برضو هي الفاسدة؟
كنا عندما نجأر بالشكوى من إرتفاع أسعار السلع والخدمات الضرورية كالوقود والخبز والمواصلات كان الرد عند المتعاطفين مع طيب الذكر (المشروع الحضاري) جاهزاً :
– ما كنتو قاعدين تبيتو في الطلمبات .. نسيتو الزحمة والصفوف ؟
وعلى الرغم من أن هذه الإجابة إجابة فطيرة لا تستند إلى أي منطق أو عقل إلا أن محدثك لا يعطيك الفرصة لدحض حجته أو حتى مناقشته فيها بل (يمسك ليك) في حكاية الندرة و(المبيت والصفوف) متناسياً عمداً أن سلعة (الوقود) كمثال قد تضاعف سعرها مئات المرات !
يبدو أن الأمور ذاهبة في إتجاه (الندرة) مع (الغلاء) إذ تشهد اجزاء واسعة من ولاية الخرطوم نذر أزمة حادة في الخبز ، وعادت في معظم الاحياء ظاهرة (الصفوف) ديك (ذاااتا) على الرغم من أن سعر (الرغيفة) قد تضاعف عشرات بل مئات المرات خلال الأربعة وعشرين عاماً الماضية !
العبدلله يرى أن المشكلة ليست مشكلة خبز أو وقود أو خلافه .. المشكلة هي مشكلة فشل في إدارة الدولة فبينما لا تستطيع الدولة توفير النقد الأجنبي لإستيراد القمح فإنه لا يمر أسبوع أو أسبوعين إلا و(تستضيف ليها) عاصمتها مؤتمراً دولياً (يكلفها الشئ الفلاني) ولك عزيزي القارئ ان تعلم أن (الدولة) قد إستضافت مؤخراً مؤتمراً لمنبر النساء الأقليمي لنساء البحيرات العظمى (إسمو كده) .. وعلى الرغم من أن العبد لله لا يعلم (نحنا تبع ياتو بحيرة) لكنه يعلم علم اليقين باننا في أشد الحوجة لـ(النقد الأجنبي ) الذي صرف في تذاكر السفر والطيران والإقامة لأعضاء هذا المؤتمر (الغريب) !
لأننا ما عندنا نقد أجنبي يكفي لإستيراد (القمح) من الخارج فلازم نستتورد (التقاوي) ونزرع أرضنا .. هذا ما سبق أن صرح به وزير الزراعة (عبد الحليم المتعافي) في يونيو/حزيران الماضي إذ قال بأن البلاد تستورد 1.5 مليون طن من القمح سنويا وقد أشار حينها إلى وجود سعي لتقليص هذه الكمية من خلال منح المزارعين المحليين أسعارا أفضل لشراء محاصيلهم لتحفيزهم على زيادة إنتاجهم !
وتم إستيراد (تقاوى تركية) تركية ليه ما تعرفش- وبيعها للمزارعين بواسطة البنك الزراعي بعد أن تم إستكتابهم تعهداً بالسداد وقاموا بزراعة (التقاوى) غير انها لم تنبت ، (فاسدة وكده) ! .. (سوف يذهب مستوردها إلى ماليزيا مستثمراً وعريساً بينما يذهب المزارع إلى السجن حبيسا) !
وإنهار الموسم الزراعي لهذا العام وبدأت كل الجهات ذات الصلة بهذه التقاوى (تتنصل) من المسؤولية وتم تكوين العديد من لجان التقصى والتحقيق (والشنو ما عارف) والتي سوف تميط اللثام بإذن الله عن كل العناصر المشاركة في (العملية) ما عدا الجهة (الفاسدة) التي قامت بإستيرادها !
والمضحك المبكي (حقيقة) تصريحاً قرأته بالأمس للسيد رئيس قطاع البنك الزراعي بولاية الجزيرة يقول فيه بأن اللجان الفنية التي قام البنك فرع الولاية بتكوينها لفحص تقوى القمح التركية ستفرغ من أعمالها غد الثلاثاء (يعني اليوم) !
المضحك المبكي في الأمر أن البنك قد قام بشراء وإستلام (البضاعة) ثم باعها للمزارعين دون أن يقوم بإجراء الفحوصات اللازمة ليتحقق من سلامتها ومعرفة إن كانت صالحة أم لا .. يعني البنك يشترى (بقروش هذا الشعب المكلوم) بضاعة وما يكلف نفسو يشوفا ضاربة؟ صالحة؟مغشوشة .. بالله ده إسمو كلام ؟ .. لا وأيه .. بعدما ثبت (بيان بالزرع) إنها فاسدة يقوم البنك بعملية الفحص كما صرح مسؤول البنك (هات الحبوب يا ولد) !
العبد لله بحث في كل قواميس اللغة ليجد له كلمة تقال في هذا الموضع فلم يجد .. إنظر رعاك الله كيف يتم التلاعب (بدم باااارد) بقوت وأموال إنسان هذا البلد المحروم البائس الفقير الما عارف يلاقيها من وين وللا من وين ..
ختاماً العبدلله لا يطالب بكشف ومحاكمة المتورطين في إستيراد هذه التقاوى الفاسدة فلنا في كشف ومحاكمة المتورطين في بيع (خط هيثرو) عظة وعبرة (وواوات وكده) .. فأصحاب المشروع الحضاري (الفيهم إتعرفت) والقصة بقت هايصة والفساد بقى شئ عااادي.. صحيح والله (من أمن العقوبة ساء الأدب) ده لو فضل فيها أدب !!
كسرة ثابتة (قديمة) : أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو وووو وووو وووو وووو وووو)؟ كسرة ثابتة (جديدة) : أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو(وووو وووو)؟
[/JUSTIFY]
الفاتح جبرا
ساخر سبيل
[email]gabra-media@hotmail.com[/email]
استاذ الفاتح جبرا: إرتفاع أسعار السلع والخدمات الضرورية كالوقود والخبز والمواصلات ضرورى يحصل طالما عدد الاجانب و خاصة الاثيوبيين يساوى عدد سكان الخرطوم و اعمالهم معظمهاهامشية و احيانا هدامة.
تحياتى استاذى جبرااااااااااااااااااااااااااا
ومن صفوف العيش تبرااااااااااااااااااااااااا