فدوى موسى

كل الغبش واقفين صفوف!

[JUSTIFY]
كل الغبش واقفين صفوف!

النغمة والدوزنة القديمة «خليك حريص.. وأصل كفاحك انت القائد وانت الرئيس» إلى أن تصل الأمنية بالشاعر والمغني «دايرين نشوف كل الغبش واقفين صفوف».. «أها أبشروا بالخير الصفوف جاتكم تترى» والأخبار تقول إن مخابز عدة بولاية الخرطوم أول أمس شهدت اصطفاف المواطنين على شبابيكها وأبوابها منذ الصباح الباكر بمناطق أطراف الخرطوم، والغبش يتذمرون من الوضع بينما «العيش الحاف» يمارس «الصغرة» والعزة عليهم، بل وصل الحال في هذه الأفران الى أن يمنح المواطنون رقماً في الصفوف «من باب التنظيم وكده يعني» ونخشى أن تكون هناك رسوم على هذا التنظيم.. المهم سادتي هي بوادر أزمة مخلة فقد قال أحد المسؤولين من قبل أن المخزون منه يكفي شهراً على ما أعتقد بكل برودة دم.. ومن الطبيعي أن يكش العيش وتنعدم الأمانة ويعود الناس إلى الصفوف أو كما كانوا يقولون «العيش بالصف والبيع باللف».. وهذه الأزمة أكيد لها تجارها وسماسرتها، ومن سيطلعون على الكفر وتشتم رائحتهم الثرية وتظهر شامخاتهم وفواخرهم.. «تاني غنوا دايرين نشوف كل الغبش واقفين صفوف»..

القمح ما قام!

هل هي صدفة وأسوأ صدفة أن تتلازم بداية أزمة العيش «الرغيف» مع أزمة تقاوى القمح التي لم نمارس الإنبات حتى الآن.. ما القصة يا جماعة.. فهل الجهات التي استوردت هذه التقاوي الاستراتيجية (عميلة) أم إنها «هوينة».. بالله عليكم اكشفوا عن هذا الموضوع حتى يعرف من الذي يتسبب في إعاقة البلد وتهييج شعبها.. أما المزارعون فندعوهم الى أن يقوموا بكل إجراءات التقاضي والبحث عن حقوقهم، ذلك لأن الخراب سيكون على رؤوسهم بالذات والتحديد.. أما الساسة التنفيذيين الذين أوهموا هؤلاء أن الأمر توطين للقمح ودفعوا بهم للالتزام بالسداد مقابل تقاوى فاسدة.. الفساد بدأ بفساد فكرتهم يوم أن جعلوا الأمر هيناً على من يريد أن يدخل على البلد العطب والعطل، ويبيع لأشرافها الوهم والنخر والفساد العنوهم وأبعدوهم، انتوا البلد دي ما فيها وجيع» لاحول ولا قوة إلا بالله.. ما هكذا تتلاعبون بالمزارعين وبقوت السودانيين.

الخازوق!

إن كان للخازوق معنى ومعنى.. ففي السودان معنى مغاير، ولكن الشيء الجامع مع المعاني العامة أن الخازوق هو رديف للمقلب الشنيع.. لا نريد القول إن الشعب أخذ (خازوق) في موضوع تقاوى القمح والمخزون منها بقدرما نتذكر (عبدو) الذي حكى لأصدقائه، وقد ساعد أحد معارفه «المواسير» على الوظيفة بالواسطة ثم جاء يقهقه قائلاً «الليلة دقيت في الحكومة جنس خازوق..» سألوه (الخازوق شنو.. شنو الدقيتوا في الحكومة) قال ليهم (عينت الماسورة ود خالتي في الوزارة) ويبدو أن الخوازيق هم وراء كل بلاوي البلد.. أما كان ممكناً لهؤلاء المواسير والخوازيق أن يختبروا التقاوى ولو بطريقة «حبو باتنا» عندما يقمن بعمل انبات مماثل للذريعة بالغسل والنقع والتغطية في الشواويل.. خلونا من التقانات المستحدثة وفلسفة التكنيك العلمي وغيرها من طرق ووسائل.. «أها يا ناس في خازوق أكثر من كده..» «تاني اطلعوا على التجارب الأجنبية».

آخر الكلام:

سيظل الخوازيق يتشبسون بالوزارات والمناصب كل منهم له وسائله.. من يستجدي، ومن يسكن في بيوت أصحاب القرار مدعياًً صداقة أفراد أسرتهم، ومن يجزل الهدايا والعطايا لهؤلاء ومن يستند إلى جماهير «افتراضية على انقاض أحزاب أخرى» ومن يعلي من شأن نفسه باعتبار أنه سلطان زمانه.. هؤلاء هم الذين اقعدوا هذه البلاد حتى أضاعوا هيبة الدولة وامتهنوا «طق الحنك» واللعب على حبائل الكلم وآخره.. «أها يا خوازيق أمرقوا على الصفوف واصلو الجاية جاية.

[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]