سعد الدين إبراهيم

لا تغلق أنفك ..!!


[JUSTIFY]
لا تغلق أنفك ..!!

من آخر الأخبار أن العالم يوم 19 نوفمبر الجاري يحتفل لأول مرة باليوم العالمي لدورات المياه.. وحين أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة هدفت منه إلى زيادة الوعي نحو حاجة البشر في الحصول على خدمات الصرف الصحي.

والخبر قد لا يثير اهتمام معظمنا لكنه مهم جداً.. حقيقية تعامل مجتمعنا مع دورات المياه بأشكال متباينة.. ففي الخمسينيات حتى بداية السبعينات وإلى الثمانينات كانت المراحيض عندنا عبارة عن جرادل في مربع أسمنتي.. تحمل يومياً بالعربات لتنظيفها وشائعة وسط الأطفال عبارة «ود بانديه».. وهي عبارة ساخرة من حامل تلك الجرادل ولها طرائفها..

المهم استمرت حتى قررت الحكومة أن تتخلى عنها نهائياً واستبدلت بالحفرة المعروشة على النحو المألوف وما زالت بعض البيوت تستعملها.. إلى أن وصلنا إلى السايفون وظهرت مشكلات الصرف الصحي.. ولنا ثقافة في استخدام دورات المياه.. وبالتحديد في أمر الاغتسال.. ففي الدول المتقدمة تستعمل خراطيش لتقوم بالغسل والبعض يستخدم أوراق التواليت.. لكننا ما زلنا نستخدم اليد اليسرى في الاغتسال حتى في وجود تلك الخراطيش وأوراق التواليت فهي ثقافة لم نعتد عليها.. ما زال البعض يذهب للخلاء.. وهذا بعض من تلويث البيئة.. فقد لاحظت في معظم الأحياء يسكن أصحاب الدكاكين والمحال التجارية فيها.. وهي ليست مزودة بدورات مياه مما يضطر أصحابها الذين يأتون من ولايات بعيدة ولا يقدرون على الإيجار أو بسبب حراسة حوانتيهم يبيتون فيها.. والسؤال أين يقضون حاجتهم.. بعضهم يستعين بدورات الجيران.. وبعضهم يذهب

إلى الخلاء ويصحو مبكراً لأنه لا يوجد خلاء.. بل قطع أرض خالية أو مبنية غير مكتملة تستخدم لقضاء الحاجة وهذا يدعو للانتباه.. رغم أن الحمامات العامة انتشرت في الأسواق بمقابل وصل إلى ثمانمائة قرش وربما جنيه.. ومع ذلك فإن تلك الحمامات ينقصها الكثير حتى تكون مقبولة للاستخدام.. من الطرائف أن زار السودان في الثمانينات الفنان هاني شاكر.. وكان قد تسلط عليه بالنهار بعض الكرماء فتذوق المرارة بجانب التخمة في اللحوم التي قدمت إليه.. وفي المساء كان في زيارة إلى مباني التلفزيون واحتاج إلى الحمام ولسوء الحظ كان حمام المدير مغلقاً وهو الوحيد آنذاك الذي كان به مقعد.. ولما ذهبوا به إلى الحمامات العادية التى يجب أن تجلس فيها على أقدامك «ويتقلقل».. لم يستطع الإنجاز فاضطروا إلى الاستعانة بالجيران لحل الضائقة.. ولعلها كانت «ما كويسة في حقنا».. والآن لا يشغل بال البرازيل التي تستضيف كأس العالم سوى توفير الحمامات التي تستوعب مئات الآلاف أو الملايين التي ستزورها.. وكنت في مجلة الملتقى قد قمت باستطلاع في الحمامات العامة ولفت نظري العبارات المكتوبة على جدرانها وأبوابها وهي إما ذات إيحاءات جنسية أو عدوان مكتوب على الشخصيات العامة.. وكانت هذه ثقافة لا أدري قاصرة علينا أم تمارسها بعض الشعوب.

عموماً هذه فرصة لنهتم بهذا الجانب المهم.. ونطور حماماتنا كلها إلى سايفونات وأن نهتم بمشاكل الصرف الصحي الذي يسبب عدم الاهتمام به كوارث بيئية ما أنزل اللّه بها من سلطان.. ونعوذ باللّه من الخبث والخبائث.
[/JUSTIFY]

الصباح..رباح – آخر لحظة
[EMAIL]akhirlahzasd@yahoo.com[/EMAIL]


تعليق واحد

  1. لك من الشكر أجزله ومن الإحترام أوفره شكراً على تسليط الضوء على هذه الثقافة التي لا تجد كثير إهتمام عندنا في السودان وأنا كنت شغال في شركة وعبارة عن شركة عبارة عن معهد تعليمي للغة الإنجليزية رئاستها في أمريكا وعندما يزورنا رئيس الشركة الأم أول شيء يعملوا يزور الحمامات ويقول إذا كان حمامتكم محترمة ونظيفة باقي الأشياء كلها تكون على مايرام.
    شكراً لك مرة آخرى
    مع خالص التحية