فدوى موسى

إعتصار

[JUSTIFY]
إعتصار

خلاصة الأشياء أن تأتي الزبدة.. والآن نعتصر الظرف ونلوك القرضة، فما بات هناك من يفهم ويرحم ويقدر، فكل من تعول عليه في احتمال صباباتك واسقاطاتك يأتيك بعلل لم تعرف اليها دروبا كأنما العقدة في منشاره، وأنت تلك العقبة.. نحتاج أحياناً لأناس بلا خلفياتنا بلا ما ورائياتنا يعينونا على احتمال أنفسنا وإدراك ظلامياتها.. إنهم أولئك البشرية السابحة في بحور ما بين السماء والأرض يستعصمون عنها بالرديف ويطوفون في المساحات ما بين حقيقتها وخيالاتها، عندما نكاد نغرق يخرجوننا الى القيف وعندما نكاد نهلك في الصحاري يمدوننا بالقراح الروحي، وعندما نقارب أن نتوه يعودون بنا الى جادة الطريق نريدهم إعانة في وقت عز فيه من يعاضد ويساند، نريدهم حقيقة لا وهم ولا افتراء.. ويبقى السؤال هل هناك من يحتاجنا لذات الدور أنظروا حولكم ربما.

أكاد أهرب

كلما اعتزمت أن أبعد عنك لأجلك تراني أعود مدفوعة بنبض الدواخل الى ذات المكان والزمان.. الساعة الآن تعلن عيد ميلاد لقائنا الأول.. أنت ترفل في ثوبك وجوك البهي، وأنا انبهر ببعض طلعتك البهية هالني المشهد وموسيقاه التصويرية، أنت تبدو كأنك قادم من بلاد ما وراء الخرائط والحدود، لتحتجز في إطار الغرفة المغلقة تمارس فيها عاداتك الخفية ثم تخرج للصالة مزهواً بضوء خافت، يمارس أشعته على سطح وجهك الغموض، أنه سطح القمر وأنت القمر.. آتيك مسكونة بدهشة حضورك الأول كجسم نوراني هابط من بين ثنايا السماء الى الأرض تحديداً، ذلك المكان الأول الذي شهد لم شملنا وسكوننا لبعضنا البعض قد أفوتك مضطرة وأنت ملازماً لسطوتك الرائعة، فإن قالت الأيام لأمارس عليها الإبهار والإشراق لعلها تقول نعم نعم.. نعم، والحق بي عند ذلك الطريق الكثير الانعراجات لأنني أكاد أهرب واطلق ساقي للريح وهوجها.

عاطفية مفرطة

تقهرنا الأيام ونهزمها بالاصرار على أن لا تكون هي أكثر من قدرية واجبة الاحتمال، وتتماهى أحياناً مع اتجاهاتها كيفما كانت وتواترت.. نظلم بعضنا البعض بقربنا أو ببعدنا ربما بحميميتنا أو جفوتنا.. فالمشاعر أحيانا تؤذي دون إرادتها.. ويستحيل الاعتذار والعتاب فكيف يعتذر محب عن حبه أو يتراجع متلاوماً عن سبب لومته.. عاطفيتنا أحيانا تقودنا بلا هدف الى لا هدف.. وما بين الاثنين تظهر وتتجلى ما نملك من عزمات، أو انهزامات.. فكثيراً ما نكتشف أننا هشين وذووا أوزان خفيفة، والرياح تحيطنا والعواصف.. نعود من حيث لا عودة فتنثرنا الهوائيات في كل اتجاهات القبِل.. فنعدو مجرد بذور لا نعرف أهي صالحة أم فاسدة لتنبت هنا أو هناك، وربما حملنا عوامل هدمنا في ثنايا الرويشات أو تصادفنا مع صغار لعبوا بنا تلك اللعبة الطفولية (ابوك فوق.. ابوك تحت).

آخر الكلام:

مرات نحاول أن نستخلص من أنفسنا بعض الرحيق ونصب عليه قليلاً من توابل الرهق والعرق.. لعلنا نصبغ على الأجواء من حولنا رائحتنا الخاصة ما بين بخورها الحلو ونتانتها المرطبة.. شكراً لكن من حاول أن يكون زهرة في طريقنا المكفهر جفافاً وبؤساً، فقد ظلمناك بجفافنا البائس.. وما تبقى إلا أن نقول إننا أشقياء بذلك..

[/JUSTIFY]
[LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]