مشاهد وتأملات!
الطريقة التي دخل بها الرئيس الإريتري أسياس أفورقي شرق السودان براً بثماني عربات، تحمل بين ثناياها عدة رسائل، مرسلة على صناديق بريد متعددة!
الرسالة الأولى لمعارضيه داخل إريتريا مفادها أنه يستطيع التحرك في مناطق نفوذهم بأقل قدر من التدابير الأمنية دون أن يخشى على نفسه أو من معه…!
ورسالة ثانية لمطلقي الشائعات حول صحته مؤكداً أنه في تمام الصحة وكمال العافية وقادر على السير في الطرق الوعرة وقطع المسافات الطويلة دون تعب أو إعياء!
ورسالة ثالثة ولكنها بالحبر السري على بريد الخرطوم مختصرها:
(لا تطمئنوا كثيراً. لا أزال أملك المقدرة على المغامرة وسرعة الوصول للأهداف بأقصر الطرق)!
لفت نظري في احتفالات بورتسودان اهتمام الولاية بشرائح رقيقة الحال، تجدها في معظم الولايات مهملة لا تجد من الحكومات سوى الفتات، وذلك تحت إلحاح السؤال وبعد إراقة مياه الوجوه!
اهتمت ولاية البحر الأحمر بالمعاقين حركياً، حيث أوجدت لهم وسائل حركة تمكنهم من التحول من عناصر معتمدة على الغير الى مجموعة منتجة وفاعلة تكسب قوتها من عرق جبينها.
وأصحاب التكاسي تبدل حالهم من قيادة السيارات المتهالكة الصدئة الى التمتع بقيادة سيارات جديدة.
وكفلت الولاية كل الأيتام ويتجاوز عددهم الخمسة آلاف يتيم، وأدرجتهم في التأمين الصحي عبر ديوان الزكاة.
ومنحت قوارب حديثة للصيادين وهي تجربة ناجحة تمضي نحو تجاوز ال500 قارب، وتم إعداد برامج لتدريب وتأهيل أبناء كلات الموانىء في الحرف المهنية؛ الحدادة والكهرباء وغيرها.
موضوع المياه في بورتسودان ملح وضروري، فكل ما فيها مهدد بالذبول والتلاشي في حال عدم وصول المياه من الحديبة جنوب الدامر أو من ستيت أو من أي مصدر آخر.
ولكن أكثر ما يزعجني احتمال تحول قضية مياه بورتسودان الى قضية سياسية تخضع لحسابات الضغط والابتزاز دون مراعاة للجدوى الفنية والعملية.
أسوأ ما تفعله السياسة في مرات كثيرة أنها تغير المعادلات الحسابية ودراسات الجدوى التي تشكل المستقبل لمصلحة الفوز باللحظات العابرة!
زميلنا ماهر أبو الجوخ قال لي: (بورتسودان جميلة لكن فكر في مغادرة أسوارها وزُر طوقان وقرورة وطوكر وسواكن كمان عشان تكتمل الصورة.. إيلا يحتاج لتنبيه بأن الولاية ليست (الحاضرة وعاصمتها) وعليه أن ينقل خير بورتسودان لبقية الأماكن).
قلت لماهر: ذهبت الى سنكات وسواكن وعرفت ما يحدث في طوكر عبر سماع واسع لمعارضين لإيلا.. ولكن قناعتي لابد من تقوية عواصم الولايات واستنطاق إمكانياتها ومن ثم الاتجاه بعوائد ذلك الى الأرياف.
دعونا من التعامل بنظرية نصف الكوب أو ربعه، لماذا لا نقول لإيلا أحسنت في بورتسودان ولكن ننتظر نجاحك في طوقان وقرورة!
ألا يسأل سائل: لماذا لم تشهد بورتسودان في سبتمبر الماضي مظاهرات واحتجاجات قريبة مما حدث في مدني والخرطوم وعدد من عواصم الولايات من حرق وتخريب؟!
الإجابة ببساطة..حينما تتحقق مصالح المواطنين في الاستقرار تصبح أياديهم حامية للممتلكات لا مخربة لها!
[/JUSTIFY]
العين الثالثة – ضياء الدين بلال
صحيفة السوداني
الضوء الجعان يكره وشك المقلبن ده هسع انت بتعاين علي وين