ عربية.. وتُطلق شبكةً من خبراء الكمبيوتر في بلدٍ مجاور لاختراق ملفات السعودية، إريتريا، وغيرها..
* السيدة هذه هي حصاةٌ صغيرة من الحصى الذي تُطلقه العاصفة الآن.. العاصفة التي تضرب السودان.
*.. وابن أخت المحامي الشهير في السودان.. مندوب الحزب الشيوعي الذي يستقبل السيدة (ن) في مطار جدة قبل فترة.. كان في ساعات انتظار الطائرة يُحدِّث آخرين عن قريبةٍ للسيدة هذه كان ثراؤها يجعلها (تتبخَّر) بأوراق النقد.
* و.. و..
(2)
*.. والشرطة السعودية تمنع إقامة لقاء للجبهة الثورية في صالةٍ هناك الأسبوع الماضي.. وتجعل صاحبها (الرشيد) يُوقِّع تعهداً بعدم ممارسة العمل السياسي.
* لكن مصر التي تفور فيها موجةٌ من استقبال وطرد السودانيين تُدير عملها ضد السودان بوجهٍ آخر.
*.. والسفارة المصرية في الخرطوم تُعطي إشارة الدخول لمن شاء من السودانيين.
* لكن (علامة كمبيوترية صغيرة) محشورةٌ في ختم السفارة تجعل الأمن المصري يفهم إشارةً معينة.
*.. ومصر منهمكةٌ في تجنيد سودانيين ومصريين ببشرةٍ داكنة يتدفقون إلى الخرطوم.
*.. ومحلاتٌ شديدة الغباء والثراء كانت تنتشر في الخرطوم منذ أعوام.. تابعةً للمخابرات المصرية تُقدِّم الخدمة الممتازة بطريقة النكتة المصرية (بوليس سرِّي).
*.. والمحلات هذه بعضها يستبدل وجهه الآن.
*.. ودولةٌ آخرى تمتد إلى درجةٍ تجعل بعض دول الجوار تعتقل وزيراً فيها وزوجته بتهمة العمل غير المباشر مع الدولة الأولى.
*.. وأسلوبٌ جديد يتخذ من الصراع القبلي في شرق أفريقيا مدخلاً جيداً للعمل.
*.. وإريتريا وإثيوبيا والسودان كلهم يشعر بالخطر.
*.. وفي أحد المطاعم الفخيمة في كسلا لمَّا كانت الأغنيات الإثيوبية تتدفَّق من جهاز التسجيل كان الحديث يدور عن (الموت رقصاً) بمعنى أن بعض أسلحة المخابرات الآن تقتل المجتمع كله وهو يرقص من الطرب.
*.. والحديث يذهب إلى إقامة جدار بين الخرطوم وأسمرا.. ومخابرات دولةٍ عربية تغوص في عروق مجتمع كسلا وبورتسودان لإقامة الجدار هذا.
*.. والحديث عن تقسيم السودان شرقاً يذهب إلى تقسيمه غرباً وإلى دولةٍ تضم جزءاً من غرب السودان وآخر من تشاد وآخر من ليبيا.
*.. والحديث الذي نُشير إليه قبل عامين اثنين.
*.. والحديث عن طرد محمد نور لبعض قادته الذي تنشره الصحف أمس يقود إلى الحديث عن جيش مني أركو مناوي وإحصائيته التي يرسلها إلى الخرطوم أحد قادة مناوي هذا والتي هي..
* (500 عربة.. 80 مدرعة.. 40 كاتيوشا.. 60 مضاد طيران.. 1000 حارق.. و.. و).
*.. والحديث يذهب للجنوب وإلى السحرة الذين (يُبرِّكهم) مشار الآن للإطاحة بسلفاكير بعد أن فشل كل عملٍ آخر.
(3)
* الركام هذا كله هو نموذج لكلٍّ منها ما يُقابله.. ببضعة آلاف.
*.. والركام يعني أن حريق الخرطوم الذي يخمد.. من يتبرَّع بإشعاله الآن هم مجموعة الوطني التي تعمى عيونها عن الخطر.
* العيون التي لا تنظر الآن إلا إلى الشقيق الآخر من الوطني.. تنظر في كراهيةٍ وصراخٍ وقتال.
*.. والصراخ ينسى أن دولاً من الشرق والغرب كانت هي من يصنع الانشقاق الأول.. وتنجح في صناعة الانشقاق.. حين تنجح في صناعة العيون الكارهة.
*.. ومجموعة الإسلاميين المقتتلين في الوطني الآن تنسى أن بعض المنشقين في الانشقاق الأول تتمناهم الآن جهاتٌ غريبة وتقود بهم الآن عملاً قادماً في السودان.. بأسلوبٍ مختلف وعقلٍ مختلف.
(4)
*.. وكلمة (أسلوب مختلف) يستخدمها عرمان إشارةً للخطوة القادمة بعد فشل خطوة حريق الخرطوم.
*.. وبعض الكُتَّاب يذهب لتفسير الجملة هذه إلى الاغتيالات.
*.. والتفسير هذا يجانبه الصواب لسببٍ واحد هو..
* أن من يبدأ اغتيالات القادة يفتح الطريق تلقائياً لاغتياله هو.
*.. وعرمان هو آخر من يُعرِّض نفسه للموت.
*.. والسبب مفهوم.. يموت لماذا؟

[/JUSTIFY]

ولو بعد حين – صحيفة اليوم التالي