فدوى موسى

قرمشة جد


[JUSTIFY]
قرمشة جد

القزقزة والرمرمة.. وتفل القشور عادات بدت عند الكثيرين متأصلة أوربما عند حالة الإحباط الزائد تمثل وجبات وسيطة عند التائهين بالمواقف والطرقات.. وتكون هذه الارتال من بقاياها وقشورها دعماً غير محدود للأوساخ وتراكمها على الشوارع والمركبات.. هؤلاء يمارسون أكلها بشكل بئيس.. صعدت إلى الحافلة بعد مجاهدة مثبته في سجل موقف شروني ولسوء طالعي كان جاري ذي الجنب قد عبا شنطته بالتسالي ومارس اكله بشكل بشع حتى أنه قد أصاب ثوبي ببعض قشر التسالي وعلى غير العادة وجدت نفسي مضطرة لرمقه بنظرة حقارة وأرداف عبارة ثقيلة «يا زول أنا كوشتك» وكدت أن اصفعه كفاً لولا تعجله بالتسرع بالاعتذار «آسف آسف» وتداخل الأخوة رفقاء الرحلة «الركاب» «باركوها.. باركوها.. يا شيخة» وتحت وطأة كلمة «شيخة» اضطررت لملمة «الزعلة» وتبرع أحدهم بتغيير مقعده بمقعدي.. لكنني ما زلت طوال الرحلة أرمقه ببعض «سخافة» وهو يواصل تفل القشر ببهيمية مغيته بالنافذة وأرى مجاورينه يتضايرون جنباً على أمل ان ما يجمعهم به هذه الرحلة التي سوف تنتهي سريعاً.. لكنني في يوم ما التمس لهؤلاء المقرمشين المعذرة أن يتفلوا في الفضاء ممارسين لبثهم القشري دون أقمار أو تأجير من دول خارج الحدود.. والواقع على الأرض ليس بأفضل من حالاتهم اللاذوقية أو كما تقول صديقتي «خلاص يعني بقت على قشر التسالي والفول».

قرمشة على مستوى عالي!

أما ما يمارسه المتنفذون في الافتتاحات والختامات وبين الجلسات والفواصل من قرمشة للفول السوداني والبلح ينبيء عن الكرم الزائد الذي يجعل من الأوقات الرسمية عبارة عن وقت للقرمشة قد تختلف الطريقة التي يأكل بها هؤلاء الا أنه تتبقي ذات (المخرجات) للتفل والنفايات.. وما أجمل الوضعية الاسترخائية التي يمارس بها هؤلاء التداول مع ملف «القرمشة التفاوضية» خاصة ان كان الموضوع سيعقبه فاصل انشادي أو غنائي من جملة خيارات «النار ولعت.. دخلوها وصقيرها حام..» وغيرها من ختامية مفرحة «تتعفص حتى أرجلهم تلك القشور والبذور..» المهم نحن في بلاد تمارس إفراز النفايات ولا تكترث للمواعين المطلوبة لاستيعابها.. فالكل يمارس الحالة «القشورية» حسب ما ربي عليه من ذوق وعدمه.. ونخشى ما نخشى أن تنحرف القرمشات إلى «حالات مص القصب» في ذات المناسبات ولكم ان تتخيلوا كميات بقايا القصب المطروحة للأرض.. ليتنا ندمن التعامل مع بقايا ما نلوك ونطرح «أها يا مقرمشين أكلوا أكلكم قشة ما تعتر ليكم مادام الكل لا يبالي».

آخرا لكلام..

صديقتي المهووسة بالتنطع والتطرف ترى أنه لا غضاضة في أمر القرمشة مادام الشيء المقرمش حلال … «مبروك أعزتي ان الفتوى قد برأت لكم الفول والتسالي والقصب والبلح وغيرها.. وأن ذكر أمريكا لم يأتى في وسط الفتوى والامبرالية والاستهداف»..
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]