السلام يا المهدي الإمام
جائزة قوس العالمية. أصبحت الآن بين (قوسين) قوس الإمام الكبرياء. وقوسه الآخر الديمقراطي. يستحقها ذلك الحليم المتوج بالنبل. إنه آخر من تبقى لنا من الرشد. وآخر رشفة من ذلك الكوب الكبير والمتسع الذى كان يمتد لمليون ميل مربع.
من حق الإمام أن يزهو وحقه الأصيل أن يتباهى، ومن واجبنا أن نلاحقه بالمدائح فما جفت ينابيعه السيالة، وماجف فينا الحبر. ولا غيضت بحارك ياجموماً
تباهت سعاد بضوء اللجين
فانساب قلبى كما الرافدين
بهدي الإمام نجيء إليك
بلا نبض قلب ولا ضوء عين
ونسكب فيك المحبة لهفاً
سيدي فالمحبة دين
يسموك أهلي سيدهم
أسميك وحدك بالسيدين
هذا شعر كتبته فى العراق وأنشدته فى مهرجان المربد عام 1986م. لا أنكره لأنه عنقود خرج من شهوات خيالي، واتجه نحو الصادق، بوصفه موضوع محبة، وحتى لو تبدلت مواقفي فالمحبة لا تنطفئ!
القيمة الكبرى للإمام الصادق المهدي هي أنه هو، جبل كبرياء شماخ، وسهول فكرة لا تحدها جغرافية ومدى من السماحة والاتساع. يتوسط كل شيء باعتدال، ويمضي نحو أهدافه بطمأنينة، ولا رجحان أوزن من الطمأنينة والاعتدال.
الجوائز تمنح بشروط ضمنها أن تكون للشخصية بصمة، وتلك البصمة تمر بالتجديد الفكري وموقف الأصالة من الحريات، ومكانة الآخر وثقافة الاختلاف.
وقد استوفاها الإمام. فهو مجدد وداعية حريات وللآخر مكانة عليا فى تعامله، ويحترم الاختلاف لأنه من عتاة المؤمنين بالتنوع والرأي المختلف.
قصدته تلك الجائزة بتلك الشروط لأن له بصمة تخصه ولأنه ليس تابعاً ولا(ترلة)!!
الصادق المهدي (عضٌم) ولا لحم يكبر بغير العظام، رافقته مرة للمجلد وبابنوسة والميرم. تلك مضارب المسيرية. خرج العرب بالخيول والحراب و(الطبيقي). كانوا آلافاً. والخيل تركض وهو يعشقها لأنه لا يخاف الصهيل.
لفت نظري وسمعي معاً أحد أعيان المسيرية يصف ذلك المشهد. كان أبلغ وصف سمعته.
(العرب انكبسوا فى سيدي كبسة الضبان فى العضم)!! يعيب عليه معارضوه أنه (متردد) لكن التردد قوة. لأن الاندفاع هو الضعف.
الإمام الصادق شجرة عالية والحجارة قدر الشجر العالي.
يعجبني فيه أنه يريد أن ينتصر للقيم الكلية. قيمة الديمقراطية والحرية والعدالة، ولا يريد أن ينتصر لمهووسين يتوسلون بالديمقراطية وهم من غير الناطقين بها، يريد أن ينتصر للمحبة وليس للكراهية وهذا ما يطبع خلافاته مع قوى الإجماع التى أزعم أنه إذا ترأسها أضاء لها ولنا مخرجاًً.
أنا من أسعد المحبين بهذه الجائزة التى صعدت بمحبتي عالياً لكوني من قدامى العشاق وهذا ما يوجب أن أزف لك التهنئة سيدي الإمام بكل ذلك الصبيب وبكل ما اقترف فؤادي من الخطايا.
[/JUSTIFY]
أقاصى الدنيا – محمد محمد خير
صحيفة السوداني