أبشر الماحي الصائم

ثم يشد عليك الوثاق


[JUSTIFY]
ثم يشد عليك الوثاق

هنا قضية مشروعة تفجرت منذ حوالي الأسبوعين في أحد تفاتيش مشروع الجزيرة بواسطة هذه الصحيفة، وهي قضية التقاوى التي سرعان ما انتشرت في بقية التفاتيش ووسائط الأعلام الأخرى وأصبحت قضية الرأي العام الأولى.
والقضية الآن برمتها تحت نظر وبحث وتحري لجنة محايدة شكلت من جهات مهنية مختلفة تنتظر كل الوسائط والأوساط تقريرها النهائي.
*لكن الذي يضر بالقضية العادلة للمزارعين وسير عدالتها هو دخول ما يسمى (بتحالف المزارعين) المعارض لمؤسسات الحكومة الزراعية على خط الأزمة وبقوة.
*في أحد التقارير المنسوبة (لتحالف المزارعين) وردت عبارة (النظام) أكثر من مرة، عبارات تحالف معارضة لأستاذ فاروق أبو عيسى المحترمة، وهو قول تحالف المزارعين (بأن هذه الجريمة) ويعني جريمة التقاوى، ستضاف إلى جرائم النظام الأخرى!
*ليس من الحصافة ولا من صالح هذه القضية أن تدخل المعارضة، ثم تفتأ تبيع وتشتري على قارعة أسواقها وتروج لبضاعتها الفكرية المزجاة.
*الممارسة السياسية التي أفسدت كل شؤون حياتنا لم تنج منها حتى الحقول الزراعية، فلئن فازت الحكومة بنقابة (اتحاد المزارعين) فلم يكن أمام المعارضة إلا أن تصنع تحالفاً تمارس من خلاله أنشطتها السياسية وليست الزراعية وسيكون الزراعة والزراعة في هذه الحالة هم الخاسر الأكبر.
*الحكومة تخطي قبل المعارضة إذا ما استخدمت اتحادها لمآرب أخرى غير الزراعة والمعارضة هي الأخرى ترتكب ذات الخطأ إن هي اصطنعت تحالفاً سياسياً ينزع إلى تصفية حسابات معارضاتية على حساب الزراعة.
*وربما كان للقصة جذور قديمة، قصة تداخل السياسة في حقول الزراعة قدم الفقيد الكبير عمر نور الدائم وزير الزراعة ذات تعددية سابقة قدم تقريراً للبرلمان يقول فيه (بنجاح موسم الأمطار)، فتصدى له يومئذ أحد رموز المعارضة بقوله “إن نجاح الخريف ليس من إنجازات الحكومة”.
*ذكر أيضاً في سجلات معارضات سحيقة سابقة أن ناشطين من المعارضة كانوا يسحبون كل الخبز من الأسواق لأجل اصطناع حالة ندرة حتى يخرج الناس إلى طرقات الثورة.
*والآن أعظم أشواق المعارضة تتجلى في مواسم (المحروقات) والتقاوى وصفوف الخبز واحتدام أسواق الحكومة. فما فشلت فيه المعارضة من توحيد الأفكار يمكن أن ينجح فيه الفقر والعدم.
*بطبيعة الحال ليس من الإنصاف أن لا تستفيد المعارضة من أخطاء الحكومة، وذلك بتوظيف سياستها الخطأ، ولكن بشرط أن تطرح المعارضة حلولاً أخرى تكون مقنعة للشارع الكبيرة .
*رأيت أن أنتهي في نهاية هذا المقال لطرح دعوة للحكومة واتحاداتها والمعارضة وتحالفاتها على أن نجعل من الزراعة على الأقل خطوطاً مشتركة ومشروعاً وطنياً محدداً.
*لأن تحالف المزارعين وهو ينزع إلى إضعاف المؤسسات الوطنية الزراعية، البنك الزراعي نموذجاً وزعزعة الثقة في كفاءتها، ينسى أنه هو (البديل المحتمل للحكومة) وأن هذه المؤسسات الوطنية هي مؤسساته القادمة، التي لن ينجح بدونها.
على أن أزمتنا الكبرى أننا لا نفرق بين (مؤسسات الدولة) والحكومة، فيحتاج السودانيون في لحظة فارقة أن يتواضعوا على إخراج (الدولة ومؤسساتها) من التجاذبات السياسية، وإلا سنذهب في ركائب شاعرنا عبد القادر الكتيابي..
مكاء صلاة اليمين عليك
وجم اليسار إليك نفاق
واقطع حد زراعي رهاناً
ستصبح ثم تراهم سمانا
وثم يشد عليك الوثاق

[/JUSTIFY]

ملاذات آمنه – صحيفة اليوم التالي