عناقريب الألفية الثالثة.. السرور والعظمة والكاسر وقهوة فيصل العجب + صورة
وللعناقريب هنا أسماء شتى مثل: الكادر، البلابل، احفظ مالك، أبو السروج الجرتق، الكاش ذو الأرجل المستديرة، وتستعمل في مناسبات مختلفة مثل الزواج، الختان، والموت.
سوق بدكان واحد
يقول (حافظ إبراهيم حاج حسين) الذي ورث صناعة العناقريب عن أجداده، إن السوق كان يضم ما لا يقل عن (17) دكاناً، لم يتبق منها سوى (2) فقط، واحد يعمل في صناعة العناقريب بينما حول الآخر نشاطه إلى صناعة أسرَّة الحديد ومراتب الأسفنج.
يواصل (حافظ): لُقِّب والدي بـ (ملك العناقريب)، حتى أن مجلة الدستور تحدثت عنه باعتباره أول من نظم معرضاً للعناقريب في العام 1930م، بنادي الهلال ودعم ورعاية مصلحة الغابات، يواصل: انطلق السوق في ذلك الزمان البعيد بأربعة دكاكين.
يمضي (حافظ) قائلاً: ما يشير إلى عراقة سوق العناقريب هو تلك التوقيعات والانطباعات المدونة على دفتر المعرض سالف الذكر. ويضيف: شهد العام 1987م، تسلمي العمل كخليفة لوالدي، وأن أكون المسؤول الأول عن الورشة والدكاكين، فقد كنت الأقرب إليه، إذ أنفقت طفولتي كلها ما بين المدرسة والورشة، وحرمت نفسي من لعب الكرة والبلي مع الأطفال، كنتُ ذراعه اليمنى، وحتى الديكور الذي لم يلب رغبتي كما تفعل الورشة، وفي ثمانينيات القرن المنصرم ابتكرت عنقريب الجرتق الذي لم يكن مألوفاً حينها لأحد.
عنقريب الجرتق
يمضي (حافظ) قائلاً: السوق عانى كثيراً عقب انفصال الجنوب، الذي كان المصدر الأول للأخشاب والأيدي العاملة، كانت الورشة توظف نحو عشرين عاملاً أكثر من نصفهم جنوبيون، علاوة على مشكلات فنية أخرى مثل ندرة الخراطين والنجادين، وفقدان الثقة في (الصنايعية) الحاليين، حتى أصبحت صناعة العناقريب محض مصدر للمال فقط. وأشار (حافظ) إلى أن العمال والصنايعية (بتاعين اليومين ديل) غير مضمونين في ظل سوق يتعامل بالسمعة والاسم، لذلك أصبح التسيب عائقاً آخر ساهم في تدهور العمل اليدوي.
ما بين أم درمان والجنوب
تختلف مُسميات العناقريب بحسب الغرض، ومن أهم أنواعها الكاسر، وهو أضخم وأغلى، إضافة إلى عناقريب النفاس والجرتق والعنقريب العادي. وأشار (حافظ) إلى أن العناقريب كانت تأتي مخروطة من جنوب السودان، وصارت فيما بعد تُصنع في أم درمان.
واستطرد: في الآونة الأخيرة أدخلنا تحديثات جديدة في العنقريب خاصة عنقريب الجرتق الذي سُميّ بعنقريب (الألفية الثالثة)، ويزيَّن بطريقة تأخذ شكل (الحُق)، أما النساجة فبدلت بالخشب، وعُرشت على شكل قطيِّة مزينة بالقرمصيص، وكشف عن تصميم جديد للعنقريب لرقص العروس.
وكشف (حافظ) عن تعاملهم مع عدد من رموز المجتمع ونجومه مثل الجميعابي، ندى القلعة، حنان بلوبلو، كمال ترباس وآلاف الأسر العريقة. وأشار إلى أنه سيعرض في الاحتفال القادم باليوبيل الذهبي غرفة نوم من العناقريب. وأضاف: سنعرض أيضاً طقم (قهوة العجب) ذات اللونين الأحمر والأصفر شعار للمريخ، وقهوة (السرور والعظمة) بشعار الهلال. وأشار إلى أن أسعار أطقم العناقريب تترواح ما بين (100) إلى (400) جنيه.
عنقريب الغضروف
تعاني البيوت السودانية الآن من قلة العناقرين، ويلاحظ هذا في حالات، وكشف حافظ عن تصنيع عنقريب لمرضى الغضروف، وهو ذو سطح خشبي (كاونتر) ومضغوط بالأسفنج، ولا يحتاج إلى مرتبة. وعن الحبال قال أيضا: في السابق كانت النساجة بالقِد (الجلد) ثم الدُبارة، و(السعف) إلى الحبال بكافة موادها الخام وألوانها، ويعتبر عنقريب السعقف الأغلى بين تلك الأنواع حتى انعدم تماماً، لأن (فتل السعف) صعب جداً ويستهلك زمن طويل، والآن عاد الناس إلى حبال البلاستك، لأنها الأرخص، أما أهم أنواع الأخشاب المستخدمة في هذه الصناعة، فهي السنط، المهوقني، الجوغان، الفايكس، ودقن الباشا وغيرها.
اليوم التالي
خ.ي