صلاح أحمد عبدالله : ما نريد.. لا ما تريدون ؟!!
* ومن حقنا ألا يكذب (علينا).. (والينا) في ذلك اليوم بحكاية ماكينة اللحام الشهيرة.. والتي يبدو أن آثارها تلت كل ليالي (الخريف) اللاحقة..!!.. وحتى خريف اليوم..؟!
* من حقنا.. ألا يهدد وزير الاستثمار والأمين السياسي بالوطني.. كل من هو ليس معهم بأنه متمرد ومتآمر.. وطابور خامس.. (ويحرش) الطلاب لمواجهتهم. وكأنهم قادمون للغزو من كوكب آخر.. وألا يكذب علينا ويقول إنهم حزب يحمل رسالة تقوم على القيم والأخلاق والإيمان.. وأنهم منفتحون على الآخر.. ويبدو أن سيادته نسي فقه (التحلل).. وفتوى (استراحة المحارب).. وإبراهيم الشيخ.. ومريم الصادق.. وأبيها من قبلها..؟!
* ومن حقنا.. ألا يسخر هذا الوزير (منا).. ويقول إن الحكومة مهتمة بالتعليم والصحة.. لجهة إيمانها بأن الاستثمار في الإنسان هو من أفضل أنواع الاستثمار..؟!
* لا أدري لمَ ضحكت رغم (المرارة).. وتذكرت العزيز صالح كامل واستثماراته في الشرق.. وهجرة الاستثمارات السودانية (نفسها) الى إثيوبيا.. أما حديثه عن التعليم والصحة.. فيستحق عليه وسام.. (ابن السودان الكوميدي)..؟!
* ويقول هذا الرجل العجيب.. هل هؤلاء يتكلمون عن مشاكل السودان الذي نعرفه.. أم إن هناك سودان في كوكب آخر.. نرجو ألا يكون فيه وزير استثمار أو (والي عاصمة) آخر..!! ويبدو أن سيادته يحتاج لحصة جغرافيا.. (مجاناً طبعاً).. ليعرف أين تقع الدوحة.. أو أبوجا..
* الحديث طويل.. وشائق.. وشائك.. ومثير.. ولكن مساحة العمود لا تسع لكل هذه الطرائف السياسية (المؤلمة)..!؟!
* لا نريد أن نصدق رئيس حركة (الإصلاح الآن) والقيادي السابق.. والمؤسس للمؤتمر الوطني.. وهو يقول إن بعض أحزاب (الحوار) عقدت صفقة مع المؤتمر الوطني لاقتسام السلطة.. (مصيبة) إن صح هذا الحديث.. رغم أن أهل مكة أدرى بشعابها.. وتفكير أهلها.. مما يعني أن العقل الباطني للجميع يفكر بوتيرة واحدة.. هي كيفية الوصول بأقصر الطرق الى السلطة..؟!
* فهل هذا ما نريده كشعب.. وهل أمثال كل هؤلاء.. سيقودوننا الى المستقبل.. بعد سنوات التيه.. والضلال.. (والدعاء) الكذوب.. منذ سنوات (الاستغلال)..؟!
* وهل شعارات.. تهتدون وتعودون وفيل جيبوتي.. وسلم تسلم.. والقاهرة بحضور قرنق.. وجدة.. والتراضي الوطني.. ودخول القمرين النيرين الى القصر الأبيض الجميل جوار البحر الأزرق والهواء العليل.. وميثاق (كمبالا).. والجبهة الثورية.. وميثاق باريس.. و.. و.. وأحزاب الفتات.. وتشظي الشتات.. وتلك الوجوه التي تبتسم في العلن.. شذراً في الظلام.. فهل كل هذا هو حقيقة ما نريده.. بعد كل رهق السنين هذا..؟!
* وهل الاشتباكات بالأيدي.. وأعمال الشغب بين قيادات المعارضة في ندوة سياسية بلندن.. جبهة ثورية.. حزب أمة.. فرعية الحزب الشيوعي.. وقذف المنصة بالكراسي.. وحضور الكثيرين من قادة المعارضة لمثل هذه الندوات ومن بينهم رئيس هيئة تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى.. وتجوال الأستاذ علي محمود حسنين ما بين القاهرة ولندن.. ومع أمثال هكذا معارضة.. وهكذا معارضين.. طيلة ربع قرن من الزمان.. هل ننتظر (جديداً).. وهل ستشرق الشمس عندهم بخير.. رغم الضباب الذي يغطي سماء لندن.. وضباب (الحزن) الذي يغطي ما تبقى من السودان.. الذي كان كبيراً ذات يوم.. وتشظى والتهب نيراناً.. بفضل أنانيتهم وحبهم المفرط لذواتهم..؟!
* صدقوني أيها القوم.. كلي أمل وتفاؤل.. أن بلدي بخير.. وأهلها بألف خير.. وأن الشباب المؤمن بمستقبل بلده.. سيخرج من رحم المعاناة أشد قوة وصلابة.. عندها ستتغير الكثير من الوجوه..؟!
* وهذا ما نريده فعلاً.. قبل عبورنا لتلك (القنطرة)..؟!!
صحيفة الجريدة
ت.إ[/JUSTIFY]
كلام جميل جداً وفي الصميم ،بارك الله فيك، أفصحت ما بنفس كل غيور على السودان. إستمر سدد الله قلمك لمواطن الوجع في الوطن.
ممتاز أستاذ صلاح – فأنت تبوح بكل مافى ضمائرنا – لك التحية يا رائع .