أبشر الماحي الصائم

يا حليلك يا بلدنا!


[JUSTIFY]
يا حليلك يا بلدنا!

*أجد نفسي أختلف كثيراً مع الذين يحمِّلون وزارات المالية المتعاقبة كل أوزار وهدتنا الاقتصادية، بما في ذلك وزير ماليتنا الحالي السيد علي محمود عبد الرسول.
لم يكن السيد عبد الرسول إلا كحارس المرمى في فريق متكامل، على أن الخسارة يفترض أن تكتب باسم كل الفريق، فلئن كان هناك خلل في جهة ما – ولاسيما الدفاعات – فإن المرمى في هذه الحالة سيستقبل – لا محالة – مجموعة من الأهداف.
فالسيد عبد الرسول عضو في تيم متكامل هو (الأمانة الاقتصادية بالحزب الحاكم) الذي يضع الخطة الأولى، ثم تُناقش هذه الخطة من قبل الحزب ثم ترفع لمجلس الوزراء، وهذا المجلس الموقر يرفع بها في نهاية المطاف إلى المجلس الوطني، وتخضع هنا إلى ثلاث قراءات قبل أن تُجاز في صورتها النهائية.
*فهناك على الأقل فرق كبير بين السياسة المالية والرؤية الاقتصادية الكلية للدولة، ولم يكن وزير المالية الا محاسب كبير يقود مجموعة من المحاسبين الماليين في وزارته، ثم إنه يضع سياساته وفق قوائم الموارد والأموال التي بحوزته، وإن موازنته هي حصائد أعمال إنتاجنا، فإن رأينا خيراً فلنحمد الله سبحانه وتعالى، وإلا لا نلوم إلا أنفسنا.
*أنا هنا لا أبرئ وزير المالية، ولكن أقول إن للنجاح ألف أب وأن للفشل أباً واحداً.
*أتصور إن للأزمة الاقتصادية علاقة مباشرة بسياستنا المحورية التي تنهض عليها أطروحة الإنقاذ منذ نشأتها، فنحن نركب على (حصانة مجنونة) كما عبَّر مرة السيد الإمام الصادق المهدي، ذات الخيل التي تركب عليها حركات التحرر مثل حركة حماس، فنحن ندفع ثمن حماستنا وذهابنا في ركاب موكب تتقدمه دولة إيران.
ونهضتنا الاقتصادية المرتقبة تحتاج لرؤوس الأموال الخليجية المستحيلة في ظل هذا التوجه، فعلى سبيل المثال نحن نحتاج الآن لملياري دولار لنتجاوز بعض مصاعبنا الاقتصادية الآنية، ودول الخليج التي جمعت واحداً وعشرين مليار لمصر السيسي في يومين، ليس بإمكانها أن تنتشلنا إن لم تفعل العكس تماماً.
*لا نحتاج إلى هِبة ونحن نمتلك مقومات إنتاج مذهلة من أرض وماء نمير، بقدر ما نحتاج إلى هَبَّة استثمارية لن تحدث في ظل سيرنا في هذا الطريق.
*الرأي عندي أن تقفز دولتنا قفزة هائلة في الاتجاه الآخر، أعني قفزة تنقلنا من (محور الممانعة) إلى (محور المواكبة) الذي تتخذه دول الخليج (ويا كنيسة الرب الفي القلب في القلب).
*فلا يمكن أن نكون إيرانيين أكثر من إيران نفسها، فإيران قد تخلت عن إيران، ألم يخرج السيد روحاني الرئيس الإيراني المنتخب على كل مسارات السيد نجاد والمحافظين، إيران الآن تستقطب (المجتمع الدولي) وتكسب عبر تحولاتها الدبلوماسية.
*فالرأي عندي، أن ننتهز أي فرصة لتخرج دبلوماسيتنا إلى الفضائيات لتعلن أمام الملأ (مقاطعتها المحور الإيراني)، على أن المجتمع السوداني يرفض التشيُّع وإننا سنيُّون بالفطرة والتجربة الطويلة الممتازة.
*والقصة من أصلها لا في سنة ولا يحزنون، وإنما غطاءات أميركية، المهم أن نبقى في هذا المحور إلى أن تتحقق رؤية الشيخ فرح ود تكتوك، إما البعير وإما الفقير وإما الأمير.
*أتصور أن أدب الإسلام نفسه وتعاليمه ومراميه يمكن أن ترفد فكرتنا في أن نتماهى مع قوافل الآخرين.
*وستتدفق عليكم ساعتئذ – الاستثمارات ورجال الأعمال والإسبيرات الأميركية الممنوعة، ستنهض السكة الحديد ومشروع الجزيرة وسودانير و.. و.. ثم لما يقوى عودنا.. أترك لكم باقي الرواية

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي