أبشر الماحي الصائم

أطويل طريقنا أم يطول؟


[JUSTIFY]
أطويل طريقنا أم يطول؟

جددت الحكومة التزامها بإعفاء رسوم التعليم لأبناء دارفور بالجامعات والمعاهد العليا، وذلك عبر آلياتها المختصة التي تتمثل في جهاز السلطة الإقليمية ومستشارية الدكتور أمين حسن عمر.

* جيد جداً أن تكون الحكومة أكثر وفاء لتعهداتها والتزاماتها، فعلى الأقل هذا ما نصت عليه اتفاقيات أبوجا والدوحة، ولطالما اتهمت الحكومة دائماً من قبل الآخرين بأنها لا تفي بتعهداتها.

* غير أن الدكتور أمين حسن عمر مستشار رئيس الجمهورية ومسؤول ملف دارفور والمفاوضات، قد عاد ونبه إلى أن المعنيين بهذا الإعفاء هم (أبناء النازحين) فقط.

* وفي هذه الحالة لا تملك الا أن تشفق على الدكتور أمين وأصدقائه في السلطة الإقليمية، وذلك في إثبات (حالة نزوح الأسرة) من عدمها، سيما ونحن في بلد مبذول الأختام والمستندات والمساعدات.

* الرأي عندي أن يعفى كل أبناء إقليم دارفور ليس من رسوم التعليم وحسب، بل من كل الرسوم، بما في ذلك السكن والإعاشة والترحيل، ذلك لكون الإقليم يعيش حالة استثنائية.

* وعلى كل أبناء السودان وأجياله الحالية أن يدفعوا بسخاء ورضاء نفس كل (فاتورة أزمة الإقليم)، ليس رسوم الطلاب فحسب بل ثمن (السلطة والثروة) التي تقرها معاهدات العواصم، كل العواصم، ومساراتها من أبشي وإنجمينا وسرت وأبوجا وصولاً للدوحة.

* والذي لا يدركه الكثيرون أن فاتورة رسوم الطلاب مقارنة بفواتير تسكين قادة وقواعد الحركات الموقعة تكاد لا تذكر.

* لكنك إذا ما ذهبت أكثر في (تقريش) كل فاتورة الحرب والاقتتال والاضطراب في الإقليم سواء أكان ذلك في الاقتتال القبلي، أو عمليات النهب والقتل والتخريب على مشارف المدن، وصولاً لعمليات الحركات المسلحة، فإن الفاتورة أعظم من أن تتحملها خزينة الدولة المنهكة أصلاً!

* سألني أحد طلاب مدينة سنكات بالجامعات العليا، وربما كانت مدينته التي تتبع لولاية البحر الأحمر من أفقر المدن السودانية على الإطلاق، إن كان بمقدور الدولة أن ترتفع بالفقر إلى مصاف الحرب والنزوح، على أن يعطى طلاب الولايات الفقيرة ذات الحق، حق إعفاء الرسوم!.

* قلت له: صراحة لا أدري ولكن الذي أدريه أن هذا الحق الدارفوري مكفول بالقانون ومحروس بالاتفاقيات التي وقعتها الحكومة مع الحركات العائدة على متن اتفاقيات السلام.

* وتمكن خطورة مثل هذه الأسئلة التي يطرحها بعض الطلاب في أن السبيل الوحيد إلى الإعفاء والتسكين والمكافآت يكمن في ثقافة (فرض صناعة العواصم) التفاوضية التي تصنعها الحركات المسلحة.

* على أية حال، يجب أن يستدرك الجميع أن ليس لأبناء الإقليم ذنب في الذي يدور، ولا تزر وازرة وزر أخرى، على أن نتحمل جميعاً فاتورة هذه الأزمة التي صنعتها مجموعات محدودة لا تمثل هذا الإقليم المفعم أهله بحب الخير والحياة والتسامح، إلى أن تعود الأمور إلى نصابها، فـ(مثل المؤمنين في توادهم وتعاضدهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).

* وذلك برغم مرارة السؤال الصادم: أطويل طريقنا أم يطول!.. وذلك في علم الغيب..

* ولكن على الذين (تدفع فواتيرهم) من أبناء الإقليم المخلصين أن يضاعفوا جهودهم بين الأهل والعشيرة لترسيخ ثقافة السلام، على كل السودانيين أن يفعلوا ذلك متى ما أتيحت لهم الفرصة..

* ولا نملك الا أن ندعو الله العلي العظيم أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

قوموا بواجباتكم يرحمكم الله.

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي