رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : قناة الخرطوم وشهادة الرئيس والوالي

[JUSTIFY]منذ شبابه الأول، شباب الطموح والجنوح، اختار الطموح، وكانت أول خطوة كبيرة خطاها آنذاك وقبل خمسة عشر عاماً تقريباً تقلده منصب رئيس تحرير صحيفة «القبس»، وكان ذلك في عهد والي الخرطوم الأسبق الراحل مجذوب الخليفة، وكانت لتلك الصحيفة إمكانات لصدورها كافية، لكن سوق الصحافة لا تنافس فيه الصحف الرسمية إذا كانت معها صحف مستقلة. والآن في مرحلة شبابه الثاني يتقلد منصب مدير قناة الخرطوم، هذه المرة يحدث العكس، فالقناة بدون إمكانات كافية، والدولة ولا نقول ولاية الخرطوم وحدها تتعامل معها وكأنها خريف وأمطار خير وبركة تتأتي من السماء دون ميزانية حكومية، الميزانية فقط لاحتواء آثار فصل الخريف.

والأستاذ عابد سيد أحمد مدير القناة، لم يفعل ما فعله مديرها الأسبق الأستاذ السمؤال خلف الله حينما كان تلفزيون ولاية الخرطوم يعمل بالبث الأرضي، فالأخير تقدم باستقالته لأن وزارة المالية في ولاية الخرطوم لم توفر له المطلوب من المال لسد احتياجات «البث الأرضي». وحتى الآن لا أظن أن الولاية توفر بشكل كامل أو شبه كامل على الأفل المطلوب. لكن بالفكرة الثاقبة والإمكانات الشحيحة استطاعت إدارة القناة أن تعبر بحر التحديات إلى ضفة النجاح الباهر والظاهر، وهذا النجاح شهد عليه رئيس الجمهورية عمر البشير وهو يقول في مناخ احتفالها بإطفاء الشمعة الرابعة: «إن قناة الخرطوم ولدت بأسنانها». ولم ينس الرئيس أن يشير إلى من يرفضون الاعتراف بنجاح القناة، حيث أضاف قائلا: «هناك من لم يعجبهم العجب».. نعم هناك من انتقد «القناة» وربما ظن أنها تحظى بأموال دعم طائلة.. لكن بالنظر بعمق إلى الانتقادات يتضح أن الأمر لا يعدو ان يكون قضية شخصية.

اما والي ولاية الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر، فيبدو انه يعتبرها رأس حربة إعلام ولايته، فحينما طرح عليه سؤال في مؤتمر صحفي جمع قادة الاعلام والكتاب الصحافيين بخصوص آثار السيول والامطار، وكان فحوي السؤال «تقصير إعلامي» في المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، ذهب الوالي الى الحديث عن قناة ولاية الخرطوم، وقال: «انها قامت بالتغطية بصورة جعلتنا نتهم مديرها عابد» حتى وان لم يكن السائل يضع القناة في مقصده، فهي في بال الوالي أن إدارتها قامت بإنجاز إعلامي كبير. ومن يتابع برامج هذه القناة لا أظنه يصدّق ما تعانيه من شح إمكانات، فالعاملون بها يحمدون الله على كل حال، وكأنهم يؤدون الخدمة الوطنية بالعمل بها. لكن نظراً لإسهامهم في هذا الإنجاز الذي أكده رئيس الجمهورية ووالي الخرطوم فهم يملأ نفوسهم التفاؤل والتماهل.. هم جيش إعلام الولاية الاوّل يجاهدون «الجهاد المدني» خلف قائدهم الجنرال الحقيقي الذي يستخرج من الفسيخ شربات او عصير بالتعبير المجتمعي الجديد.. فلا القائد يستطيع النصر لوحده دون جنود ولا الجنود يمكنهم أن يحققوا الانتصار دون قائد صبور وقور تنوشه تحديات الإدارة مع شح الإمكانات.

تجربة إدارة قناة الخرطوم الفضائية تستحق أن تكون ضمن مقررات الجامعات في دراسة علوم الإدارة. ونحن من الشاهدين بأن هذه القناة جديرة بالاهتمام ليس من حكومة الولاية فقط بل أيضاً من رئاسة الجمهورية التي شهدت ممثلة في الرئيس البشير بأنها ولدت بأسنانها. فهي قناة فضائية وتقدم خدمة وطنية إعلامية للوطن في كل المجالات.

تفرغت تماماً لمتابعة برامج هذه «القناة».. وقلت لماذا يتابع هذا الشعب المسلم المحترم فضائيات غير سودانية لا تقدم غير المسلسلات والأفلام الخليعة والغناء التافه.. لكن تذكرت أن هناك معلومة تقول بأن «حفلة وردي كانت حصيلتها سبعة آلاف جنيه، وحفلة مغنية هابطة وراقصة كانت حصيلتها سبعة عشر ألف جنيه».. وأرجو أن يحدث العكس حفاظاً على هذا المجتمع المحافظ في زمن «المشروع الحضاري». وهذا يأتي بدعم القناة.

صحيفة الانتباهة
ت.إ[/JUSTIFY]