ضياء الدين بلال

(مواطن يُدعى علي كرتي)!

[JUSTIFY]
(مواطن يُدعى علي كرتي)!

قبل أكثر من يوميْن، نشرت (السوداني) خبراً من مداولات محكمة شركة الأقطان، وردت فيه معلومة عرضية – ليست ذات جدوى صحفية – ومع ذلك تم اختيارها كعنوان للخبر: (بيع إسمنت يخص شركة الأقطان لمواطن يُدعى علي كرتي)!.

ورد على لسان المتحري: (أن المتهميْن الأول والثاني، قاما ببيع الإسمنت التابع للأقطان إلى صاحب شركة ببحري، تعمل في مجال مواد البناء المختلفة، صاحبها شخص يدعى علي كرتي، ونبه رئيس هيئة الاتهام، إلى أن الاسم لشخص آخر، ولا علاقة له بوزير الخارجية)!.

رغم أن الخبر حمل نفياً قاطعاً، بأن المذكور ليس هو وزير الخارجية (علي كرتي)، ورغم أن العنوان أشار إلى أن الشخص المعني مواطن -وليس مسؤولاً – يحمل اسم (علي كرتي)؛ لكن إيراد الاسم في العنوان فتح باب الظنون، وأعطى انطباعاً بأن واضع العنوان، يريد الإيحاء بغير ذلك.

كانت التقديرات التحريرية، أن إبراز الاسم في عنوان الخبر، سيغري بالمتابعة، والدخول إلى محتوى الخبر، ومعرفة أن للشخص المعني اسماً مطابقاً أو مشابهاً لوزير الخارجية.

ومن متابعة ردود الأفعال-خاصة الإسفيرية منها- وضح أن التقدير التحريري قد تسبب في إلحاق أذى معنوي بالغ بالوزير، فقد استغل البعض بسوء نية تطابق الأسماء في التشهير والكيد.

تجربتنا مع القارئ في الثبات على المواقف والانحياز للحقيقة، مهما كانت المترتبات، تؤكد أنه لو ثبت لنا قطعاً أن الشخص المعني هو وزير الخارجية (علي كرتي)، لما اكتفينا فقط بوضع اسمه في عنوان الخبر، ولكن لوضعناه (مانشيت) أحمر في أعلى الصفحة الأولى.
أصعب قرار للصحيفة أو الصحفي، أن يجد نفسه في وضع يضطره للاعتذار، أو التوضيح لشيء كتبه أو مرّ من بين يديه.
أصدقكم القول؛ في مرات كثيرة، نتحرج من نشر اعتذار جهير، عن خطأ وقعنا فيه سهواً أو غفلة أو لسوء تقدير.. ولكن مع ذلك نقوم بنشر الاعتذار طالما تأكد لنا اقتراف الخطأ.

الأسوأ من ذلك، أن يدفع بنا شحّ النفس للتمسك بأخطائنا، والثبات على موقفنا، رغم وجود يقين قطعي بأننا على غير الصواب.
عزة كاذبة قد تغرينا بالتمادي في التمسك بالأخطاء، وعدم إعادة النظر، في إحداثيات المواقف، ومراجعة جدوى الأقوال!.

وفي مقابل ذلك، كثيراً ما نرفض تقديم اعتذار أو توضيح لأي جهة أو شخص، أراد التنكر لأقواله على حساب مصداقية المنبر.
عدد من السياسيين تعوّدوا على نفي أقوالهم والتنكر لها، إذا جاءت ردود الفعل على غير توقعاتهم، أو خارج حساباتهم، وذلك بمسحها سريعاً على جلباب الصحيفة الناشرة!.
صحيح أن الرجل لم يتصل بنا محتجاً، ولم يبلغنا غضبه عبر اتصالات الصباح الهاتفية – كما يفعل البعض – والتي كثيراً ما توقظنا من النوم، ولكن نما إلى علمنا أن السيد وزير الخارجية أسرّ للبعض، بأن ما حدث جزء من استهداف صحيفة (السوداني) لشخصه.

ولعل وزير الخارجية، لا يعلم أننا في صحيفة (السوداني)، نفتخر بتقديم تجربة صحفية نظيفة، لا تمارس التربص، ولا تمتهن الكيد ضد الأفراد والمؤسسات، ولا تحركنا مقاصد السوء، ضد أي جهة، ننافح بقوة عن الحقائق، ونعتذر بشجاعة عن الأخطاء والهفوات وعدم دقة التقدير.
[/JUSTIFY]

العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني

‫2 تعليقات

  1. شوف المهارة الصحفية يحول الإعتذار الى مدح شخصي تمعن الى ما يقول واقرأ ما بين السطور (لقد ارتكبنا خطأ فادح ألحق الضرر بالوزير ولكننا لم نكن نقصد ذلك وها نحن نعتذر “بشجاعة” ولا يدفعنا شح الأنفس للتمسك بالخطا .. دعكم من الخطأ الذي ارتكبناه وركزوا على شجاعتنا في الاعتذار وعدم التمترس وراء الأخطاء … لو أنا كرتي لوكلت (كمال عمر ) محاميا ولرفعت عليكم قضية سب وقذف والحاق الأذي

  2. لاستاذ ضياء صحفي في قبل الاحداث وداخل مطابخ الاخبار… هل تطابق الاسماء ينفي ان سيد الاسم من كبار تجار الاسمنت والمضاربين فيه… وهل الشركات الحكوميه بمجلس اداراتها من كبار المسئولين وحتي راس الدولة بعيدة عن فساد الاقطان ومثيلاتها..ان نجا كرتي الاصلي هنا فادانته اكيدة هناك… ولكن من يصدق الخبر..