فدوى موسى

الخدامة سودانية!


[JUSTIFY]
الخدامة سودانية!

رغم أنني كثيراً ما لا أجد الزمن الهاديء للتعاطي مع المنتديات ومواقع التواصل، إلا أنني أتردد مرة بعد مرة على بعض المواقع السودانية.. استوقفني موضوعاً بموقع الراكوبة حمل عنوان «وصول أول خدامة سودانية منزلية لدولة..» بعد قرار استقدام خدامات من السودان، وقد وضعت رخصة إقامة هذه السودانية على سطح الموقع وحملت المهنة عنوان «مديرة منزلية»، المهم أن الموضوع يحتاج لوقفة ونحن نرى في مبدأ العمل بالمنازل والبيوتات شبهات الوقوع في حرمات الخلوة ومساس الأعراض، وما تزال المرأة السودانية تنأى بنفسها عن مثل هذه «الخدمة» لاعتبارات كثيرة، بل أن مجتمعنا له نظرة للعاملات الأجنبيات بالمنازل السودانية حتى أنه قيل إن أحد الأبناء حذر الخادمة الجديدة من البقاء وحيدة بالمنزل، لأنه يخشى عليها من أبيه حين ناصحها قائلاً «هيي اعملي حسابك بالليل أرقدي مع البنات.. ابوي دا ما مضمون» فهل وصل مجتمعنا إلى هذه الحالات الفالتة بعد أن انحل وسط كل شيء وأصبح سائباً.. ثم كيف يتقبل السودانيون الموضوع هذا.. التباين في المداخلات على الموقع يوضح استنكاراً واضحاً وضمنياً، رغم أن البعض قد اكتفى بالدعاء لها بالحفظ من الابتلاءات، لأن الحرة تجوع ولا تأكل من لحم ثديها، والبعض رأى أن ذلك متوقع وأكثر في ظل انهزام الكثير من رجال السودان مع هذه الظروف القاهرة وغيرها من آراء.

نعم العمل ليس عيباً، ولكن ليس هناك ما يعصم المرأة عموماً من التعرض لاي مراودة أو أذى حتى وإن كانت محل الخلق والأدب والالتزام، لأن العيب ليس فيها ربما كان في الآخرين.. ويبقى السؤال قائماً هل تقبل ويتقبل العرف السوداني أن تصبح السودانية «المقنعة» خدامة في بيوت بها رجال لا تستطيع الجزم بأنهم منزهون من الخطيئة.. ثم هل ارتضت الدولة عبر مسؤوليها ومسؤولاتها المعنيين من الاستقدام وغيره من إعطاء الرخص للمرأة السودانية الشريفة أن تخضع لهذه التجربة القابلة لكل الاحتمالات.. نعم نحن نعول كثيراً على ما تبقى من أخلاقيات رغم ما يقال وقيل عن بعض بناتنا في بعض البلاد، باعتبار الأمر خاضعاً للأخطاء الشخصية المحدودة، ولكن أن يصبح التقنين وارداً حسب ما ظهر من ترخيص على الموقع المذكور الذي ينبيء عن أن الموضوع يأخذ الطابع الرسمي المشترك ما بين جهات الاستقدام بالبلاد والبلد الآخر.. المهم في الأمر هل تخرج علينا طواقم المسؤولين والمسؤولات في استبانة للرأي العام حول هذا الموضوع، لأنه يحتاج لتوضيح أو تفسير.. لأن الكثيرين يهمهم أن يعرفوا هل من مصلحة المرأة السودانية الخروج للعمل كخادمات ببيوت الأجانب الذين لا نعرف خبايا أنفسهم إلا من خلال بعض القضايا الراشحة.. وما زال الناس حتى الآن يلوكون ذلك الإعلان المشين لطلب عمل سودانيات بمواصفات معينة.. حتى يدرك السودانيون أن حراس البوابات على وعي ودارية ما يؤثر على أخلاقيات السودانيات تحت ظروف الاقتصاد القاهرة.

٭ آخر الكلام:-

نعم خرجت المرأة السودانية للشارع.. باعت الكسرة والشاي و المأكولات وغيرها من احتياجات مرغوبة دون أن يقلل ذلك من احترامها وتقديرها.. ولكن لنا مخاوف من تعرضها لضغوطات داخل تلك البيوت البعيدة في زمن الوهن والانهزام والاقتصاد الذي لا يحرم حتى الحرائر.. «أفيدونا أفادكم الله»..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]