روشتة فرح ود تكتوك
> وكل أحد يعلم الآن أنها.. الفرصة الأخيرة
> ومعرفة الدولة أن التغيير الحكومي الآن هو الفرصة الأخيرة هي معرفة تجعلها تصوب.. وتنشن .. وتدقق وتصر عينها قبل أن تجذب الزناد
> ومعرفة القوات المسلحة أنها الفرصة الأخيرة هي معرفة تجعلها تدير الآن أضخم المعارك ضد التمرد (وحتى أمس).
> ومعرفة المعارضة أنها الفرصة الأخيرة هي معرفة تجعلها تتجارى ما بين أوروبا وإفريقيا «التي ترفضها الآن».. وحتى بعض الدول العربية المسلمة التي تدعم مخطط سودان غير عربي وغير مسلم
> ومعرفة الشارع
أن التشكيل الحكومي الآن هو الفرصة الأخيرة للخروج من الأزمة هي معرفة تجعل الشارع يحدِّث الدولة بلغة صاحب المنشورات أيام النميري
> وأيام النميري الأمن يلقي القبض على شخص يوزع المنشورات المضادة للدولة
> والأمن يفاجأ بأن المنشورات هي أوراق بيضاء.. لا تحمل حرفاً واحداً.
> والرجل حين يسألونه عن سر منشورات لا كتابة عليها يقول
: وهل تحتاج معرفة الحال إلى كتابة؟
(2)
> ومنشورات لا تحمل حرفاً مكتوباً هي شيء تحمله بعض الصحف أمس
> والأستاذ أبو عبيدة عبد الله (الإنتباهة) يقص مشهد طائرة سودانية بإحدى المطارات يقوم الركاب «بدفرها».
> والمشهد يصبح نسخة للطائرات كلها.
> و(دفر) طائرة القضاء يجعل دارفور أمس تصرخ من الدهشة والسخط وهي ترى قتلة المرحوم معتمد محلية الواحة يمشون في الأسواق أمس الأول ويأكلون القانون.
> (القتلة كانت السلطات تلقي القبض عليهم قبل عام).
> و(دفر) طائرة الاقتصاد يجعل وزير المالية الآن يفوز (بكل) الأصوات عند انتخاب «الوزير الذي سجل الفشل الأعظم في التاريخ».
> وشيء في أبو حمد نحذر منه قبل شهور.. ينفجر الآن
> وشيء عن الطيران السوداني نحذر منه على امتداد عام كامل .. يقع الآن.
> وشيء عن تجاهل المحاسبات نحذر منه ويقع الآن.
> ومثلما أن مشهد (دفر) الطائرة يوجز كل شيء تذهب تصريحات صغيرة أمس لإيجاز كل شيء.
> وأمس دكتور غندور يقول
: ننتظر صرف المرتبات الجديدة.. والوزير إن رفض .. فلكل حادث حديث.
> وأهل قتيل الواحة يقولون
: ننتظر.. ولكل حادث حديث..
> و…
> ومن ينتظرون لهم حديث.. ومن لا ينتظرون لهم حديث .. فالذين قدموا مذكرة غازي = قبل وبعد الانتظار = يصبح حديثهم خراباً.
> وأهل مذكرة المثقفين الذين = ودون انتظار = يحولون مذكرتهم إلى بيان رقم واحد.. لهم حديث
(3)
> (الدولة إذن وأصحاب المذكرة والمعارضة والشارع وغيرهم) الذين يعلمون أنها الفرصة الأخيرة كلهم يفعل شيئاً فضاحاً: يفضح حقيقة ما في النفوس
> كلهم يمسك بسيقان الدولة التي يتلوى جسدها على الأرض وكلهم يصرخ بأن
: من ينقذها هو أنا.. وليس أنت.. حتى لو ماتت
> في الدولة من يمسك بسيقان الدولة حتى لا تنجح في إنقاذ السودان هم الوزراء الذين يكسرون عنقهم حتى لا يفقدوا مقاعدهم.. وكرتي وحتى لا يصبح هو من يقف على المنصة الثانية لمسابقة الفشل يفاجئ البرلمان أمس بأنه نجح في جعل أمريكا تنقل السودان من الدرجة الرابعة إلى العاشرة.
> (وهل حملت الصحف قبل أسبوع واحد تصريحاً لوزير الخارجية يقول فيه إن أمريكا هي العدو الأول للسودان)؟
> ومن المعارضة من يمسك بسيقان الدولة حتى لا تنقذ البلد هم أهل المذكرات الذين تدوي أصواتهم وهم يقولون (لا .. لكل ما يجري)
> دون أن يتكرم واحد منهم بتقديم (روشتة) صغيرة.. حتى ولو كانت نوعاً من روشتة فرح ود تكتوك.
> فرح يعرض على الأمير تعليم حماره القرآن في عام والأمير له أن يقتله إن هو فشل في ذلك.
> وحين يسألونه عن التفسير يقول
: على امتداد عام يموت البعير.. أو الأمير .. أو الفقير..
> كل منهم يقدم الروشتة ذاتها للناس الآن.. بدعوى إنقاذ البلاد.
> وكل منهم ينتظر على امتداد العام حتى يموت الأمير أو البعير أو الفقير.
آخر الليل – اسحق احمد فضل الله
صحيفة الانتباهة