طه كجوك

كرونة كلب وأصول اللغة


كرونة كلب وأصول اللغة
راكب فيل، أكل شاي، شسك موز، قدّ سلك، اكتب شتات، (فِك الدُقار الدفار الجنبك هوا) رايحه ليهُو عُصفورة .. عزيزي القارئ .. ليس هذه العبارات مِلك لألسنة اللذين غابت عقولهم بتأثير المُسَكِرات ولا الذين طاشتْ عُقولهم في أودية المجهول إلى أجل غير مسمى.. الحقيقة غير ذلك!! هذه العبارات خارِجه من أفواه بعض اللذين يعيُون تماماً قواعِد وأصول اللغة العربية..فهم عقلاء وهذا أقل ما نُوصِفَهم به.. لأنك لو كشفت عن أستار أفكارهم لوجدتها معاجِم للغة تفيض بعلم المعاني والبلاغة.. غير أن المواقِف والبيئة المعاصرة هي التي تبنّت هذه المصطلحات وباتت لها عُشاق يتلذذون بها وترقُص ألسنتهم طرباً عندما يتكلمون بها، فَتنزلِق الكلِمة تِلو الأخرى دُون تتعْتُع أو تفكِير .. وتتعقد المعانى وتزدادُ تعرُّجاً عندما يشعر رُوادها الذين يحترفون كلماتها ويعييُون مضمونها بخطر الإنصات لهم من قبل طرف آخر غير مرغوب فيه .. عندها يتعين عليهم انزال جيش اللغة العامية وقوات الراندوق الخاصة.. ((اسمع يا قريبك البليلة فيها حصى).. وهذا تنبيه بأن هناك أطراف أخري تصغي لحديثنا.. فيواصل قائلاً.. قام الجُلك تلّب من المروحِية (يقصد نزل من الحمار) سايرين يافردة وكتبنا شتات والجُلك رابِط كرونة كلب وارانا .. أها الجُلك شسْك موز الفردة وشمطُُوا قلم يامِن لفّة صِينية، قام قرِّيبك عمل ليك للجُلك جُون سينا وجابوا في الواطة…) (شسك موز للفردة بمعنى مسك صاحبنا) وهي مشاركة من قوات الراندوق التي يتم فك شفراتها بحذف الحرف الأول من الكلمة الأولي واستبداله بالحرف الأول من الكلمة الثانيه وبعدها تكون الكلمة الأولى هي المقصودة والكلمة الثانية غير مرغوب فيها.. عزيزي أسعد نفسك .. وأضرب بيمناك على صدرك وقل أنا سوداني ولك عظيم الشرف .. ليس لأننا نجيد مثل هذه المصطلحات!! بالعكس تماماً فالسودانيون هم سادة اللغة وأساتذتها.. ولكن لأنك عظيم تتخذ من هذه المصطلحات أرجوحة لترطب على نفسك وتطفئ نار قلبك التي أججتها أسوار الوطن الملتهبة .. فلطالما تدور ذكراك عندما تذكر الشهامة والشجاعة والمروءة .. ونُذكر عندما تذكر الجبال الراسيات كجبال تهامة ومرتفعات عسير التي لا تزيدها الأعاصير إلا ثقة بنفسها وترجلاً وثبات..

طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]