زهير السراج
يا بوليس.. يا نيابة.. يا حكومة
* ان مجرد وقوف عربة مجهولة الهوية، وخالية إلا من سائقها، بالقرب من منزل أحد المواطنين، قد يسبب الكثير من المشاكل، فدعك من (رجل وامرأة) يدخلان أحد المنازل الخالية، مرة أو مرتين، أو في فترات متباعدة لممارسة حقوقهما الزوجية، حتى لو كان معروفاً لأهل الحي انهما زوجان (على سنة الله ورسوله الواحدة دي، وليس على طريقة المسيار وفتاوي آخر الزمان).. فما بالك إذا لم يكن الأمر كذلك!
* لا شك ان الكثير من المشاكل والطرائف ستحدث، وستنتشر على كل لسان، وتجد حظها من النشر في الصحف الاجتماعية، وعلى رأسها زميلتنا (الدار) التي ستكون حاضرة على الدوام (بالصورة والقلم)!
* خطرت بذهني بعض الطرائف، احداها، زوجان يفهمان ويقدران ظروف المجتمع السوداني وحساسيته المفرطة تجاه علاقات الجنسين، فيذهبان الى فندق نأياً عن مشاكل الأحياء، ويقضيان وقتاً ممتعاً جداً في المرة الأولى، فيقرران العودة مرة أخرى، ولكن موظف الفندق تراوده شكوك هذه المرة حول (الزوجين) اللذين يحضران الى الفندق ليستأجرا غرفة لمدة يوم أو يومين بعد ابراز قسيمة الزواج، فيتركهما يدخلان الى غرفتهما، ويرفع سماعة الهاتف ليتصل بالشرطة ويحدثها حول شكوكه في قسيمة الزواج التي ربما تكون (مزورة).. وإلا لما حضر الزوجان الى الفندق لممارسة حقوقهما الزوجية!
* القصة معروفة طبعاً.. اذ ينتهي الحال بالزوجين في القسم، ولا يخرجان إلا بعد حضور من يشهد بأن الزواج (مسيار)!
* في المرة الثالثة يختار الزوجان فندقاً آخر، ولكنهما يتحوطان بأن يميل الزوج على موظف الفندق هامساً.. (يا معلم انحنا مسيار آآآ.. يعني عشان ما تقول قسيمة مزورة، أو في حاجة ما صاح.. آآآآ؟!).
* هذا الحديث يدخل الشك في نفس الموظف، ولكنه يعطيهما غرفة على مضض، ثم يخطر عربة شرطة الفنادق والسياحة المرابطة أمام مبنى الفندق بالأمر.. وينتهي الحال بعد مشادة وضرب.. وتهمة الاعتداء على موظف اثناء قيامه بأداء عمله! وهنا لا تنتهي المشكلة بحضور من يؤكد بأن العلاقة بين الطرفين (زواج مسيار) فقط، وانما بتدخل الأجاويد والواسطات ليسحب رجل الشرطة المعتدى عليه البلاغ، ويكتفي بالاعتذار بدلاً عن الذهاب الى المحكمة!
* يتشاءم الزوجان من الفنادق، ويستأجران شقة في حي فاخر، نأياً عن الأحياء الشعبية.. ولكنهما عندما يحضران اليها يفعلان ذلك بحذر على خلفية ما حدث لهما في (التجربة الفندقية)! هذا الحذر يدفع بعض أهل الحي للشك فيهما، فيقومون بابلاغ الشرطة التي تحضر بدفار ملئ عن آخره برجال الشرطة المدججين بالسلاح.. وينتهي الحال بالزوجين في حراسة النظام العام.. وتمر أيام عديدة قبل ان يتعرف أقاربهما على مكان وجودهما!
* بعد هذه التجارب المؤلمة، يقرر الزوجان انه ليس هنالك أفضل من الأحياء الشعبية، وبعد لأي يجد الزوج منزلاً في أحد الأحياء فيستأجره من صاحبه ولكنه يستحي ان يخطره بالمسيار، ويبدأ في التردد عليه مع زوجته في فترات متباعدة، فيثير ذلك شكوك وحفيظة أهل الحي ويشعرون بإهانة شديدة لكرامتهم، وفي احدى المرات يصل الأمر ببعض الشباب الى حد الغليان فيندفعون الى المنزل يحملون العصي والهراوات وينهالون ضرباً عليه وعلى زوجته.. ويجرونهما على الأرض وهما يصرخان.. (مسيار يا جماعة، والله مسيار.. يا بوليس.. يا حكومة، يا مجمع الفقه.. الحقونا)!
drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1165 2009-02-9
هذا ماجنتة التقليدية وقنوات الاعلام من هبة ودبة وكذلك ضعف القوام السودانية الاصيلة ( الرجعية واعقد) وحليل ناس زمان