فدوى موسى

الانهزام

[JUSTIFY]
الانهزام

الأمنية الغالية أن ترى الناس في شوارع البلد وهم في همة وحماس.. المسحة النظرية الأولى التي تحصل عليها بالانطباع العام عندما تعتمد الرؤية والمشاهدة هي وضعية انهزام وانكسار عام، والوجوه المقطبة تنبي عن الأسفلت والشوارع الجانبية واللغة والسوق والحلة تقول عن ذلك المخبوء من خنوع وحالة القنع العام من استقامة الوضع في الاتجاه المرضي.. لا أحد يملأوك حماساً أو يدفعك للاعتقاد أن هناك دافعاً للتفاؤل لولا أننا نعرف أن أمرنا خير إن كان إيجابياً أو سلبياً.. غاب كل شيء عن التحمل والتعايش ومحاولات المجاهدة والمصابرة.. لا أحد يحتمل الآخر أكثر من برهات زمنية محدودة.. لا أحد يعين أحداً لوجه الله.. كما بات الناس أكثر هلعاً ومخافة على أرزاقهم التي هي في السماء.. جفاف إنساني عام ضرب البلد وأخلاها من نورة التفاؤل والتوكل المخلص.. الناس تسب وتلعن الوضع فقد باتت الكثير من جوانب الحياة متوقفة تماماً، وبدت البلد كأنها إنساناً مشلولاً شللاً تاماً.. وبردت عند الناس عزيمة اللهفة والمروءة للتعاطي مع الآخر.. حتى أن البعض لا يعير أوجاع اقرب محاسيبه خاطراً أو فؤاداً.. وما عرفنا هذا الأمر جله من عند أنفسهم أما أنه مزيج الشلل الاقتصادي والسياسي وبالتالي الاجتماعي.

الوجع!

مرارة ووجع إن حاولت أن تقرأ التعابير على أسطح الوجوه وتضاريسها.. عند مداخل المستشفيات أو المجمعات الطبية يكاد يخالسك إحساس أن كل السودانيين مرضى بالأمراض المزمنة والحدة والشلل وعطب الكلى وغيرها من أعضاء ثم تنظر لكلام الكبار الذي يملأ الفضاءات والأثير والوجوه الناعمة التي يقولون إنها لسان الناس لتجد أن أهم ملامح التوظيف في المناصب الحساسة أن يكون المسؤول أو المسؤولة على قدر من إجادة «طق الحنك»، في الوقت الذي البلد أكثر حاجة لسد الحنك وتفعيل العمل.. بينما هؤلاء المتنفذون في تيههم وخيلائهم الخطابية، يكون الواقع على الأرض محبطاً ومملاً.. لأن المسافات ما بين سحائب أوهام الخطط والبرامج والاستراتيجيات والبشريات التي يحدثنا عنها هؤلاء.. والحقيقة هي «فرق الليل من النهار» عرفتم الآن لماذا كل هذا الإحباط.

فرض الهيبة

القبول من الله.. وكذلك كل.. إحساس عام على خلفية سعي الإنسان واجتهاده.. الآن لابد من سعي عام على اضفاء جو المهابة على البلد بأن هناك هيبة وسيادة، فالكثير من مظاهر الواقع تقول إن كل شيء ممكن وإن كل شيء جائز.. ما يتصدى له «أهالي ابو حمد» من وقفة قوية ضد دخلاء الظواهر وتأثيرهم يجب أن يقرأ على أنه رفض لجملة تفاصيل غير مرضي عنها.. تداخلت الأجندات أم حاول البعض استغلال الفرصة إلا أن أهالي أبو حمد يضعون حكمتهم الآن في موضوع لا يشبه منطقتهم.. وحتى لا تحل كل منطقة مشكلتهم بمعزل آن الاوان أن تكون هناك مهابة للدولة.

آخر الكلام

ابو حمد.. أبيي.. النيل الأزرق.. جنوب كردفان.. دارفور.. ململة الشرق.. إضراب غرب كردفان.. و.. و.. يا ناس ماذا تبقى.. فالجزئيات أحياناً مؤشر على الكليات.. سبتكم أخضر ومنور.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]