هذه الحالات الشاذة من العنف..!
* لا أحد يستطيع أن ينكر أن تغييراً كبيراً حدث في سلوك الإنسان السوداني، أهم ملامحه هذا العنف الغريب الذي كنا نقرأ عنه في صفحات الجريمة في بلاد أخرى، ولم نكن نتوقع في أي يوم من الأيام أن تشهد بلادنا هذه الحالات الشاذة من العنف.
* صحيح كانت هناك حالات عنف متفرقة للأسف كانت وسط طلاب الجامعات وذلك نتيجة لضعف التربية السياسية القويمة، خاصة من المنتسبين للأحزاب والجماعات العقائدية، خاصة تلك التي تعطي لمنسوبيها حق تكفير الآخرين وإقامة الحد عليهم بأيديهم.
* للأسف تنامت التيارات التكفيرية بصورة مقلقة في الآونة الأخيرة وهذا بسبب ضعف التربية الدينية السليمة، وغياب الديمقراطية المفترى عليها ، وتنامي أنماط التعبير بالعنف الذي هو دليل ضعف في الحجة والمنطق، كما ساهم انتشار السلاح وسط المدنيين في ازدياد حالات العنف وترويع المواطنين.
* لست هنا بصدد اتهام جهة أو جهات معينة ولا أحبذ استخدام التصنيفات العرقية التي تزيد الاحتقان الاجتماعي أكثر، مثل (مجموعات النقرز)- وإن كنت لا استبعد وجود عناصر دخيلة على مجتمعنا وراء بعض إنماط العنف ضدّ المواطنين.
* قبل أيام تعرضت أسرة داخل عربة إلى محاولة سطو من مجموعة من الشباب، لحسن الحظ أن والد الأسرة كان داخل العربة ففتح الباب على أحدهم فأرداه على الأرض فتحول المشهد إلى اعتذار وطلب العفو، قبل أن ينصرفوا إلى حال سبيلهم.
* للأسف هناك حالات كثيرة من العنف على المواطنين العزل في الأسواق وفي الأحياء، وها هي صحف أمس تحمل في صدر صفحاتها الأولى أخباراً مقلقة، مثل تهجم على داخلية طالبات في أبو حمد في محاولة لاغتصاب إحدى الطالبات وطعنها بسكين أثناء مقاومتها، ومجموعة مسلحة تطلق النار على بص سياحي قرب كسلا.
* هذه المظاهر الأمنية السالبة ليست بمعزل عن الظروف الاقتصادية والسياسية السائدة، لذلك فإن مسؤولية محاصرتها لا تقف عند حد الشرطة والأجهزة الأمنية، وإنما لا بد من حراك مجتمعي أكبر يبدأ من الأسر ومؤسسات التعليم والأندية السياسية والثقافية والاجتماعية والرياضية وكل المعنيين بمستقبل النشء للإسهام في محاصرة العنف والتصدي لأسبابه ومداخله.
* كما أنها ليست بمعزل عن الإصلاح السياسي المنشود الذي لا بد أن يسهم في معالجة الاختلالات السياسية والاقتصادية والأمنية ومكافحة أسباب العنف ومظاهره.
[/JUSTIFY]
كلام الناس – نور الدين مدني
[email]noradin@msn.com[/email]