نور الدين مدني

اسماعيل العتباني في رحاب الله

[ALIGN=CENTER]اسماعيل العتباني في رحاب الله [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]* ودعت البلاد امس ركناً من اركان الصحافة السودانية وعلماً من اعلامها المعروفة بالوفاء لرسالة القلم صاحب ومؤسس صحيفة الرأي العام التي تفتح وعينا على قراءتها ومعها بعض الصحف والمجلات المصرية التي كان يحرص على قراءتها والدنا الشيخ مدني أبو الحسن, أذكر منها الاهرام وصباح الخير والمصور.
* ودعنا صباح امس استاذنا الكبير اسماعيل العتباني الذي رحل عن دنيانا الفانية بعد ان ادى رسالته المهنية والاخلاقية والتربوية وترك لنا ارثا صحفيا رصينا تعلمنا من مدرسته الكثير فقد كانت الرأي العام مدرسة صحفية خرجت اجيالاً من الصحفيين والاعلاميين.
* اذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر الاساتذة حسن نجيلة، الفاتح التجاني ود.محمد عبد الحي وعلي المك وجمال عبد الملك (ابن خلدون) وتوفيق صالح جاويش رحمهم الله ومحمد سعيد محمد الحسن ويوسف عيدابي واحمد علي بقادي إلى جانب كوكبة من الصحفيين والكتاب وكانت صفحة (صور والوان) متنفسا لنا نحن عشاق الصحافة منذ ان كنا في جامعة القاهرة فرع الخرطوم وكان من اشهر الذين كتبوا فيها الحبر يوسف نور الدائم وبركات موسى الحواتي ومن اشهر الاداريين الذين تولوا امر ادارتها محجوب لقمان عليه الرحمة واشتهر رائد الكاريكاتير في الصحافة السودانية الراحل المقيم عزالدين عثمان في الرأي العام قبل ان يتنقل في الصحف الأخرى.
* فقيد الوطن والصحافة السودانية استاذنا الكبير اسماعيل العتباني اسس الرأي العام ورعاها طوال فترة توليه رئاسة تحريرها على هدي مبادئ واخلاقيات مهنية وموضوعية خاصة في الاخبار التي كان يحرص على مصداقيتها ويتحرى من مصادرها حتى الاخبار الاجتماعية بعد ان سرب احد الخبثاء خبرا اجتماعيا مسموما تسبب في مشكلة عائلية.
* كانت الرأي العام في عهده صحيفة مستقلة إلى جانب صحيفة الايام المدرسة الصحفية الاخرى التي قامت على هدى (شراكة ذكية) بين اساتذتنا محجوب محمد صالح ومحجوب عثمان وبشير محمد سعيد عليه رحمة الله، قبل ان تظهر جريدة الصحافة التي اسسها استاذنا عبد الرحمن مختار عليه رحمة الله.
* إلى جانب اهتمامها بالاخبار الداخلية اهتمت باعطاء مساحة مقدرة للاخبار العالمية والثقافة والفنون والرياضة وارتبطت بها ندوة راتبة يرتادها نجوم العاصمة في ذلك الوقت من سياسيين وقادة رأي يتداولون حول مختلف قضايا الساعة بلا اجندة مسبقة او تنظيم معد لها.
* كتبت على ايامه في (صور والوان) وكنت امني نفسي الالتحاق بمدرسته ولكنني لم اتشرف بالعمل معه الا انني تعلمت من مدرسته الكثير الذي اعانني في حياتي المهنية في بلاط صاحبة الجلالة التي اعتز بالعمل وسط جنودها الذين مازالوا يقبضون على جمر القلم في ظروف محلية واقليمية وعالمية اكثر تعقيدا.
* نسأل الله عزوجل الرحمن الرحيم العالم بعباده ان يتقبل استاذنا اسماعيل العتباني بواسع رحمته وان يلهمنا واسرته الصحفية الكبيرة واسرته العائلية الممتدة بفضل الله واصدقائه واحبائه ومريديه الصبر وحسن العزاء.
* (إنا لله وإنا إليه راجعون).[/ALIGN]

كلام الناس- السوداني -العدد رقم 1156- 2009-1-31