فدوى موسى

موية الداخلية

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]موية الداخلية[/ALIGN] في ذلك الزمان.. أنتصف النهار في فناء داخلية الطالبات .. كعادة هذه الفترة في حياة الطالبات، فإن تصانيف الإتجاهات السياسية والفكرية تدخل حتى في تفاصيل حياتهن الدقيقة، وغالباً ما يجعل بعضهن من بعض مدخلاً للسخرية و…. في ذلك الفناء ظهرت «سمر» التي يصنفونها يسارية تحمل كوباً من زجاج مليء بماء «ملوث» وهي تجهر بصوتها وتدعو الرفيقات والزميلات للخروج اليها والإحتجاج على ما جاءت به مواسير المياه بالداخلية من ماء نتن.. والمعروف أن هذا الماء هو ذاته المستخدم للشرب.. لتخرج في الجانب الآخر «أميرة» والتي تصنف في الإتجاه المعاكس لليسار لتدعو «الأخوات والمصابرات» لنشر ثقافة أن هذا الماء في ذاك التوقيت ما هو إلا من تأثير الخريف والطمي وأنه صالح للشرب مع التعريج لإستغلال الأمر من قبل «سمر» في هذا الظرف .. خاصة وأن إنتخابات الإتحاد بتلك الجامعة على الأبواب.. وتدخل الطالبات في حيرة ما بين «سمر» و«أميرة».. فهن يرين بأم أعينهن كوب الماء الملوث الذي تتخذه «سمر» بيِّنة وحجة وبالمقابل تأتيهن «أميرة» بنتائج معملية تؤكد صحة وسلامة هذا الماء وصلاحيته للشرب.
من جهة مرجعية لا يتشككن في أمانتها.. وتدخل الطالبات في دوامة أميرة وسمر ويبدأ الشك والريبة في أمر كل ما تدعيه الشابتان.. ورغم ذلك تجد الطالبات أنفسهن مضطرات لإستخدام هذا الماء في الشرب الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً .. وحالة تلوث المياه هذه الأيام بالمادة الخضراء تجعل من منطقة التلوث بأسرها.. «داخلية» كبيرة وتوسع مواعين سمر وأميرة .. ولأن أمر الماء أمر مهم وحساس فإن الإهتمام به من الأساسيات، خاصة وأنه من ثلاثية «الماء والكلأ والنار».. تنتاب حالة الطالبات تلك كل من يستخدم مياه النيل الأزرق قرب المناطق التي تداولت الأخبار ظهور المادة الخضراء بها.

آخر الكلام:
خبر كهذا لا يحتاج المواطن المعني به لمزيد من الحيرة فليخرج أصحاب الشأن لنفيه أو تأكيده.. فصحة المواطنين الجمعية تكون أمام الخطر ما لم يفصل ويبث في أمرها.. ولا حول ولا قوة إلا بالله يا سمر ويا أميرة.
سياج – آخر لحظة -العدد 895
[/ALIGN]