التعديلات الوزارية :حكومة المؤتمر الوطني ….بلوغ الرشد والخريف المبكر
تباينت الرؤى حول التعديل الوزاري الذي تم مؤخرا ورغم ان الغالبية الصامتة من اهل السودان لم تعر الامر عظيم اهتمام ، الا أن البعض قد تعاطى مع التغيير وتباينت الآراء حول فاعليته وابعاده السياسية والاقتصادية واثره على مستقبل الحزب السياسي .
ومن اكثر الوزراء الذين تباينت حولهم الآراء والي ولاية الخرطوم السابق الدكتور عبدالحليم اسماعيل المتعافي الذي غادر الولاية الى وزارة الزراعة، فالذين باركوا انتقال الرجل الى وزارة الزراعة اقسموا ان القرار اكد ان حكومة المؤتمر الوطني قد بلغت سن الرشد وباتت تدرك ضرورة وضع الرجل المناسب في الموقع المناسب فالمتعافي الذي وجد ولاية الخرطوم كما جنازة البحر تمكن ان يضخ فيها الحياة وتقول الارقام التي لا تكذب ان كل الطرق المعبدة التي تم تشييدها في الخرطوم ومنذ عرف الانسان الاسفلت وحتى العام 2001 قد بلغ طولها (789) كيلومتر وبعد مجئ الوالي السابق في 2001 وحتى تاريخ انتقاله وزيرا للزراعة قد شهدت العاصمة تشييد وبناء (1730) كيلومتر وفي مجال الطرق فقد شهدت الخرطوم تشييد جسور المنشية والمك نمر وتوتي فيما شارف العمل على الانتهاء في جسور الدباسين والحتانة. وفي مجال الاسكان الشعبي فقد حصلت آلاف الاسر من ذوي الدخل المحدود على المساكن في ام درمان وبحري والخرطوم وفي مجال المياه فقد اقيمت كبريات المحطات على مستوى الاقليم في سوبا وجبل اولياء وشمال بحري ،وفي مجال الصرف الصحي فقد بدأت الخطوات الحثيثة بمناطق ام درمان والخرطوم شرق ان ظلت هذه الخدمة الاستراتيجية حصرا على الخرطوم كما شهدت الخدمات الصحية قيام المراكز التشخيصية المتخصصة كما شيدت المستشفيات الكبرى على مستوى المناطق (ام بدة ، شرق النيل ) كما استقطبت الولايه على عهده ما يمكن تسميته بمستشفيات الصداقة ( التركي ، الصيني) ، صحيح ان الكثيرين قد ظلوا يوجهون الانتقادات لحكومة المتعافي بيد ان هؤلاء لا يستصحبون واقع الخدمات كيف كان وإلام صار ، ويذهب منتقدو الولاية السابق الي ان والي الخرطوم ظل مشغولا بالاستثمار وهو امر لا ينفيه والي الخرطوم الذي يؤكد ان لاي استثمار مهما كانت نوعيته اثره الاجتماعي والاقتصادي ، واذا كان البعض قد ظل يسخر من بعض توجهات الوالي السابق فقد كان الرجل يعني ما يقول فعندما تبنى استقطاب الاستثمار في الدواجن حتى تغدو الفراخ وجبة الفقراء سخر منه الجميع وان هي الا بضعة شهور فاذا بمزارع غرب ام درمان تفرخ مئات الاطنان من اللحوم البيضاء لتتراجع الاسعار من (16) الفا الى (8) ولولا طاعون انفلونزا الطيور لتراجعت الى (5) آلاف جنيه .
كتاب والي الخرطوم جعل الكثيرين يتفاءلون بمستقبل الزراعة ولو تعاون ولاة الولايات مع الرجل فستشهد البلاد قفزات هائلة في مجال الزراعة بشقيها الحيواني والنباتي .
التغيير شمل انتقال البروفيسور الزبير بشير طه الي ولاية الجزيرة بديلا للفريق عبدالرحمن سرالختم ويذهب الكثيرون الى انه ولولا التسامح الذي جبل عليه اهل الجزيرة لانطلقت زغاريد الفرح فرحا وحبورا بذهاب الوالي السابق الذي لن يأسف احد على ترجله باستثناء مدير مكتبه هيثم وشقيقه عبدالحليم واذا كان اهل الجزيرة قد استبانوا لا مبالاة الحكومة بالجزيرة فقد كانوا يتحرون الشوق للانتخابات القادمة حتى يسقطوا من تأتي به الخرطوم عنوة وضحى غير ان الخرطوم احست حالة التململ لدى مواطني الجزيرة فقررت تدارك الموقف وهو توجه يحسم لحكومة المؤتمر الوطني بيد ان الاخيرة وقعت في ذات اخطائها وحتى عندما قفزت بالبروفيسور الزبير لولاية الجزيرة فان الحكومة لم تستصحب سكان الولاية في امر يهمهم كما ان السجل السابق للوالي الجديد خال تماما من اية نجاحات بارزة ويذهب الكثيرون الى ان الوالي الجديد لا يتناسب مع ولاية الجزيرة بتشكيلها الديمقرافي المعروف وحتى في المواقف السياسية .
قرار تعيين مولانا احمد محمد هارون واليا لولاية جنوب كردفان وصفه الكثيرون بانه بمثابة التكفير عندما قبلت بتضمينه في محادثات نيفاشا في وقت كان الامر يتطلب الفصل بين قضية الجنوب ومناطق جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وهذا التوجه رفع سقف الحركة الشعبية كثيرا ، ان قرار انتقال احمد محمد هارون يعني ان الحكومة قد قفزت باحد فلذات كبدها للاقليم ويرى الكثيرون في القرار ( نطا) محمودا ، ان الحكومة قد اثرت ان تصحو لاصلاح الصورة . اما تغيير والي شمال كردفان والمجيئ باحمد محمد ابوكلابيش فلم يكن متوقعا بل كان الكثيرون يتوقعون ان يشمل التغيير والي سنار المهندس احمد عباس خاصة ان الوالي يفتقد الدعم الجماهيري ويكفي انه ظل في حالة عداء سافر مع قبائل الكواهلة ورفاعة احدى اكبر القبائل بالولاية كما انه على خلاف حاد مع السادة اليعقوباب ذوي القاعدة الاوسع من المريدين وهذا يعني ان بقاء الوالي يهدد المؤتمر الوطني بسنار . لقد سبق ان صدحت احاديث عن اقالة والي سنار قبل عامين ، غير ان بعض انصاره بتشريعي سنار تداركوا الموقف عندما قدموا للخرطوم وناشدوا مسئولي المؤتمر الوطني الابقاء الرجل اما اليوم فان اقرب الذين كانوا يناصرون احمد عباس باتوا يؤثرون الصمت بسبب اخفاقاته الدائمة .
واذا كان البعض قد وصف نقل المتعافي لوزارة الزراعة والذهاب بأحمد هارون لجنوب كردفان بانها دليل على ان الحكومة اوتيت الحكمة
ballaao@hotmail.com
بله علي عمر :الصحافة
قل لى بربك الذى خلقك من الذى قال ان هارون من كردفان او جبال النوبة قل لى نرجو عدم الاستهزاء بالعقول لان هذه راس الفتنة وصراحة ان غاب البشير يوما ستجدنا قد رفضنا كل الوافدين