طه كجوك

صِلات الوُد بين الثعالب المُطورة والكِلاب


صِلات الوُد بين الثعالب المُطورة والكِلاب
بعد غيابٍ شارف على الثلاثون شهراً قصدت قريتي ومهد صباي التي تتوسد أحضان النيل لقضاء الإجازة رغم علمي التام بأن الحضارة قد قصفت جزءً مقدراً مما يحظي به الريف، غير أني تعشمتُ فيما تبقى بأن يكفل لي إجازة أتنسم فيها رائحة الريف.. أصابتني نشوة فرح وأنا أتأمل هذا الهدوء وناظري صوب (الملاية) أو كما يقول أهل الخليج (الشرشف) والهواء الطلق يُداعب ثم يلاعب أطرافها المنسدلة من جوانب السرير الشيء الذي جعلني أُمني نفسي بقضاء ليالي هادئة تكهنت بأن تعوضني عن سالف الليالي التي تبعثر فيها نومي على أسِرّة شاهِقات المباني. ولكن ما كان لي أن أغوص في جزر التمني وسكون الليل قد غزته أصوات الثعالب التي استغلت منازل المهاجرين اللذين استأثروا حياة المدينة وهجروا قراهم بحثاً عن راقد العيش والخدمات وغيرها،فاتخذتها وكراً لها ولوثت ذاك الهدوء الذي مزجته الطبيعة سابقاً بحنين السواقي التي تحِن وتئن في جوف الليل كأنين الثكالي وما أن طُويت حضارة السواقي وأصبحت رهن الارشيف خلفتها أصوات الطنابير الخافتة التي تغرد في ليالي السمر ثم انحسرت ليالي السمر وجلسات الطنابرة ببزوغ عصر القنوات الفضائية ثم تلاها الفيس بوك الذي صعد بالأذهان إلى الفضاء الاسفيري لتصبح الأرض حلبة للثعالب تتباري على مهدها في وضح النهار.. وهناك لغز غامض يحبس أنفاس التفاؤل وهوان الثعلب يفرُّ بمجرد سماع نباح الكلاب فكيف للقاعدة أن تقرأ بالمقلوب ويتآلف هذا الثنائي ويجتمعان على مائدة واحدة بل ويكون بينهما نسب.. لا تهمنا صِلاة الود بين الثعالب والكلاب اجتمعا أم افترقا ولكن ما يؤرق مضجعنا هو فقدنا للإستمتعاع بهدوء الريف الذي اختلط بضباح الثعالب التي تترصد ساعات النوم الأولى وتأتى على مقربة من مضجعك ثم تصيح لتستيقظ مذهولا لا تدري ماذا حدث في الكون واذا حاولت رجمها بحجر فهذا يعنى بداية دراما ليلية مدفوعة الأجر فيأتيك من الخلف ويصيح بأعلى صوته وتارة من فوق السقف بصوت مختلف عن الآخر تماماً.. سقى الله أيام زمان بعظمائه الذين توسدوا الثري حتى الثعالب كانت ترتعد ثم تنحاش من وقع أقدامهم .

طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]


تعليق واحد

  1. ههههههههه فعلا ثعالب مطوره لاكين ياكجول الاجازة الجايه الا تقديها في تركيا.