منوعات

سائقون تحت التمرين.. الفرار من البرتقالي خوفاً من الأحمر


[JUSTIFY]أسطول من العربات ذات اللون البرتقالي المنخرط في الأحمر أو الأصفر، تجوب شوارع العاصمة، وعليها لافتات تحذير تقول (احترس.. سائق تحت التمرين)، هنا يتحاشى البعض القيادة جوار الرتل الميمون، وكأن التحذير مؤشر إلى موت داهم (أحمر)، وأن السائق لا يزال تحت (خط فقر) المعلومات الكافية التي تؤهله للقيادة المحترفة في الشوارع العامة، بعض السائقين أبدوا غضبهم على مدار تعليم القيادة، حيث يرون أن هناك زحاماً ومضايقة، فيما يرى أصحاب المدارس أن هناك حقاً للمتعلم أن يقود في الشارع العام كي يستطيع الحصول على الرخصة التي تؤهله لقيادة مركبته الخاصة.

حركة بطيئة

ذات نهار يلفح الوجوه بهجيره، صرخ في وجه الفتاة التي تقود العربة إلى جوار عربته قائلا: (اتعلمي السواقة في ميدان حلتكم ما تخاطري بأرواح الناس)، بدا غاضباً وحاداً في لغته الزاجرة لتلك المتدربة الجديدة على القيادة، وكأنه ولد وبيديه (مقود).

ثم التقينا بالمعز سائق حافلة (بري – الخرطوم) – ليحكي لنا بعض المواقف التي مرت به خلال فترته التي قضاها (تحت التمرين)، ومدى تعاون السائقين المحترفين معه، فقال: (تحذير.. سائق تحت التمرين) يجعل السائق منا في حالة تخطي وزيادة في السرعة نسبة لبطء حركة المتدرب، مما يسبب إما ازدحاماً أو حوادث في بعض الأحيان. وأضاف: أيضا يجب أن لا يتعلم المبتدئون في الشوارع الرئيسة، فعليهم الذهاب للميادين والشوارع الهادئة حفاظا على سلامتهم وسلامة الركاب، مشيرا إلى أن هناك من يتوجس من القيادة في بداياته، مما يتسبب في بعض المشاكل المرورية. وأورد: أيضا هناك من لم يحفظ القواعد، فتجده يرمي إشارته شمالا ويريد أن يتجه يمينا، وهنا ضمان لحادث سير.

ملصقات ساي

فيما قال أيضا مجيب الرحمن السيد – موظف – إن هناك بعض الشباب الذي وصفهم بـ (الطائشين) يسعون إلى لفت الانتباه أو من باب الفكاهة تجده يلصق في الزجاج الخلفي لسيارته (تحذير.. سائق تحت التمرين)، وهذا ليس صحيحاً. وأشار إلى أن ربما تجده (يفحِّط) في أحد الشوارع بذات السيارة، لذا نطلب من شرطة المرور النظر لمثل هذه النقاط. وأضاف: هناك تعاون حسب ما تطلب مدارس القيادة. وأضاف في قوله: أيضا هناك بعض التجاوزات وخرق للقوانين حسب ما يُروى، فتمنح بعض الشهادات من مدارس القيادة بحكم المعرفة والقرابة.

أأمن العربات في الشارع العام

من ناحية أخرى، نفيا لما صرح به بعض سائقي المركبات العامة والخاصة، يقول محمد حسن – مدرسة الحرية – في حديثه لـ (اليوم التالي) عن اعتراض السائقين على مزاحمة عربات مدارس تعليم القيادة، فأشار في بداية حديثه إلى أن عربات المدارس من أأمن العربات في الطريق العام، لأن هناك شخصين يتحكمان فيها، فمن الصعب أن تحدث اصطدامات، لكنها ربما تسبب زحمة بسبب بطء القيادة، وهي – حسب وجهة نظره – السرعة المثالية والمقدرة للسير في الشوارع العامة، مشيرا إلى أن اختيار المدربين يأتي بشروط، أولها أن يكون ماهرا وله القدرة على التحكم في الشارع، مضيفا أن التدريب يبدأ بطريقة نظرية لتعليم إشارات المرور والالتزامات المرورية للسلامة، ثم يأتي التطبيق العملي في الميادين الخارجية حتى يتعلم المتدرب القيادة وأساسياتها لينتقل فيما بعد للقيادة في الشوارع الهادئة، ومن ثم الكباري والطرق الأكثر ازدحاما. وأورد محمد أيضا أن الالتزام بالساعات يأتي حسب إدراك المتدرب للقيادة. وأكد أيضا لا يمكن إعطاء شهادة لشخص لم يتم التأكد من نجاحه في امتحانات القيادة، لأنه سيخضع لامتحان من قبل الجهة المختصة، وهي الإدارة العامة للمرور التي تمنح الرخص، كما أورد أيضا أن الشرطة العامة للمرور لا تمنح ترخيصاً لمدرسة قيادة، إلا أن يكون لها مدربون ممتازون و(3) عربات كحد أدنى، وعن التأمين في حالة الحوادث تتكفل شركات التأمين بكامل التكاليف.

سائق تحت التمرين

إلى ذلك، قال (محمد السيد) سائق تحت التمرين: نتعرض لمضايقات من قبل السائقين بجميع مسمياتهم سواء أكانوا أصحاب مركبات خاصة أو عامة، فهم ينظرون لنا بعين الاحتقار كأنهم اتولدوا متعلمين، ويشير إلى أنه بدأ تعليم القيادة في المدرسة منذ فترة قصيرة، إلا أنه تعلم بسرعة كبيرة أسس القيادة السليمة وشروطها. وأضاف بطء الحركة في الشارع لا يعني الخوف بل للسلامة المرورية، موضحا أن هناك بعض المحترفين يقعون في أخطاء فادحة، ويتسببون في وفاة الركاب والمارين بالشارع، لذا نطلب التعاون مع المتدربين حسب ما هو موضح على الملصق.

دُرية منير: صحيفة اليوم التالي
ي.ع [/JUSTIFY]