تحت الإرهاق.. بشارة
استاذ
> صنارات كثيرة تتدلى في مياه السودان العكرة للاصطياد.
> ونحدث عن شيء في الشرق.. ولا يلتفت إلينا أحد.. وبعض الصحف يحمل نبؤها الأول أمس خطاباً تنسبه لوزير في الدولة مرسل إلى السعودية يقول فيه إنه وقبيلته ليسوا سودانيين.
> وقبيلة الوزير تهتاج الآن.
> ونحدث عن تهريب الوقود والدقيق من الشرق.. وما تفعله الجهات هناك هو أنها تتساءل في غضب عن
: من أرسل هذا لإسحق فضل الله
> ونسرد.. «بعضاً» من تحركات التمرد استعداداً للصيف القادم
> وحتى مغيب الجمعة، ما نعلمه هو أن القوات المسلحة تكسر فقرات هائلة من عظام السلسلة الفقرية للكلاب المسعورة ما بين جنوب النيل وجنوب كردفان.
> ودون بيان واحد.
> والبيان الرائع عن العملية العسكرية يصدر عن أغرب جهة.
> يصدر عن «أعمال» تقوم بها السفارات.
> وحتى منتصف الأسبوع الماضي سفارة أوروبية تستمع للخبير جورج اشواني والخبير كيرليتر وسفارة أوروبية أخرى تستمع إلى الخبير كايبي وسفارة أوروبية تستمع للخبير ريشان والخبير ريتشارد.
> وكلهم يحدثون عن أن (جذب الخرطوم مابين أبيي هنا وحلايب هناك والخرطوم يكفي لإسقاط الحكومة).
> والتخطيط هذا يعتمد على تحركات التمرد.
> لكن الخرطوم كانت تعد (محاضرة) أخرى تقلب الحسابات ما بين الخميس والجمعة.
> و…
(2)
> أستاذ
> ونحتار حيرة ما بين ما نعرفه وما يمكن أن يقال وبين ما لا يمكن أن يقال
> ومن يأتي بالجواب هو جهة لا تخطر بالبال.
>… ونقرأ للمرحوم أبوالقاسم حاج حمد – نقرأ له (دراسات عن تجديد للدين).
> ونفزع.. ونتهم عقلنا.
> ثم نجد أن الدراسات هذه يقرأها أهل الذكر – وكلهم يهدر ضدها في غضب
> وعام (1992) يلتقي في القاهرة رجال في حجم الغزالي وعمر عبيد حسنة وصدقي الدجاني وأكرم العمري وجاسم العلواني ومحمد عمارة ومحمد بريمة وسبعة آخرين وكلهم علماء باذخون في كل مجال.
> وكلهم يرفض بعنف ما يقوله المرحوم محمد أبو القاسم حاج حمد في كتاباته.
> وأبو القاسم يومئذٍ بينهم
> وبعض الكتب المرفوضة هذه يبلغ خرابها درجة تجعل المطابع تمتنع عن طباعتها.
> لكن…!!
> .. الكتب هذه تنطلق مطابع معينة تطبعها الآن وتسكبها في العالم جزءًا من الهجمة الواسعة على الإسلام الآن تحت أحداث مصر وأحداث سوريا وأحداث كل مكان.
> ومكتبة سودانية ضخمة ينظر أهلها إلى السيل الذي ينهال عليهم من مطابع القاهرة الشهور الماضية.
> وصاحب المكتبة يتصل بالمطابع هناك ليسأل في دهشة.
: كيف ترسلون إلينا مجموعات من الكتب ــ كل ما يجمع بينها هو أنها تصرخ بعداء هائل للإسلام والإسلاميين!!!!
(3)
> أستاذ
> وصحف معينة سوف تنطلق منذ اليوم في كتابات غريبة.. وتحت غطاء الفكر .. تعيد النظر في القرآن!!
– ونحن حين نغضب لعقلنا.. ونقول إننا نفهم كل شيء.. نجد أن الغزالي القديم يفتتح أحد كتبه بسطر يقول:
«ينبغي أن يُمنع غير المتضلع في الفقه والشريعة من قراءة هذا الكتاب كما يُمنع الطفل من مزاولة الحيات.
– وإسحق فضل الله يقول لنفسه
: أنا أغوص في علوم الفقه والشريعة والأصول منذ أربعين سنة.. وعندي عقل مثل عقول الناس – كيف لا أقرأ؟
– بعدها بسطر واحد نجد الغزالي (الذي يعرف أمثالنا) يقول
: ولا تجد أحدًا في الأرض إلا وهو يظن أن عقله خير العقول
> مثلها نجد أن صاحب الموافقات .. أضخم كتاب في علم الأصول .. يفتتح كتابه بقوله
: ينبغي لغير المتحقق من علوم الشريعة والفقه ألا ينظر في هذا الكتاب
> بعدها نجد الدكتور المسيري ــ يرحمه الله ــ أحد أضخم المثقفين في مصر يقول
: بعد أن شرعت في الكشف لطلاب الجامعة عندي من الشبهات والشراك التي يعدها الإعلام الغربي لتدمير العالم الإسلامي ــ توقفت ــ فقد وجدت أني أكشف لهم عن عالم من السموم لا تستطيع عقولهم الامتناع عن تشربه
– قال: ومازلت محتاراً بين ما يجب أن يكشف على سبيل (التطعيم) الذي يمنع الإصابة وبين الجرعة التي تنقل الفيروس ذاته.
> ونحن .. أستاذ .. نشير إشارة عابرة إلى كتابات المرحوم أبو القاسم ــ ونفاجأ بأن بعض الإعلام يقيم الندوات عن أبو القاسم هذا –
> وبعلم أو بغير فهم يصبحون جزءاً من حملة التدمير.
(4)
> أبو القاسم قرأ كتب محمود محمد طه التي تقول إن كل الأنبياء إنما كانوا (طلائع) يبشرون برسالة محمود محمد طه.. هكذا يقول محمود محمد طه في كتابه (تعلَّموا كيف تصلون)
> وما بين إعدامه و ــ حتى اليوم ــ الشيوعيون تركوا الاحتفال بذكرى إعدام عبدالخالق محجوب ــ ومسكوا في حبال الاحتفالات بذكرى محمود محمد طه
> لماذا؟؟
> لأن الخراب الآن هو خراب العقول
> وبعضهم يقرأ حديثنا الأسبوع الماضي الذي نقول فيه إن (طائرة تهبط من يوغندا الأسبوع الماضي تحمل حبوب هلوسة لاستخدامها في المظاهرات القادمة)
> والبعض هذا يسألنا
: كيف تقول إن المظاهرات .. الماضية .. تمت تحت حبوب الهلوسة؟.
> !!!
> ويوم نجد المسافة بين الكتابات التي تصبح تطعيمًا ضد المرض.. وبين الكتابات التي تصبح ناقلاً للمرض يومها سوف نكتب.. عن نوع جديد من التدمير الثقافي الذي يُعد الآن لغزونا.
> حتى الآن شكراً للقوات المسلحة.
٭٭
بريد
أستاذ
عبد العزيز مصطفى الأمين
> خطابك يكشف عن «زول قرآي» (إلى حد الإدمان) واستدعاء الشواهد عندك يشير إلى ذاكرة (ما شاء الله)
> ونشكرك ــ ولعلنا نورد جزءًا كبيرًا من خطابك مع حذف الثناء على إسحق فضل الله .. وشكرًا
٭٭٭
> الطبيب المثقف الذي نلقاه في رويال كير يقول لنا إن العقول المرهقة تعجز عن متابعة أسلوبنا المعقد آخر اليوم.. ويقترح الإيجاز
> والإيجاز يا دكتور هو أن السودان الآن يتجاوز مرحلة الخطر ــ ويصبح شيئًا يحتمل الجراحة.
> والجراحة الأسبوع القادم.
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة