فدوى موسى

أفكار بذيئة

[JUSTIFY]
أفكار بذيئة

الطاقة تنفتح على قطع الشعرة ما بين الوعي والجنون والأفكار الفالتة تأتي جماعات وفرادى.. لو أن الكون بيد الاستطاعة لدفعت الأماني مكان الواقع، وصارت الأحلام ضرباً من حقائق ماثلة، وجاءت المدينة الفاضلة في لحوم شخوصها وطرقاتها وميادينها وما بقي من شيء جميل إلا وانقاد طائعاً للإنسان (قاطع الشعرة تلك) ثم ماذا لو كان الناس بلا هموم، بلا خطايا، بلا قضايا.. الكون مثالي وهم مثاليون.. كل شيء يسبح ويمجد بصدق ماذا لو أن الضمير الإنساني لم يعرض أساسا لامتحان المراودة لأن كل شيء وفقاً له وبمبادئ لا أحد غاضب.. لا أحد جائع- لا أحد مجرم- لا أحد منحرف- الناس جميعهم سواء- لا آهات ولا إحن ولا غبائن ولا ضغائن- عدالة شاملة كل الناس في ذات الأوضاع ..( يا لها من أفكار بذيئة لا مكان لها في أرض الواقع).

جبلات بشرية

عندما قالت صديقتي فاطمة (خلوا الغشامة دي انتو متين حتفهموا أن المثالية المفرطة دي غير موجودة؟) عندما اختزلت كل تلك الجلسة للأنس في إطار النقاش الحاد الذي دار بيننا حول ما تربينا عليه ودرسناه وحقائق الواقع الحاضر التربية والكتب والمدارس تحدثنا عن المدينة الفاضلة والصحيح والخطأ، وعندما وجدنا أنفسنا في مواجهة وجهاً لوجه مع الواقع إنزالت كل غمائم الكتمة والغمة وعرفنا أن هناك نهجاً آخر ما بين الصحيح والخطأ هو السائد على أرض الواقع.. عرفنا أن هناك درجات من اللون الرمادي لكل المواقف الإنسانية وتدعونا صديقتنا بأن الأمر مردود الى الجبلات الإنسانية التي في تعقيداتها الداخلية، ومكنونات النفس البشرية الغامضة، لذلك بدأنا ننحرف مع أفكارها ذات التقلب يسرة ويمنة لعل وعسى أن نفهم جوهر الوضع الإنساني.

الكاذبة المتملقة

ما تزال ترتسم اعتماداً على لهجها الحلو الكاذب معالم المداخل للعبور الى مستويات هي دونها، ولكنها قادرة على الوصول لمن يعبر بها للمحطات لتركل كل موصل عند محطته الأخيرة.. تحمله وتعبر به محطة محطة تدعي أنها هي ولا أحد سواها من عبر.. فالقصة ليست في نهاية المحصلة.. بل في ثنايا التفاصيل.. عزيزتي المتملقة.. أعيدي النظر لمسيرتك واعرفي من أنت وكيف عبرتي.. ثم لماذا بدأت تنتاشين العابرين بهدوء وطمأنينة وصدق.. دونك الواقع ومقدرة الناس على التمييز ما بين الصادق والكاذب.. المحك أن يقر ويبقى ما ينفع هؤلاء عند بعضهم البعض، من حقك أن تنجحي وترتقي، ولكنه في ذات الوقت ليس من حقك أن تصيبي الآخرين بالرشاش الذي تمكن منك بعد أن حملك (زيد) الى مصاف من تحاولي الآن أن تصيبيهم بالأذى وهم عنك غافلون (يا شيخة اتقي الله).

طاقية حائمة

عندما تمتلئ النفوس بالكثير وتتوافق مع المثل العامي (البارجوقل الفي بطنو شغل)، يكون صاحب البطن متأهب دائماً لأن يلبس اي طاقية تشير بأصابعها للاتهام على رأسه.. لأن الرأس به ريشة.. وهكذا هو حال الذين يخفون ما يبطنون ويظهرون بمظهر البراءة والوداعة فهذا المتملق (الموظف الصغير) الذي يسكن الشاهقة ويركب الفارهة، ويدعي الطهر والعفاف، لا يعرف أنه عار تماماً أمام المخيلة الجماعية، ثم تراه يتخوف بمجرد الحديث عن مصير من هم في مصافه أو عند إطلاق طاقية هؤلاء.. فتبدو تماماً على مقاس رأسه (يا شيخنا قول يا لطيف) وذاك الذي يتمتع بكل شيء، ويدعي أنه لا يعرف اي شيء ولا علاقة له بشيء.. تماماً هو صاحب الطاقية الأصلية.

آخر الكلام:

اليوم يمضي مثخناً بجراحات النفوس الداخلية، لا أستطيع القول إن هناك مثالية مفرطة ومثبتة منذ تاريخ البشرية، ولكنها محاولات لإصحاح وتقويم الوضع الإنساني ( فيا شيوخ ويا شيخات اقعدوا واطة والدين دا ساهل ورائع ما تنفروا الناس منو بطريقتكم دي)..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]