مكي المغربي

خربشات على هامش التشكيل المرتقب ..!


[JUSTIFY]
خربشات على هامش التشكيل المرتقب ..!

من المستحيل بمكان أن يدعي شخص أن الحكومة والقيادة السياسية وتحديدا الرئيس والأستاذ علي عثمان بوصفه المسئول التنفيذي الأول ود. نافع بوصفه المسئول السياسي الأول لا يستشعرون مقدار الململة والإحباط المتولد جراء ترحيل الوعود الحكومية بالتشكيل الجديد … من المستحيل أن تستمر الأوضاع على ما هو عليه دون مراجعة ونقد ذاتي حاد جدا … السودان بالرغم من استقراره على سياسة التحرير الاقتصادي إلا أنه يشهد تحديات صعبة للغاية وتتطلب هذه التحديات صبرا من المواطنين والقواعد وتحتاج مرونة وتفهما من القوى السياسية (الوطنية) وهذا لا يتم إذا اهملت رغباتها وضربت بعرض الحائط وعليه فإن التجديد للجسم الحكومي أمر متوقع بين يوم وليلة وربما يأخذ شكلا أكبر من “موضوع التشكيل الوزاري” وربما يبدأ بخطوات عاجلة وأخرى مؤجلة ومجدولة!
* هنالك مطالب شعبية ومطالب حزبية ومطالب شبابية … هذه (الشبابية) بالذات بحثت عنها الحكومة ورفعت سقفها بطريقة مدهشة … وانتقادي هو: إذا قصد برفع السقف تحفيز الهمم فهذا لا يتم بالإغراء السياسي وإشعال الرغبات والتطلعات وسط جيل لم يكتمل نضجه السياسي بعد ولا يؤمن رد فعله في حالة الفشل في إنفاذ الوعود لصالحه وإذا قصد بها الانصراف عن مطالب أخرى فإن المخاطر المتولدة بسبب رفع السقف وعدم الإيفاء أكبر.
* من يسمون بالإصلاحيين متناقضون ولكن مقدرتهم على توظيف وإشهار التناقضات الموجودة في الحكومة والحزب مقدرة هائلة خاصة وأن “بالهم فاضي من مشقة الحكم” و “جدولهم فيه بند واحد” ولذلك فإن تسوية الأمر معهم أفضل للحزب وأفضل لهم … لن يكونوا بديلا مقبولا ولكنهم سيكونون خصما على الحزب ومصدر إرباك شديدا.
* الصلاحيات الممنوحة للوزراء والتنفيذيين لا علاقة لها بدرجة وحجم الموقع التنفيذي أو الدستوري ولكن هنالك عوامل أخرى مثل المقدرة على توليد وتوفير تمويل وموارد لتنفيذ المشروعات … إذا زادت هذه المقدرة بأي وسيلة مشروعة أو قابلة للتقنين … فإن الصلاحيات تزيد حتى ولو كان الموقع صغيرا … هذا منهج أصيل في الإنقاذ سببه شح مصادر التمويل والحصار الدولي والحرب والاستنزاف المفروضين … الشخصيات المطابقة لهذا المنهج من الصعب رحيلها عن مواقعها أو من الصعب الاستغناء عنها بالرغم من انحطاط شعبيتها في الرأي العام السوداني … وهذه معضلة سترهق الحكومة… علما بأن الحكومة لم تبذل جهدا في تقريب الصورة أو في تحسين السمعة.
* درجة الانسجام بين المسئولين التنفيذيين معضلة أيضا … إذ أن بعضهم ممتاز ولكنه لم ولن ينسجم مع بقية الفريق أو مع شخصيات محددة … ما هو الحل؟! التضحية به؟ أم التضحية بالشخص الأول؟!
* الوزارات أنواع … هنالك وزارات دور الوزير فيها أشبه بالتنسيقي لأن الهيئات والمصالح التابعة للوزارة عبارة عن ممالك مستقلة ولا يمكن أن تتحول إلى إدارات …. عندما تتحدث عن وزارة النقل … وفيها السكة حديد وسودانير والخطوط البحرية وغير ذلك أنت تتحدث عن كيانات بينها رابط سياسي إداري يسمى وزارة ولذلك دور الوزير يتطلب مواصفات محددة والرهان الأكبر على درجة الانسجام والتنسيق وليس المهارات الأخرى … ولكن هل سيشمل التغيير هذه “الممالك المستقلة” أم أن الانشغال بالموقع التنسيقي سيؤدي إلى إهمال المفاصل المستعصية على العلاج؟
[/JUSTIFY]

نهاركم سعيد – مكي المغربي
صحيفة السوداني


تعليق واحد

  1. مهما كتبت وقلت ايها المكي فانت كوز متورط في التطبيل والتتدجيل للنظام واقتنعت بذلك بعد مقابلتك بالصدف في اثيوبيا وانت غرقان في الخداع السياسي والنفاق على الشعب السوداني بانك صحفي محايد واصغر طفل سوداني مخلص ووفي للسودان كوطن من قبل ان تصنع اقلام الضلال وتخرج منك صحفي ومترجم للرئيس كمان ما علينا الا ان نقول حسبنا الله ونعم الوكيل من عبدة السلطان.