ليسوا سواء
*تجتهد فضائية العربية وأخواتها الأجنبيات هذه الأيام في الترويج والتسويق (لوفد الجبهة الثورية) الذي ينتقل بين العواصم الأوروبية في رحلة ظاهرها مناصرة شعب السودان في صون حقوقه الإنسانية وحفظ كرامته البشرية، وأجندتها السرية هي (التحضير لصيف ساخن)!
* بطبيعة الحال لم نتوقع من تلك الفضائيات والعواصم اليوم البعجبو الخراب- أن تهدي هؤلاء المناضلين سبل الرشاد بأن يشاركوا في التحضير لموسم زراعي صيفي ناجح في بلادهم، بلاد النيل العذب والأرض البكر والحركات المسلحة، بدلاً عن زراعة الألغام وصناعة الموت والنزوح والتشريد!
*لكن أن يسوق لهذه الأفكار الجهنمية بلسان عربي مبين وفضائية عربية فتلك المصيبة الكبرى، لا أدري أن كانت (العبرية) تدري أو لا تدري أن الجبهة الثورية تقتل وتصفي على الهوية، فعلى الأقل سيذكر التاريخ أن هناك مواطنين في أبكرشولا قد ذبحوا ذات صيف مجنون من الوريد إلى الوريد لأفكارهم فقط، ولا ذنب لهم يومئذ سوى ثقافتهم على أن صيفاً مجنوناً آخر يجري الترتيب له تحت سمع وبصر العربية وشاشاتها، أن تعرف أكثر فلا ذنب لك، فيا لأمة قد ضحكت من جهلها الأمم!!
*ومن المفارقات أن طلعة هؤلاء المناضلين أنفسهم من فعل الغرف ذات السبع نجوم يزداد من فضائية إلى فضائية بريقاً ولمعاناً وأن أوزانهم بفعل (البوفيهات المفتوحة) من يوم لآخر يزداد انفتاحاً، وفي المقابل إن وزن الذين يتاجرون بهم في الأحراش ومعسكرات النزوح يزداد انخفاضاً وتراجعاً.
*كان هذا بالفعل هو التوقيت المناسب لذهاب السيد وزير الدفاع إلى البرلمان وذلك ليسوق لمشروع دفاع وطني مقابل لمواجهة هذا الصيف المرتقب واحتجت أنا في المقابل أن أزور صديقي الشاعر عبد القادر الكتيابي بعد غيبة..
*ليسو سواء
الذي أسرج شرعتها من الماء المقدس
والذي يرصد شمعتها بأنفاس المسدس
ليسوا سواء
الذي يرتضع القوة من ضرع السماء
والذي يشرب دهن الزيف من جلد الهباء
ليسوا سواء
*والكل يدعي أنه يفعل ذلك لأجل الإنسانية والوطن وعلى الجماهير أن تستبين الأمر وتفرق بين الذي يجوب (بلاد الخواجات) ليحضّر لصيفى زراعته الألغام، والذي يجوب الحواشات والحقول ليحضر لموسم زراعي يأكل منه الطير والإنسان والدواب!
*ومن هنا يفترض أن تنتبه (فضائياتنا الغنائية) أن مكتباتها تضم أناشيد باهرة نحتاج أن نبثها في هذا الشتاء، وذلك على شاكلة..
جيشنا جيش الهنا
الحارس مالنا ودمنا
وزمناً قريب مو بعيد
التاريخ يعيد نفسه بيعيد
*ليس أمامنا وأمام هذا الصيف الساخن إلا جيشنا الباسل الذي يفترض أن نعلي من قدره ونشد من عضده ونلبي كل متطلباته ومعيناته.
ولتدرك الأمة السودانية في نهاية مطاف هؤلاء المناضلين أن الهدف من وراء كل ذلك هو (إنهاك اقتصادنا المنهك أصلاً) وتشتيت قواتنا وأفكارنا على ألا نلتقط أنفاسنا لنفكر في سبل الاستقرار والإنتاج، وأن ما بأيدينا من موارد شحيحة يفترض أن تذهب لتلبية مسلتزمات هذا (الصيف الساخن) ولا يبقى شيء للدواء وحليب الأطفال والخبز.
*لتنهض جهة أخرى بالتزامن هنا في الخرطوم لإخراج الجماهير إلى الشوارع بأن الحكومة قد فشلت في إنتاج الخبز وتوفير الدواء والألبان..
* مخرج.. ألم نقل لكم.. إن الذين ينادونكم من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون..
ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي