وزير الثقافة القادم
ليلة تكريم الروائي الفذ الاستاذ إبراهيم إسحق أشار الأخ رئيس الجمهورية لخطأ كبير ووعد بتصحيح ذلك الخطأ، اعترف الرئيس بأن دمج الثقافة في وزارة الاعلام كلف السودان رهقا ووعد بأن التشكيل القادم سيشهد إنشاء وزارة ثقافة قائمة بذاتها ومستقلة تماما عن الإعلام.
في حلقة النائب الأول مع أحمد منصور التي أجراها الأخير لصالح “قناة الجزيرة” كشف النائب عن موعد قريب لإعلان التشكيل الوزاري الجديد خلال أسبوعين.
هذا يعني أننا بعد أيام سنرى وزير ثقافة جديدا، مطلوب منه إنهاض برنامج ثقافي يخترق علل الحاضر، ويعالج الانتكاسة التي بلغت مداها الاقصى ببروز القبلية، الأمر الذي يهدد وحدة البلاد.
في تقديري أن أهم وزارة في التشكيل القادم ستكون “وزارة الثقافة” لكونها الناطق باسم المشتركات الحيوية بين قبائل السودان كافة وبوصفها الظهير المساند لكل الثقافات المحلية بالسعي لتقريبها عبر مصهر مركزي مرجعيته الاعتراف بالتنوع وتطويره على خلفية ثقافية ووطنية.
هذه المهام تتطلب متفقا عضويا، له تجارب بحثية وإسهامات في هذا المضمار تبدأ من تأثير الفقهاء والعلماء وأساطين اللغة الى تأثير “أغانى البنات”، وتتطلب أيضا دعما ماليا كبيرا من الدولة على أساس أن هذه الوزارة هي الضامن لوحدة ثقافية بين مكونات المجتمع ضمن منظومة مركزية ذات ركائز ومرجعيات وثوابت.
الوزير الجديد الذي نتطلع لرؤيته في التشكيل القادم يجب أن يكون من أهل الوجع الثقافي وليس العضد السياسي، نتطلع لوزير ثقافي “صفوفي” عرف باهتماماته في هذا الميدان وله مؤلفات، وزير من لحم اللغة ومن مفردة التعبير الثقافي، له لسان لاهج بهذه المعاني وله رؤية.
تتطلع لوزير يحظى باحترام الكتاب في اتجاهاتهم المختلفة واتحاداتهم الكثيرة، من صفهم وأحلامهم، طالع من ثقتهم، ويصب في اهتمامهم، مقبول من الأوساط الثقافية التقليدية وموقر من قوى الحداثة الثقافية، وزير يعرف اتجاهات ومسارات النقد من الزمحشري حتى فيصل دراج، قارئ ومنتج ومساهم وله في الثقافة شوكة.
السودان حالة ثقافية قبل أن يكون حالة سياسية وينبع ذلك من الهجرة العربية التي لم تكتمل والوجود الأفريقى المرشح للاستقلال عن الثقافة المركزية، وبات هذا الكيان رأس الرمح للتغيير السياسي، لذا فوزارة الثقافة القادمة يجب أن تتوسط على أساس طبيعة ذات كيمياء خاصة لتذويب هذا الاحتقان ثقافيا برفد العمل الثقافي المدروس بجواهر ثقافية متقدة.
قد يسأل القارئ إذا كنت بكل هذا القدر من الاحاطة بالمهمة المستقبلية لوزارة الثقافة فمن ترشح؟
أجيب بكل طيب خاطر أنني أكتب هذه الزاوية وفي مخيلتي البروفيسور عبد الله حمدنا الله الذي أظن أنه يتناسب مع كل ما طرحته اقتدارا ومعرفة وسلوكا ثقافيا وجذرية في العمل الثقافي وقبولا بلا مدى من كل الاطراف.
[/JUSTIFY]
أقاصى الدنيا – محمد محمد خير
صحيفة السوداني