فدوى موسى

الفاشر ديناراً ودولاراً


[JUSTIFY]
الفاشر ديناراً ودولاراً

والركب يعبر مطار الفاشر ومعالم الممكن رغم المستحيل تنبيء عن ان دارفور مازالت فيها انطلاقات نحو العمار والتنمية.. الحراك في الفاشر يطبع في الأذهان نشاطاً سكانياً نهارياً كامل الأركان.. المغادرون والعائدون من السوق ترتسم عليهم ملامح الإكتفاء الذاتي. ويظل قصر السلطان «علي دينار» معلماً ومحفلاً دائماً يرتاده الناس ليقفوا على شكيمة رجالات الغرب. وهكذا تتبدى سطوة «السلطان» في كل مكان.. كلما عربت اكثر كلما تأكدت ان هناك اكثر من امير واميرة.. ليحط الرحل في المقر ويبدأ التداول من على ثبات الارض.. كرم فياض وأناس حفيون بالسلطنة.. ارض بكر تكاد تجزم انه حتى مياه الآبار تختزن في سيولتها المعادن والدرر.. الفاشر ومقر السلطة الدارفورية القادمة وحلم ببعض التجاوز لعثرة البلاد في ذلك الجزء الحبيب من السودان.. رغم كل المهددات واللعب بالنار الذي ينتاش الرقعة الدارفورية تظل مؤشرات اكتمال عقد دارفور تشع من الفاشر.. يمكنك أن تدرك بأن الناس في الفاشر أغنياء ففي التجوال فيها يندر أن تجد الزخم الذي يمارسه المتسولون في باقي المدن رغم الغلاء الذي تعيشه المدينة الا ان للدولار سطوة ايضاً فالمنظمات المتعددة والرواتب الدولارية تجعل المعايير والمؤشرات الاقتصادية تعتمد على ذلك الدولار الذي يتموضع ارتفاعاً في الأسعار..

الزائر للبيوتات الفاشرية يجد فيها ما ينم عن حداثة الاثاثات وفنيات المرأة الدارفورية النشطة المهندمة.. والتراثيات تختلط فيها بالفاظات والزهور.. المندولات واعمال اليد والاطباق وغيرها من مشغولات تمارس فيها الهندسيات والمحوريات لتدرك انها «اي المرأة الفاشرية» فنانة ومتعمقة في اصلها ومتحدة مع الواقع الاني.. الحبوبات في تلك البيوتات كنزاً يجب ان يستفاد منه جل الاستفادة في مؤانستهن القيمة وفي صلواتهن الخاشعة الراكعة.. مجتمع يزينه الأبناء يملأهم الطموح.. ففي كل ركن هناك من يدرس ويسعى لدراسات عليا برغم ان التعمير والتنمية يحتاج المسار فيها للطوابع الفنية الصناعية بذات الأكاديميات.

ولو تمهلنا لوجدنا انه لابد من تأمين دارفور عموماً في كل جوانب الحياة حتى يمكن فيها الانطلاق.. فرغم كل هذه المميزات الفاشرية الا انها يمكن في اي لحظة ما ان تكون رهينة التفلت والتنازع طالما هناك منطق ينتهج العنف ويعبث بالمقدرات والانسان وتبقى الحقيقة الخالدة ان دارفور لم تكتشف بعد وهناك اكثر من مورد وطاقة كامنة تحتاج للاستغلال الأمثل.

ضحكت «محدثتي» عندما الحقتني بكوب من شراب دارفوري يسمونه «جلنكاوي» وهو نشا الدخن المحمص والقضيم ضحكت حيث قلت لها هذا الشراب وجبة كاملة لوحده بعد أن تناولت وجبة من «اللحم الطاعم» بسوق نيفاشا مردفة انه «شراب هاضم ومدعم للطاقة» كما انه يسمونه ايضاً باسم آخر ذو دلالة معينة ارتباطاً بسر الحياة.

آخر الكلام:-

احسنت السلطة الانتقالية ارتكازاً بالفاشر.. حيث انها مدينة قابلة للتنمية وفرض الهيبة التي اصبحت منشداً عاماً.. شكراً خاص لكل الأمراء والأميرات أحفاد دينار الذي حفونا بكرم الضيافة.
[/JUSTIFY] [LEFT]مع محبتي للجميع[/LEFT]

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]