فدوى موسى

الطريق التالت

[SIZE=5][JUSTIFY][CENTER][B] الطريق التالت [/B][/CENTER]

مفترق الطرق الذي يحتم عليك اختيار الطريق الواحد ليس دائماً هو الحل الأمثل.. لكنه دائماً الحل الأوجب حيث لا يلتقي طريقان على مبدأ التوازي إلا تقاطعاً.. قد نجد أنفسنا في حالة المفترق هذه كثيراً وفي موضوعات جمة.. فالإنسان مجبول على السعي والمشي في الطرق والدروب سهلها ووعرها.. إحقاقاً لما أوجد له من عبادة وعمل.. ولكن الوصول للاقتناع بخيار الاختيار رغم أن له غيبيات كثيرة إلا أنه أيضاً له من الشواهد ما يدعو للتجريب والمنطق والتوكل.. ويتمدد مدى الخيارات واختيار المسلك في مساحات واتجاهات عدة ظاهرها وباطنها الحراك الذي يشغل الكون من جزئية الشخص الواحد ويتمدد إلى أوسع المجالات وأبعدها.

إنه الفصل في القضايا اليومية.. أو حتى اللحظة.. وهكذا ليس بالدائم الخيار المرغوب هو الأصلح.. لذا دائماً هناك خطط وطرق بديلة للرجوع إلى نقطة انطلاق جديدة.. الآن نحن أحوج ما نكون لذلك النوع من التجديد والانفتاح على الشارع والطريق.. فربما كانت هناك مفاصلة ما بين الدكتاتورية الجماعية أو الفردية. فالحال المثلى هي إخضاع الطريق المرغوب الركون إليه لحالات مفاضلات كثيرة وصولاً للخيار الأنسب.. فليس بالغريب أن يجد المرء نفسه مضطراً للمضي في طريق يعرف أن له من الوعورة ما يستلزم العودة منه ولو في ما بعد المنتصف.. لأن التقييم للمعايير الآن في كثير أمور بات يؤخذ على مؤشرات مختلفة ربما أنها لا تسلم من حالات المعيب والمجرب على مؤشرات ربما كانت في يوم من الأيام مغايرة في تدرجات تحديد الخطأ والصواب.. لأن المعرفة كانت قائمة على أن الطريقين معروفان خطأ، صواب.. لكن الطريق الثالث الذي أوجدته حالات روح العصر في توجهات كثيرة بات معروفاً في حالات «خرائط الطريق» التي تعتمد على نوعية القضية أو حتى على طبيعة وشاكلة الموضوع الذي يستلزم إيجاد حل أو خيار للمضي فيه قدماً كطريق يوصل للمحصولات التي يرنو إليها السالك أو الشخص الذي اعتمد الخيار كحل عند نقطة المفترق.. حتى أن هذه الأيام بات الكثيرون وليس الكل يعتمدون طرقاً ودروباً للخروج من عنق زجاجاتهم بذات تلك المواصفات الرمادية.. فلا هي بيضاء خالصة فيما كان يوصف بأنه الصحيح مئة في المائة.. ولا هي سوداء فيما كان يعرف هو الخطأ مئة في المائة وما بين ذلك في عداد المتشابهات.. وهذا العداد الأخير هو ما يعرف الآن بأنه الخيار الثالث.. البعض يرى في الحل والخيار الآني نفس وروح البعد عن التضييق والانحصار في مربعات محددة وبعينها وليس بالضرورة أن يكون المنظار القديم للتقييم هو المناسب دائماً في كل زمان ومكان أو هكذا «مخارجة».

شئنا أم أبينا دائماً نقف عند هذه الحالة المفترقية أو الحالة الخيارية.. فإن كان من أصحاب التعمق والتشرب بالأبيض والأسود فليس علينا سوى إدراك أننا في الاتجاه المعين سالكون مهما كانت الحواجز والسياجات.. أما إن كنا من أنصار الطريق الثالث فإننا نعرف أن الخيار يحتمل في جوفه بعض الصعاب والتنازل في المحطات والطرق الجانبية هنا وهناك وليس بالضرورة أن يكون مهدداً دائماً.. هي خيارات تخضع لظروف واسعة المدى ما بين الممكن والمستحيل.. الأبيض والأسود لنا الحق في تحديد مدى درجات فرز الألوان الرمادية فيها.. لكننا على ثقة أن هناك دائماً طريقاً لم يسلك بعد.

[B]آخر الكلام[/B]

قد نقف مكتوفي الأيدي مرة ومرة لكننا في الزمن المحدد نتحرك في اتجاه ما.. احتمالية أن يكون ذلك الاتجاه موجوداً دائماً مثبتة في المضابط الإنسانية.. أما تقييم حساسية دقة الخيار والطريق قد تكون مرجعيتها النتيجة الأخيرة التي تحصلنا عليها أو سنتحصل عليها. أتمنى لكم دائماً الخيار الأصوب.. «هاكم خارطة الطريق دي».
[/JUSTIFY][/SIZE] [LEFT][B]مع محبتي للجميع[/B][/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]