خديعة النساء!
أعظم ما يمكن أن يقدمه رجل لامرأة هو الصدق.. فسيكون هو دافعه الأول للإخلاص والتفاني والعطاء والتقدير والاحترام. وإني لأعجب لامرأة يجود زمانها برجل صادق وملتزم، فتفشل في الحفاظ عليه، وتمضي في خذلانه وإيلامه واستغلاله، ثم ينتهي بها المطاف بين يدي آخر يجعلها تذرف دموع الندم على ما أضاعته من ثروة إنسانية قد لا تتوفر لها مرة أخرى.
حدثني أحدهم بعد أن كتبنا (أزمة ثقة) منذ أيام عن كونه يحمل بعض النساء وزر تعاسة الرجال وفقدان ثقتهم في عموم جنس الحريم، وطالبني بتوخي الحياد والموضوعية حتى لا ألقي بجل اللائمة عليهم كرجال وأعفي النساء من تهمة الخيانة والغدر.
والخيانة المعنية هنا ليست عاطفية بالضرورة.. فالمرأة التي تحتال على رجل ما لتستنزفه مادياً وتكلفه ما لا طاقة له به بدعوى الحب أو الارتباط هي امرأة مادية ورخيصة تخرج من ملة النساء وتتمرد على الفطرة الأنثوية التي يغلب عليها الحنو والتجرد والإيثار.
إن الحكاية التي سردها هذا المسكين على مسامعي بكل ذلك الغبن ومن واقع صدمته الداخلية جعلتني أستحي من انتماء فتيات كهؤلاء لبنات جنسنا..! والشاهد أنه تعرف على إحداهن بغرض الزواج بعد أن خرج من زيجته الأولى بأطفال صغار تنازلت أمهم عن حضانتهم له مما دعاه للبحث العاجل والدؤوب عن سيدة لبيته تحقق له الإحصان وتعينه على مسؤوليته الكبيرة في تربية أبنائه الذين اضطر لفراق أمهم لأسباب تتعلق أيضاً بخداعه واستغلاله، ولما كان مقتدراً وملتزماً لم يتوان عن طلب امرأة لبيته بأسرع ما يكون.
هذه الفتاة التي قدمت له نفسها في ثوب الالتزام الأخلاقي والديني الذي يصل حد الحشمة واللامصافحة؛ وقدمت له عقلها بدرجات علميه متقدمة.. وافقت على أوضاعه وشروطه التي أطلعها عليها بوضوح لتبدأ رحلة ترتيبات الزواج التي بدأت بزيارة أهلها ثم إغداق الهدايا الثمينة، وتنفيذ كل طلباتها تحت ضغط عاطفي كبير أقنعته خلاله بأنها عاشقة ومغرمة قاتلت في كل الاتجاهات ليكون لها وحدها مقصيةً كل الخيارات المطروحة عليه سواها.
ما يعنينا من التفاصيل أن هذا الصادق الطيب فوجئ بغتة وفي غمرة إنغماسه في إعدادات الزواج والمشاعر الحميمة مع البطلة بخبر عقد قرانها على آخر دون مقدمات أو تلميحات!!!
فبربكم ماذا نقول عن هذه المخادعة وأسرتها؟. وكيف نواسي هذا المصدوم الذي يفتقر للخبره في كيد النساء؟
وماذا استفادت سوى المال والثروة التي جنتها من ورائه بعد أن فقدت احترامها لنفسها وفقدت هذا الصدق النادر؟!
وما هو شكل الحياة التي ستعيشها مع هذا الآخر.. وهل يعلم حقيقتها.. وماذا يجب أن تكون ردة فعل المخدوع؟
هي أسئلة مشروعة تبحث عن إجابة بسبب فتيات عابثات يشوهن سمعتنا ويبحثن عن المكاسب المادية بينما نستميت نحن في البحث عن رجل صادق ومسؤول ومحترم في زمن أنصاف الرجال.. وعجبي!!
تلويح:
وراء كل رجل تعيس.. امرأة
إندياح – صحيفة اليوم التالي