رأي ومقالات

حسن وراق : طلّعتوا زيتنا الكان في بيتنا !!

[SIZE=5][JUSTIFY]لأول مرة في تاريخ السودانيين يصل حد الفقر والفاقة والجوع والمسغبة إلى درجة ترك الأكل لعدم توفره أو صعوبة الحصول عليه.. معظم الأسر (المستورة) قلصت عدد وجباتها إلى وجبة واحدة فقيرة جداً تسمى (الغَشاء) تجمع بين الغذاء والعشاء، تدخل موية الفول مكون رئيس فيها بالإضافة إلى موية الجبنة وأخيراً بعد انعدام الزيت وارتفاع أسعاره وأصبح من المتعذر الحصول عليه، تم استحداث ما يعرف بـ(موية الزيت) لوجبة البوش التي أصبحت الوحيدة في المائدة السودانية. في الأيام الفائتة ضبطت السلطات زيتاً مغشوشاً كما جاء في الأخبار وهو في حقيقة الأمر عبارة عن زيت مخفف أضيفت إليه الماء وصار موية زيت يباع لمحلات الفول.

لم يسبق أن مرّت البلاد بأزمة زيت كالتي نعايشها الآن حيث حذرت غرفة الزيوت من فجوة كبيرة تقدر بأكثر من 60 ألف طن من زيوت الطعام حتى بداية موسم إنتاج الحبوب الزيتية كالفول وعباد الشمس والسمسم ولم تتحسب الحكومة ممثلة في وزارة المالية بتوفير النقد الأجنبي اللازم لاستيراد هذه السلعة التي لا يمكن الاستغناء عنها حتى تمكن الاحتكاريون منها وحولوا كل مدخراتهم إلى سلعة زيت تم تخزينها في البيوت والمزارع لتتسع الفجوة خاصة بعد أن تنامي إلى الأسماع خبر فشل العروة الصيفية بمشروع الجزيرة ولم تتم زراعة الفول الأمر الذي يخلق أزمة أكبر في الموسم القادم.

الإنتاج المحلي من الزيوت يكفي حاجة البلاد ويفيض للتصدير كما هو الحال قبل 4 مواسم خروج زيت بذرة القطن من دائرة إنتاج الزيوت خلق فجوة على الطلب في الأسواق المحلية للإقبال الكبير على زيت البذرة وتعدد استخداماته. انعدام زيت البذرة تسبب فيه إعلان تحالف المزارعين في الجزيرة والمناقل موسم 10 -2011 الإضراب عن زراع القطن تحت شعار (تمويل كامل أو إضراب شامل) نظراً لعدم التمويل وما تبع من تقلص مساحة زراعة القطن حيث بلغت 10 ألف فدان. امتنع المستهلكون عن شراء زيت بذرة القطن المحور نظراً لمخاطره الكثيرة على الإنسان والحيوان.

السودان من الدول الرئيسة في إنتاج الفول السوداني الذي يصدر خاماً وفي شكل زيت وكان مجلس الفول الأفريقي يولي السودان اهتماماً كبيراً بتزويدنا بآخر ما توصلت اليه أبحاث الفول وطرق وقايته من الآفات وأمراضه مثل الأفلوتوكسين وبدأ الإهمال بعدم تسديد اشتراكات السودان في مجلس الفول الأفريقي حتي فقدنا عضويتنا وبدأت نوعية الفول تسجل تراجعاً مخيفاً أثر في احتوائها على الزيت وبلغ التسيب والإهمال حداً تسببت فيه إدارة مشروع الجزيرة ليخرج الفول من عروة الصيف الحالي. أزمة الزيوت الحالية هي أزمة إنتاج وليس استيراداً وتتحمل إدارة مشروع الجزيرة واتحاد المزارعين المسؤولية الكاملة وعلى الدولة تخفيض رسوم الإنتاج وليس الجمارك على المستورد بتراب الفلوس لزيوت حيوانية ضارة بالصحة.

صحيفة الجريدة
ت.إ[/JUSTIFY][/SIZE]

تعليق واحد

  1. حسن و راق مين يسمعك و لمن نشكي هم عايشين و الباقي انشاء الموية
    ما يشربوها .. ديل قاداتنا يعيش المؤتمر الوطني و المطبلاتية فقط
    و ما تبقي غير مهم ……. فأنتم منزوعي الهوية السودانية
    الحال في السودان اسوأ من غزةو ليبيا و سوريا
    حسبي الله فيكم …