أبشر الماحي الصائم

نقرأه مع أمين

[JUSTIFY]
نقرأه مع أمين

يحل بين ظهرانينا هذه الأيام وفد من إحدى نسخ حركة العدل والمساواة، على أن النسخة الأصل التي بقيادة جبريل إبراهيم لازالت تراوح مكان تمردها.
*وبرغم عمليات التسويق الإعلامية المخدومة التي اضطلعت بعض الجهات لعملية قدوم هذا الفصيل الذي التحق بقاطرة الدوحة مؤخراً، إلا أن مثل هذه الأخبار لم تعد تطرب أحداً، وذلك لعدة أسباب.
*فكلما سمعنا في الفترة الأخيرة بقدوم فصيل متمرد للخرطوم أصبحنا نضع أيدينا على قلوبنا، على افتراض أن هذا الفصيل الموقع قد عاد للوطن على متن وعود وحظوظ الثروة والسلطة.
*لم تعد السلطة بكل مناصبها من القصر الجمهوري إلى أدنى وظيفة في الإقليم المضطرب تشكل أزمة، ولكن الأزمة كل الأزمة في محور الثروة فإن ما بيدينا من موارد بالكاد يكفي أو لا يكفي تغطية فواتير الدواء والقمح ولبن الأطفال، فلا تعرف من أين سنغطي فواتير كبار المناضلين الباهظة، الذين نقدر جهدهم ونضالهم، ولكن تخذلنا مواردنا الشحيحة لمكافأتهم على ما بذلوه من جهد ونضال في الإقليم المضطرب.
*ومن العوامل التي لا تجعلنا نتفاءل كثيراً ونحتفل بقدوم فصائل المناضلين أشبه بحركة الكثبان الرملية، فعلى الأقل بين أيدينا نماذج وأسماء لأعداد كثيرة من العائدين الموقعين الذين عادوا أدراجهم قبل أن يجف مداد توقيعاتهم.
*وربما تسعفني شهادة أحدهم في مقابلة أحد المتهمين في حادثة (رقبة الجمل) التي جرت وقائعها قبل عام بولاية غرب دارفور، وفي المقابل تجري وقائع محاكماتها الآن في إحدى محاكم الخرطوم.
*قال الشاهد إنه قد تعرف على أحد المتهمين الذين اعتدوا على قطار بضائع في ولاية غرب دارفور وأطلقوا عليه النيران، مما أدى إلى مقتل بعض الشرطيين الذين كانوا في حراسة القطار، وهي الحادثة التي عرفت بحادثة (رقبة الجمل).
*على أن هذا المتهم بحسب الشاهد أنه قد أتى يوماً مع إحدى الفصائل الموقعة، ثم لم يلبث أن عاد أدراجه للانضمام مع حركة أخرى تم تسلل ليشارك في موقعة (رقبة الجمل) وربما كانت حركة المناضل مناوي نفسها أفضل مثال، فلم يكن فرداً وإنما حركة بأكملها قد عادت إدراجها.
*فضلاً على أن انضمام أي فصيل إلى عمليات السلام حتى لو صدقت النوايا وتوفرت الإرادة والمناصب والأموال لتغطية فاتورة العودة، فهنالك سؤال يفرض نفسه هل ستنتهي الأزمة أو قل كم هو سقف المعدل في انخفاض الأزمة بعد خصم هذا الفصيل؟! أترك لكم تقدير الإجابة.
*تجربة ضعف تأثير الفصائل العائدة على تراجيديا (الأرض المحروقة) جعلت السودانيين يتعاطون ثقافة النكات، قال أحدهم ذات فصيل عائد (يخيل إليك أن هذه الفصائل لا تأتي إلا بعد أن تسلم أسلحتها لفصائل أخرى)، وذلك لضعف تأثير العائدين على أرض الواقع.
*هنالك عبارة أثيرة يقابل الدكتور أمين حسن عمر مثل هذه التساؤلات والهواجس المشروعة عند كل منعرج عودة وهو قوله (هل من سبيل آخر)، وذلك على افتراض أن الحرب ليست هي الحل الأنجع!
*بكل تداوينا فلم يشف ما بنا على أن قرب الدار خير من البعد
على أن قرب الدار ليس بنافع إن كان تهواه ليس بذي عهد
*الرأي عندي لا المجتمع الدولي ولا الحكومة ولا أبوجا ولا الدوحة ولا كل عواصم الدنيا بإمكانها علاج أزمة دارفور.
*هذه الأزمة علاجها الوحيد بيد أبنائها، المتمردين، على أن تستيقظ ضمائرهم يوماً على أن الخاسر الأكبر هو التنمية التي نهضوا لمعالجتها وإنسان الإقليم الذي ثأروا وحملوا السلاح لحياته واستقراره ومن قتل نفساً كأنما قتل الناس جميعاً فما بالك فيمن يقتل أملاً ووطناً بكل ساكنيه!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي