فدوى موسى

الوسطاء في حياتنا..


[JUSTIFY]
الوسطاء في حياتنا..

الوسطاء والجودية في حياتنا أدبيات جميلة في إطار البيت الواحد.. المكان الواحد.. لكنها في ذات الوقت في حالة سياسية الآن يدور السودان في فلكها اقليمياً ودولياً.. اضحكني جداً الرائع (محمد محمد خير) عندما دعانا لعقد زواج ابنته قائلاً: إنه دعا الإمام الصادق ليكون اسمه في مضابط قسيمة زواجها، فقلنا له ماكرينا «ربما كان الرجل معتقلاً وقت العقد» فقال ببديهة حاضرة «خلاص يعقد ليها سامبو امبيكي».. شكراً «محمد محمد خير» فقد لخصت المدى الذي وصلت اليه ايدي الوسطاء في دهاليز زمان العهد الحالي في بطون البيوتات.. فقد صار معروفاً وشائعاً أن نرى جماعات «الكدمول» مع «العقالات والشماغ».. مسؤولين من الخير إلى متى نحتاج لهذه الوساطة.. هل هي حالة نيل منا.. أم ضعف أم لا شيء.. في زمان اللا شيئات والعبثيات.

الأجاويد!

صار من ضروب الفنون الإنسانية الاجتماعية أن تحسن أدبيات التوسط وإجادة دور «الحجاز».. بلا مقدمات وجدت نفسي في موقف شبيه.. ولأن المعنيين بالدور أصدقاء أعزاء.. أخذتهم الشراكة في العمل إلى أبواب الأخلاف ونحن نكاد نجزم بأن الشراكة في السودان دائماً ما تفضي إلى نزاع.. لذلك أصبح من الضروري بمكان أن نعرف كيف نتوسط في فنون النزاعات والتفاوض «حتى ولو على المستوى الضيق خروجاً عن ضربني بكى وسبقني اشتكى».. عوداً على عطف.. أصدقائي بتشبس كل واحد منهم برأيه ويصر على أن الآخر قد «اتلوم فيهم» وخوفاً من الوقوع في طائلة التعاطف مع أحدهما.. عمدنا إلى جمعهم بعد أن عز ذلك الجميع على مائدة مستديرة إلا منهما في مكان هادئ، وموسيقى حالمة، وانفض الأمر إلى ابتسامات ناعمة على وجهيهما.. وكأنهما يقولان «وساطة إيه.. قوموا لفوا كدا.. برانا بنحسمها» وعلى ذلك فضونا من إدخال أنوف البعض في الصغيرة والكبيرة..

الوسطاء يمتنعون

وصاحب البوكس ينادي «الخضار.. الأكل للعيال» تعالى ياسمرة وشيلي العجورة.. الموز الفاكهة للصغار يللا تعال يا أبو العيال..» السماسرة والوسطاء في منظومة البيع والعاطي السوداني أكثر من المنتجين فهولاء نبت يظهر فجأة تماماً كنبة الشاي التي سادت ثم بادت، ليكسبون أكثر من غيرهم من كل «الشغلانة».. وهؤلاء الانتهازيون يعرفون متى يدخلون في عمليات البيع وكيف يكسبون ولا يتضرون البتة.. أما كيف يزيل الناس أمثال هؤلاء فهو (بنظرية ابو الكل) التي تقول إن يقوم المنتج بكل عمليات انتاجه وتسويقه بالطرق المثلى أو كما قال صاحب المطعم من الفم للدم» والوسطاء يمتنعون.. «لعل وعسى الأسعار تستعدل شويه».

عريس منشار

لم يكن مدهشاً أن تنافح الدكتورة وهي سليلة الحسب والنسب والدرجات العلمية عن عريسها الذي لم تكن له صفة محددة في قائمة الوصف لما يعمل أو يشتغل لتقول «هو راجل كسيب.. سمسار بتاع كلو.. يشيل من دا يبيع لدا.. ويتوسط عند دا عشان يطلع حقو من دا..» وكادت أن تقول «إنه منشار.. طالع آكل ونازل وآكل.. فالمواصفات لفتى الأحلام اتغيرت جداً وحليل زمن ياماشي لباريس جيب لي معاك عريس شرطاً يكون لبيس من هيئة التدريس».

آخر الكلام..

الآن نحتاج لوسطاء يعملون في المساحة ما بين ذواتنا وأرواحنا.. لحومنا وأرواحنا.. فقد وصف الشيخ البعض بأنهم لهم أرواح طاهرة وأجساد فاسدة.. «أها جاهزين للوساطة فمن يرغب عليه الاتصال والوسطاء يمتنعون تماماً» …
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]