المارينز السوداني
بعيداً عن (المارينز) المعروف للجميع وأنا اتأهب للعودة إلى المنزل من العمل تصادف مروري بالمسار اليومي بخروج مجموعة ممثلة لمجموعة مسلحة قادمة لاستقبال قائدها من مدخل فندق معروف.. لحظة ما.. والكدمول يطوق المشهد والاجساد المارينزية توحي عن انها مدربة ومختزنة بالتكنيك العسكري البدني، والسلاح الذي لم نألفه في أبناء قواتنا.. لا تخافوا فقد كان هؤلاء حوالي «عشرة أفراد أو أكثر» لكنهم دليل على البقية.. كانوا يتأهبون بمركبات خاصة، ويبدو أنهم في طريقهم لقائدهم.. المهم للحظة ما.. اعتراني الخوف ذلك إنا لسنا ببعيدين عن أي احتمالات الانفجار… ولا أكذبهم القول إن التماهي الذي انداحت به الحركات المسلحة عدداً وتشظياً يخيفنا حتى كدنا نتخيل أن لا حاجز بينها وبين المدن الكبيرة… وتفرخ المزيد من حاملي السلاح وتسقط شعارات السلام والمطالبات المدنية وإن جاء من لب المدن… والشاهد أن دارفور بقضيتها أصابت كل السودان بعطب كبير فقد أوردت مناهج للتعامل السياسي مع الجماعات المسلحة والمدعومة والمخدومة بالأجندات، ونست إنسان دارفور هناك حيث لا أمان ولا ولا استقرار ومظاهر لتنمية، وعندما تزور أي ولاية من ولاياتها تحس أن عجلة التقدم قد تفرملت في مناطق، وغابت عن مناطق وانهزمت في مناطق.. بينما عندما تتذكر شاكلة «المارينز» الذين يدعون للتفاوض بلسان هؤلاء تصيبك الرهبة.. إنهم يتفاوضون بلسان سلاحهم وأجندتهم… فالدموع لم تتكفكف هناك والمياه لم تعبر إلى المواسير، والكهرباء بالمولدات، والمؤن والغذاءات بالطوف والحراسة… فهل تتناسب أجساد هؤلاء (المارينز) مع واقع لم يعرفوه ولم يخبروه وعبروا به تلك الأوضاع… «بلاش منهم» فاوضوا الغلابة في المعسكرات والمتمسكين بالبقاء فيها أحمومهم وأحرسوهم وطوقوهم بالأمن والسيادة والهيبة… ودعونا من (فلان) جاء وفلان دخل القصر.. وفلان مرق منو فقد سئمنا مثل هذه الانجرافات والتوقيعات والحركات والبركات…
دارفور بلغة أهلنا «دايرة الوجيع» فقد هملت ما بين التدويل والجماعات والاتفاقات والحقيقة على أرض أنها تتعرض لبلاءات في الأرض والموارد والطاقات الإنسانية.. متى ينعم الإنسان الدارفوري بالاستقرار فقد دخل «دليمة لا تهدأ»… أجعلوا العمل والأمن أولوياتكم تجاه هذا الغرب الممتحن ودعوا من (ناس فلان).
٭ آخر الكلام :كلما أتيحت لي فرصة لزيارة دارفور أحس المدن والاستقرار كلما مرة في تناقص.. أدركوا وقدروها… لعل وعسى يرتق النسيج المفتوق..
[/JUSTIFY]
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]