ما يطلب النظام

في خوازن الذواكر الشبية في معظم الدول العربية فكرة البرامج الإعلامية الخفيفة الظل القائمة على الأغنية والطرب بطلبها وأهدائها للأحبة والأصدقاء والأهل من باب تمثيل الحالة بالأغنية أو تحميل الفكرة في ثنايا الأغنية.. فإن كان طالب الأغنية (كمثال عندنا) في حالة حب شديد وهو يعتقد أن الآخر ع لى أوبة الاستعداد لمبارحة محطته للدخول في علاقة أخرى طلب أغنية (إبراهيم عوض شاعر إبراهيم الرشيد) (لو داير تسبينا) والرسالة واضحة كأنها تقول (أها يازول جرب الشغلانة أول).. أو لو كان طالب الأغنية في خانة المظلوم ذلك أن الحبيب أغترف في حقه غلطة طلب أغنية (عثمان حسين) (مسامحك يا حبيبي) والمعنى يعني (تعال راجع ما في زعل وقشة ما تعترليك).. وعلى ذات الشكل فإن الأنظمة الحاكمة في أي موقع أو مكان لو تمثلت أوضاع طالبي الأغاني فإنها ستكون مشفوعة بضرورة الاحتمال و الصبر والغفران وافتراض أن المطلوب لهم دائماً لا يعرفون أكثر منهم.. لأنهم هم على حق دائماً على طول المسير أو هكذا تقول افتراضاتهم حتى وأن لم يتشعروا عكس ذلك لذا تجئ مطالباتهم بأغاني كلها أمتثال وتماهي مع النفسيات الحاكمة التي يهبها الله الملك كما يشاء ولكنه ينزعه منها نزع ولا يأخذه أنظمة على حق وأن الشعوب عليها الاستمتاع بأغاني كلها لأزمات (تمام ..تمام) حتى ولو كانت في تصانيف ا لمصنفات (الهابطة) أو حاوية في جوفها عكس لحالة تضعضع الأفكار للأمة الناشئة التي ألفتها ولحنتها وغنتها أو حتى لو أنها قالت إنها لشباب ضائع مأزم مأزوم.. ببساطة هي تحكي عن خيبات لآمال ضائعة لشباب متغني بها ولها يعرض وضعاً ماسوياً أن تطرب الأنظمة الحاكمة لمثل هذه الأغاني لأنها بالتأكيد لم تتدارس فحواها ومرودوها على الواقع.. فهي ببساطة تقول إنها تعكس واقع يائس بائس لشباب فشلت الأنظمة في توجيه مستقبله.. بداء دخلت ثلاثية الطرب الموصوف بأنه (هابط) عند العقلاء في حالات هلوسة الشاعر والملحن والمغني.. مع أن هناك الكثير من الثلاثيات الرائعة بروعة كل وطن وكل قومية وما أكثر (الشاعر الصدوق والملحن المبدع والفنان الآثر الصوت).. كمثال (عندنا) حكى الحزن على رحيل (الحوت) ذلك الحب الشبابي للإبداع النقي الصادق الوجدان ولو تمعنت الأنظمة قبل دخولها للمشاركة في برامج (ما يطلبه النظام) لوجدت أن في أمتها ثلاثيات ذات مسؤولية ومشروع إنساني.. لكن ذات الأنظمة في ظل بحثها عن البقاء حتى ولو أنكمشت رقاعها في جغرافية وديمقراطية الواقع فإنها بالذات عن الضرورة وإهتزاز الكراسي لن تلجأ لطلب الأغاني المثالية التي تتماشى مع الداخل الإنساني الصادق والأفكار الفاطنة للعلاقة السوية ما بينها كطالب للأغاني والشعوب المطلوب لها الغناء على سبيل التحرير .. لذا يطلب النظام الحاكم في أي موقع وزمان الأغاني التي تمجده حتى لو كانت دلائل كلماتها الضمنية تأكيداً على إخفاق وظلم في أي زمان ومكان لذلك كمثال (عندنا) نلتمس العذر للذين يغنون.. (أضربني بمسدسك أملاني أنا رصاص) أو (حرامي القلوب تلب وأنا في نومي بتقلب..) .. (زعلان ليه.. بلا يخمك زعلان ليه والخائنة أمك) مع أننا نمتلك ذخيرة وجدانية غنائية رائعة جداً جداً بعض ملامحها (ومضة عشت على إشراقها).. (الأرض أشتعلت قمحاً ووعداً وتمني).. (عزيز أنت ياوطني).. (يا الحبان حليل ناس آمنة .. آمنة في الحشاشات كامنة).. ( أنت المهم).. ( وكان القرشي شهيدنا الأول).. (الفات زمان).. (لا ميتاني الليل قوا).. (شوف عيني الحبيب بحكمة لابس التوب).. (عافي منك يا جناي).. (أمي الله يسلمك).. ( تعال نتمشى في الغيمة).. (مكتول هواك).. (هوي يا جنا أوع الحسد وحق البلد).. (النار ولعت).. (دافور بلدنا) (الحمرة دي الريده جمرة).. (عديلة) .. (البيسأل ما بتوه).. (ياسامر) … (المنديل المنقوش جانبه) .. (لو حتى نبدأ من الصفر).. (مرت الأيام) (من اريج نسمات الشمال).. و.. و..
[B]آخر الكلام:[/B]الأنظمة مع برنامج (ما يطلبه النظام) يطلبون حسب الظرف الآني دون التدقيق في المحتوى العميق لقيم الكلمات وأن كانت في ظاهرها مقبولة .. فهل راجع المعدة المخرج لهذا البرنامج الحساس القراءة من بعد التأمل للمحتوى ومردودة على أرض الواقع إلى ذلك الحين على الجميع الالتفاف حول ذلك النشيد الوطني الرمز..
[/JUSTIFY][/SIZE]
[LEFT][B]مع محبتي للجميع[/B][/LEFT]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

