الطاهر ساتي

جهاز استنزاف العاملين بالخارج ..!!


[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]جهاز استنزاف العاملين بالخارج ..!![/ALIGN] ** ديوان الضرائب يؤكد استمرار إعفاء العمال والموظفين السودانيين العاملين بالخارج من المساهمة الوطنية بنص القرار الوزاري الصادر عام 2005 ، وجهاز المغتربين يؤكد ، على لسان أمينه العام كرار التهامي ، بأن الاتجاه الغالب الآن هو أن يساهم المغترب في تنمية وإعمار البلد ، ثم يمضي الامين العام قائلا : تخفيض وتبسيط إجراءات الهجرة يساهم في تخفيف الأعباء على المغتربين .. هكذا جاء خبر الأمس .. فأعد قراءته – عزيزي المغترب أوالمتغرب – مرة أخرى وثالثة ثم تابع ما يلي ..!!
** نصف الخبر ليس جديدا ، فقط بشرنا ديوان الضرائب يوم أمس بإجراء حدث قبل أربع سنوات فيما يخص ضرائب العمال والموظفين .. ومع ذلك أقرأ هذا النصف القديم مقرونا مع النصف الآخر من الخبر الذي يؤكد فيه جهاز المغتربين بأن الاتجاه العام هو أن يساهم المغترب في التنمية والإعمار ..بلا عناء تكتشف التناقض المريب الذي يدعوك إلي التوجس ..حيث بقليل ذكاء تقف عند الملاحظة التالية : ديوان الضرائب يذكر العمال والموظفين بالخارج بأنهم معفيون من الضرائب منذ اربع سنوات، وسيتواصل الإعفاء ولكن في نفس الوقت جهازهم يؤكد بأن اتجاه دولتهم يتجه بهم إلي حيث المساهمة في التنمية والتعمير … كيف ..؟
** السؤال بشكل أوضح .. ما هي الآلية التي بها سيساهم المغترب في التنمية والتعمير ، كما تشتهي الدولة وجهاز المغتربين ..؟..هل هي المزيد من الرسوم والجبايات التي يدفعها ذهابا وإيابا عبر شبابيك جهاز المغتربين، أم أن هناك آلية جديدة تفتقت عنها الأذهان لدرء مخاطر الأزمة المالية العالمية و تدني سعر البترول ..؟..هكذا يجب أن يسأل كل مغترب جهازه .. يسأله عن النهج الذي سيتبعه تجاهه ليساهم فى التنمية والتعمير ، فالنهج المتبع تجاه المغترب سابقا وحاليا هو أس البلاء الذي لم يرحم المغترب وجعله غريبا في بلده ..!!
** نهج لم ينظر إليه إلا كنظرة راع لبقرته الحلوبة ، مع الفرق بأن الراعي يطعمها ويسقيها ويرعاها لتحلب ، ولكن الدولة عبرجهازها غفلت ولاتزال تلك الرعاية تجاه مغتربيها .. تحلب بس .. ولهذا صار ذاك الحائر أبعد الناس عن البلد وقضايا البلد ، لاجغرافيا فحسب بل وجدانا أيضا .. عدا قلة بعضها ينتظر الأمل والبعض الآخر يعمل فى مكاتب تحصيل الرسوم .. ولكن السواد الأعظم منهم سودانيون بالورق وليس بالوجدان.. والسبب هو : أدفع لتدخل ، أدفع لتخرج ، أدفع للحرب ، أدفع للسلم ، أدفع للجريح ، أدفع للنفير ، أدفع لجواز السفر كل سنتين وبالمناسبة : منذ نصف قرن لا يجدد مغترب جوازه كل سنتين غير المغترب السوداني ، لا لشئ ، فقط ليدفع ..ويدفع .. ويدفع ..وكأنه اغترب خصيصا لاستهلاك إيصالات سفاراتنا وجهاز المغتربين ..!!
** وما المقابل ..؟.. ما المقابل إن كان حتى ابنه الطالب يعامل كالأجنبي في جامعات بلاده وداخلياتها ، بحيث رسوم دراسته بالدولار وتختلف كما عن رسوم طلاب عامة أهل البلد ، ورسوم داخليته تدفع شهريا وتختلف كما عن رسوم داخليات طلاب عامة أهل البلد ….هكذا ينشأ ويتعلم ابنه الطالب غريبا في بلده؛ لأن الجهاز الذي يدفع له والده دم قلبه عاجز عن مقابلة سيل ذاك الدفع ببعض الوفاء ..أما حين يأتي بحصاد غربته مدخرا إياه في أية مركبة عامة أوخاصة ، فحدث ولاحرج ، تستقبل الايصالات والدمغات مركبته هذه وكأنها فضائية تضر بأهل الأرض .. فيدخلها مثقلا ظهرها بضعف قيمتها أويدعها لهيئة الموانئ ولجان المهملات لتدق عليها أجراس المزاد .. وكل ذلك لأن الجهاز عاجز عن إقناع الدولة بأهمية تقديم كلمة شكر لهذا القادم من جحيم الغربة رغم أنه أعطاها طوعا وكرها ..!!
** وإن كان الامين العام لجهاز المغتربين صادقا في حديثه بأن تخفيض وتبسيط إجراءات الهجرة يساهم في تخفيف الأعباء على المغتربين ، إن كان صادقا فى تحليله هذا، فعليه أن يقترح بحل وتفكيك جهازه نهائيا ، ويدع شأن المغترب للقنصليات هناك ولمنافذ وزارة الداخلية هنا ، كما الحال في كل بلاد الدنيا والعالمين، فالمغترب ليس بحاجة لجهاز تأسس فقط ليستنزف جهده عند حدوث الأزمات المالية ، محلية كانت أو … عالمية ..!!
إليكم – الصحافة الثلاثاء 10/02/2009 .العدد 5611 [/ALIGN]

تعليق واحد

  1. لا فض فوك، ونم القلم الشجاع ولكن لا حياة لمن تنادي.

  2. الاخ ساتى الموضوع تصريحات فى الصحف اليومية فقط والله الناس كرهوا الرجعة للسودان واكتفوا بتجديد الجواز فقط وكمان الان الجواز الجديد فى الطريق وحكايات غريبة وخلاف موضوع القروش المعاملة تتم بصورة غير حضارية ابتداءا من المطار تكشيره فى الوجه ياجماعة فى كل مطارات العالم هنالك ابتسامه مجانية توزع للقادمين تعكس مدى الترحاب ولو عرجت على الخدمة الوطنية هنالك تشوف العجب امشى وتعال بكره الضابط (مافى – مرق – معاه ضيوف – معاه الجكس – عندو مكالمة ) وفى المغتربين كمان حكاية اقيفوا فى الصف والطابور وانتى ياوليه اتحركى وانت ياحنكوش حالق كده مالك والدفع حسب مزاج المراجع وفى بورتسودان عشان تخلص العربية للمشاوير امشى قابل علان وفرتكان وادفع وشيل وخلى لحدى الاجازة تخلص وتكون خليتها ليهم واقفة قبلها .. وحكى لى احدهم بانه لم يرجع للسودان طيلة عشرون عاما لان كل الاخبار تؤكد وتشير الى سؤ المعاملة .. وتحياتى لكل الطيور المهاجرة ولم ترجع للعش والضنى ;(

  3. ;( ;( تسلم يدك والله
    بس ارجو ان يقرأوا هذا المقال 000
    نحن المغتربون او المبعدون طوعا او كرها نحترق بنار الغربة ونار ظلم ذو القربي
    حتي زهدنا في العودة فقط نكتم اشواقنا للوطن

    جهاز المغتربين لا فائدة منه , ارجو من الرئيس اصدار قرار رئاسي بحله

  4. الأخ / الطاهر تحية طيبة

    لقد تكلمت بلسان ملايين ملايين الأبقار الحلاوبة ، وبالمناسبة إذا كنت تريد أن تدر لك بقرتك مزيدا من الحليب فعليك أن تغذيها جيدا .
    والعجيب في الأمر أن لكل هؤلا المسئولين الذين يصدرون القرارات أما أقرباء أو أصدقاء هم من الأبقارالحلوبة ، وأكيد بأنهم يعلمون حالهم تماماً ، وهنالك مقولة مشهورة جداً تقول ( أنك إذا اردت أن تأخذ قراراً صحيحاً فإبداء من الأسفل ) .
    وقيل أيضاً إذا أردت أن تجزل لإنسان في الثناء فقل له ( جزاك الله خيرا ) فجزاك الله عنا ألف خير يا بن ساتي .

  5. سلمت يمينك ايها النقي… الطاهر

    كلمات يجب ان تدرس …

    ولكن … واه من لكن

    يديك العافية… فشيتنا شوية

  6. عزيزي الطاهر:

    أولاً الشكر الجزيل، على هذه الأسطر الرائعة بكل ما في الكلمة من معني، وقد سعدت بإرسالها للكثير من الإخوة والزملاء البؤساء من أمثالي. وددت أن أكتب عن هذا الموضوع وغيره من المواضيع ذات الصلة، ولكن الإحساس بأن الكتابة في مثل هذه المواضيع، أصبحت لا تجدي فتيلا، لذا فقد آثرت الإستفادة من الوقت في شيء مجدي وأكثر نفعا وهو الركض خلف رغيف الخبز في المهجر. المؤسف في الأمر أن الأمين العام لجهاز المغتربين، هو أيضاً من المغتربين ردحاً من الزمن، ولقد استبشرنا بتعيينه خيرا، حيث أنه أدرى الناس بمشاكلنا لكن يبدو أن استبشارنا وتفاؤلنا لم يكن في محله، فالرجل – لا فض فوه – لم نسمع له حساً حتى الآن يعيننا على الإستبشار خيراً بتعيينه.

    أما موضوع تعليم الأبناء فحدث ولا حرج، والكلام فيه أصبح مموجاً ومملاً ولا يجدي نفعاً وكما يقول أهلنا “الواحد فينا يسكت وياكل نارو”.

    الحقيقة هناك نقطة لم يتطرق لها الكثيرون على الرغم من أهميتها، وهي بطاقة الخدمة الإلزامية الواجبة على المغتربين اعتباراً من مواليد 1959، وحيث أنني من مواليد 1959 التعساء، فقد أصبحت معاناتي مع البطاقة، هماً أحمله قبل الوصول إلى أرض الوطن، تخيلوا معي شخصاً بلغ الخمسين ومطالب بأن يقف في صفوف طويلة وأن يدفع للبطاقة حتى يتمكن من السفر، لقد سافرت للسودان خلال العام الماضي 3 مرات مرة في إجازة ومرتين للعزاء وفي كل مرة يجب أن أقف في صفوف طويلة حتى أحصل على البطاقة أو لن أتمكن من السفر، إبنى وبعد سنة مطالب بهذه البطاقة وسوف نقف الإثنين في طوابير الحصول عليها. لما لا يعفى من بلغ الأربعين منها؟. ما رأيكم دام فضلكم.

    ختاماً دمت أخي الطاهر، ودامت مؤزرتك للضعفاء والمغلوبين على أمرهم من أمثالنا.

    المخلص/ ود إبراهيم – الرياض – المملكة العربية السعودية

  7. لا اعتقد بان الدكتور كرار التهامى لايعرف هموم المغتربين فلقد كان واحدا منهم ولايخفى عليه تدنى دخل الغالبية العظمى منهم والمشاكل الت يعيشون فيها من رسوم جامعات تفوق حد المعقول ومصاريف للداخليات حيث ان الغالبية العظمى لا يمتلكون سكنا لابنائهم غير الداخليات وبدلا من ان يطلب منهم المساهمة للدولة عليه الوقوف معهم لحلول مشاكلهم التى يعلمها هو دون غيره بحكم احتكاكه المباشر مع الغالبية العظمى عندما كان رئيسا للرابطة الرياضية بالرياض التى تضم الغالبية العظمى من الذين يحتاجون للوقوف معهم لا مع الحكو مة ضدهم فكم من غاب عن اهله عشرات السنين بسبب عدم القدرة على دفع الضرائب والزكاة وغيرها عليه الالتفات لحل المشاكل التى يعانى منها بعض الناس فى الغربه هنالك من فقد من يعوله ولايزال فى الغربة من الامهات والاولاد ابحثوا عن مثل هذه الاسر اعيدوها للوطن بدلا عن البحث عن طرق جديدة للجبايات تحت مسميات جديدة ولتكن هام الجهاز البحث عن المشاكل وحلها ونقول لم لا لزيادة الاعباء على المغترب فان كاهله مرهق وهمومه تهد الجبال الراسيات .