زهير السراج

مشنقة لـ(أجراس الحرية)


[ALIGN=CENTER]مشنقة لـ(أجراس الحرية)!! [/ALIGN] * انتهز البعض فرصة (الخطأ) الذي ارتكبته الزميلة الغراء (أجراس الحرية) بنشر خبر عن ممثل للأفلام الاباحية، ونصبوا مشنقة للجريدة، في بعض المواقع الالكترونية، وبعض الأعمدة في الصحف السياسية اليومية التي تصدر بالخرطوم!!
* جردها البعض من كل أخلاقيات العمل الصحفي، ووصفها البعض بعبارات لا تليق، وطالب البعض بإيقافها عن الصدور بل وإلغاء الرخصة التي منحت بموجبها حق الصدور!
* ولم يكن هذا غريباً ومستغرباً، فمعظم الذين كتبوا وافتوا، انطلقوا من مواقف عدائية للصحيفة، وما يكتب فيها، والخط الذي تنتهجه، لهذا فليس من الحكمة والموضوعية التصدي لهؤلاء، والرد على ما كتبوه من آراء (فطيرة) لا ترقى لمستوى الرد عليها!.
* ولكن الذي حيرني بالفعل هو ما قاله وكتبه الصديق والزميل (راشد عبد الرحيم) وتحريضه على الصحيفة، فهو من الصحفيين اصحاب الخبرة الطويلة، والموضوعية والكلمة الصادقة برغم انتمائه الحزبي، وانحيازه في معظم كتاباته للحكومة!!.
* أتفق تماماً مع الأخ (راشد) في ان نشر الخبر، لم يكن صحيحاً، فهو عن ممثل احترف التمثيل في الافلام الخليعة التي تتعارض مع الطبيعة الانسانية، والسلوك الطبيعي للانسان السوي، وهي افلام مستهجنة حتى في بلادها، ولا تجد من يعجب بها او يدافع عنها إلا القلة وقد لاحظت ذلك، بل عايشته من خلال احتكاكي بالمجتمعات الغربية، والسفر إليها والاقامة فيها فترات طويلة، وبهذه المناسبة فنحن في حاجة الى اعادة النظر في تقييمنا لهذه المجتمعات، وإلصاقنا تهمة الاباحية بها، فالواقع عكس ذلك تماماً، فالمجتمعات الغربية مجتمعات طبيعية تماماً، وهي مثلنا تستهجن وتستنكر التصرفات غير الاخلاقية والشاذة، بل وتحاربها، ولا تختلف عنا كثيراً سوى في اعلاء قيمة الحرية الشخصية، ولكن بدون ان يكون ذلك على حساب حريات الآخرين، وعلى هذا الاساس فهي تعيش وتنمو وتتطور، وهذا موضوع آخر أعود اليه في وقت آخر ومجال آخر، باذن الله!!.
* انتهز الأخ (راشد) فرصة الخطأ الذي وقعت فيه الزميلة (أجراس الحرية).. وكتب محرضاً على الصحيفة، تحت (زعم) انها لا تعطي اعتباراً لقيم واخلاقيات المجتمع السوداني، قائلا انها عندما نشرت ذلك الموضوع ولم تعتذر عنه فانها (ترى انها قامت بواجبها، وعلى اهل الشرف، ان كان ميثاقاً صحفياً، او مواطنة حقة، او تديناً او حماية لقيم واخلاق، ان يشربوا من البحر، اذ هذه هي الحرية التي تدق اجراسها، أجراس الحرية)!.
وأقول..
* لا يمكن بالطبع لصحيفة محترمة مثل (أجراس الحرية)، يقف على رأسها ويعمل بها صحفيون مميزون ومقتدرون ومحترمون وينتمون لهذا الشعب، ان تسعى الى هدم قيم واخلاق هذا الشعب والمجتمع الذي تنتمي اليه، كما يزعم الاخ (راشد)، ولا يمكن ان يحدث هذا، وان يكون ذلك هو حكم الزميل (راشد) على الصحيفة، من مجرد خبر واحد، ربما يكون قد نشر عن طريق الخطأ!.
* هذا (غلو) في الرأي لا يمكن القبول به، ومحاولة استهداف لصحيفة كل جريرتها عند الأخ (راشد) انها تقف في الطرف الآخر، وهو حق كفله لها الدستور، ولا يستطيع احد ان ينتزعه منها!!.
* هل يبرر وقوع صحيفة، اية صحيفة، في خطأ، نصب مشنقة لها، وإعدامها، او التحريض عليها، واطلاق جملة اتهامات من التي اطلقها عليه الزميل (راشد) وعلى القائمين عليها؟!.

drzoheirali@yahoo.com
مناظير – صحيفة السوداني – العدد رقم: 1168 2009-02-12


تعليق واحد