فدوى موسى

قبل الخروج


[JUSTIFY]
قبل الخروج

منذ الصباح الباكر ومع خيوط بدء اليوم توقع أن يكون طقسك تأثراً على مقاييس ومعايير الهدوء والسلاسة، فأنت بدرجة ما معنياً بالتعاطي مع واقع مرتجل لا يمارس إلا التغيير بتواترات متوالية.. إن كانت لك حقيبة تود الخروج بها عليك أن تضع فيها أضعاف ما وضعته بالأمس، فلا أحد يمارس الالتزام وما تركته بالأمس بسعر تراه اليوم بسعر آخر، وما تظنه باقياً على ماهو بائت عليه تجده قد غير مواقفه مائة وثمانية درجة… لا شيء ثابت إلا التغيير كما يقولون في استحداثاتهم للجديد من نظرياتهم القديمة.. توقع أن يصيبك الصداع والهجام وإن كنت من أولئك المبتلين بالسكر والضغط، فاعلم أنه عليك أن تكون أكثر مقبولية للأريحية مع التقلبات النفسية للأجواء المحيطة بك وتحاول ضبط مقاييسك النفسية والجسمانية على ذلك… إذن قبل أن تقدم على أية خطوة خروج ما عليك إلا أن تمارس مراجعة ما بك وما لديك وما عليك ثم تقول لها (ها).

٭ الوراشين في السودان

لو كانت ورش العمل تحل معضلة لكانت بلادنا هي أم الحلول لكثرة حالات الورش التي تصيبك بتخمة الكلام واجترار طق العلكة… المشكلة.. المعوقات.. الحلول.. الرؤى المستقبلية والتوصيات و… و… هلم جرا… الماء العصائر… الأوراق الصحن المقسطر المعروف باللابتوب.. ثم حزم من الأوراق إلى الأدراج والكابنيتات والأضابير تنفض عنها الغبار مرة أخرى عند اجترار ذات المنشط «إقامة ورشة» من باب التنشيط أو ملء الوقت ولو أن لنا مرصد لعرفنا أن كل شيء أو موضوع قد أقمنا له ورشة وقتلناه كلاماً وبحثاً، وما تبقى إلا أن نعمل فعلاً.. لكم أن تعلموا أن السودان الآن هو «بلد الوراشين».

٭ رمادية كاذبة

الكذب ليس بالشيء السهل… وأن تكون كاذباً قد يخرجك الأمر من الملة ويرمي بك خارج دائرة الأخلاق والدين… قد لا تكون صادقاً ولكنك في المسافة الرمادية ما بين بياض ونصاعة الحقيقة.. الخير والنصيحة والصدق وسواد الكذب… كثيراً ما نكون عند تلك المساحة مرابطين لعدم امتلاك الإرادة للخروج من الحيز النفسي الضعيف الهش.. أحياناً قد نرتضي أدواراً نؤديها بلا إيمان ولكننا مخطئون للقيام بدور الممثل البارع في فيلم أو عمل درامي حياتي لم نستوعبه تماماً، أو لم ننفعل بدقائق السيناريو والتسلسل المنطقي للحبكة والعقدة فيه.. هكذا قد نكتشف فجأة أننا تورطنا في إدعاء البطولة أحياناً وضيوف الشرف في مرات كثيرة… لذلك حبكة حياتنا ممجوجة وبايخة نظل نبحث عن دراما الآخر من تركيا ومصر وربما في يوم ما دراما الصين المعربة «الما فرقة».. أهو كل رمادية في رمادية…

٭ صديقتي تنعي وتهنيء

لأننا دائماً في خانة المقصرين الاجتماعيين ترانا ننظر لصديقتنا على أنها صاحبة الأدوار الاجتماعية العالية، فهي في سرادق العزاء معزية، وفي صيوانات الفرح ملبية، وفي بيوتات القعدات النسائية فاعلة، وفي صالات الحنن وأعياد الميلاد الحاضرة لذلك اكتسبت مهارات تعامل في هذا الصدد لا نملكها وننظر إليها ببعض الدهشة كيف أنها تجيد كل تلك الفنون الاجتماعية.

٭ آخر الكلام:- صديقتي تدعوني لورشة عمل خاصة بيني وبينها من أجل استقراء النفسيات واستجلاء أبعاد الاجتماعيات بين تجربتها وتجربتي الضعيفة جداً في المجال، حتى أعد عدتي قبل الخروج، حتى لا أضطر لممارسة الكذبة البيضاء وأنعى أحداً في صيوان الفرح..
[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]