بالخبز أولا يحيا الإنسان
يحكى أن – ليس بعيدا عن التوقعات والقراءات الاقتصادية بدأت تطل أزمة حادة في الخبز في العاصمة (المعصعصة) الخرطوم، فالأخبار الواردة من مختلف أحياء ومحليات هذه المدينة تؤكد أن صفوف الخبز أخذت تعيد تكوين نفسها أمام الأفران البلدية والآلية بعد أن اختفت لزمن طويل جدا، كما تؤكد ذات الأخبار أن سعر الخبز ارتفع بشكل ملحوظ في كافة الأفران الموجودة في العاصمة، وأصبح سعر الـ (3 رغيفات) جنيها واحدا، وأن المطاعم والبوفيهات والكافتيريهات المنتشرة في أحياء وأسواق الخرطوم سحبت (الرغيفة الثانية) لتصبح الوجبة مرفقة بقطعة واحدة صغيرة و(مكرمشة) لا تشبع ولا تغني من جوع.
قال الراوي: الاقتصاد أشبه بماكينة ضخمة تعتمد في حركتها الإنتاجية على تروس تلاحق بعضها البعض في توافق وتناغم وانسجام، وتعطل أي ترس منها لأي سبب من الأسباب يعني تعطل بقية التروس الأخرى ومن ثم تعطل وتوقف كامل الماكينة في نهاية الأمر، وهذا بالتقريب ما يحدث الآن لـ(الحالة) الاقتصادية في السودان، فالتدهور (المريع) الذي ضرب هذا الاقتصاد وأدى إلى إنفاذ إجراءات (مميتة) بغرض العلاج! يجر تلقائيا إلى تعطل (التروس) ترسا بعد آخر، أو فرنا بعد طابونة أو طاحونة، كله (صابون).
قال الراوي: تتداول مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام صورة لـ(ساندويتش) من الحجم الصغير جدا، محشو بنصف (موزة)، قيل إنه أصبح الوجبة (السريعة) المتوافرة الآن في مواقف (المواصلات) وتجمعات الأسواق الشعبية، ويباع ربما بجنيه واحد، وأكثر التعليقات حوله نحت صوب أنه مؤشر على حالة (جوع) بدأت تتسلل بصورة (هادئة) بين المواطنين (المساكين)، كما تشير أخبار (تانية) إلى أن مدارس العاصمة؛ لا سيما في أطرافها، أصبح طلابها يعتمدون في وجبة الإفطار بشكل أساسي على (رؤوس الدجاج) المشوية.. معقول؟
ختم الراوي؛ قال: بالطبع بات معروفا لدى الجميع، وأمرا طبيعيا جدا أن أسعار كل شيء أصبحت إلى ارتفاع مع كل صباح حتى إن ثبات سعر (سلعة) ما أصبح أمرا شاذا وجالبا للدهشة، ناهيك عن أن يتراجع هذا السعر ولو (خمسة قروش)!
استدرك الراوي؛ قال: الأزمة (المعيشية) متفاقمة، و(الخبز) سيبرزها أكثر إن لم يتم وضع معالجات (عاجلة) تحد من ندرته وارتفاع أسعاره، فبالخبز (أولا) يحيا الإنسان، ثم بإمكانه بعد ذلك الحياة ببقية (الأشياء).. فانتبهوا يا سادة.
أساطير صغيرة – صحيفة اليوم التالي