رأي ومقالات

لو كان الفقر رجلا لزوجناه.. لهم !!

[JUSTIFY]مرارة الفقر المذل فرخت فينا الكثير من المآسي وانواع دخيلة من السلوك والممارسات المرفوضة حتي الجريمة اصبحت تاخذ اشكال غريبة . الجريمة في السودان كانت مجرد خبر صغير في ركن الصحيفة. عدد من الصحف الآن تسترزق يوميا من اخبار الحوادث والجرائم والتي هي انعكاس مباشر لحالة الفقر المستشري والتي اجبرت احدهم ان يقول(( والله الواحد لامن يمر بالمقابر بقي يحسد المدفونين فيها )) وهذا هو قمة اليأس والاحباط سببها الفقر.
حكومتنا الغنية بفقرنا سبب المباشر في ما نحن فيه من فقر بفضل سياسات الافقار التي انتهجتها بتدمير القطاعات الزراعية والصناعية المنتجة وشردت جموع من العاملين الذين اصبحوا وقودا للفقر. الفساد المستشري في اجهزة الحكم ووسط قياداته راكم كل الثروات في يد القلة . في بلد ياخذ الفقر بتلابيب اهله يوجد اكبر عدد من الدستورين يفوق امثالهم في دول البلطيق والقرن الافريقي ،يستنزفون الخزينة العامة باكثر من 250 مليار جنيه غير النهب ( المصلح ) الذي يمارس يوميا في عدة أشكل منها الجبايات اللاقانونية المنظمة بعلم وتجاهل المالية واصبح هم المسئولين كيف ( تلهف ) مليارا بعد ان كان الهم العام ، كيف تقضي يومك شريفا.
من فترة استضاف السودان مؤتمر وزراء الاتحاد الافريقي المعنيين بالتنمية ليزيدونا فقرا علي فقرنا لخمسة ايام متوالي هي فترة المؤتمر لم يقدموا خلالها لشعبنا الفقير الا فاتورة ( دولارية يورو وية ) واجبة السداد نظير ضيافة المؤتمر ( نحن في بير ويقع فينا فيل ). الورقة الاساسية حول تجربة البرازيل في مكافحة الفقر وكيف انها استطاعت في عقد زمني اخراج 25% من مواطنيها من دائرة الفقر .الاستفادة من تجربة البرازيل تتطلب مفارقة طريق التنمية الراسمالي لان الفقر احد اهم افرازاته.
تجربة السودان في مكافحة الفقر والتي قدمها ديوان الزكاة تثير السخرية مقارنة مع التجربة البرازيلية التي وظفت دخل ثابت للفقراء من ميزانية الدولة بينما تتصدق الزكاة علي جيوش الفقراء بالفتات الذي يتبقي من مصارف الزكاة وقد فضل الكثيرون معاقرة الفقر علي ذلة سؤال( ديوانات) الزكاة والمرمطة وضياع الزمن . قبل قيام ديوان الزكاة كان الجميع في تكافل وكانت الزكاة تصل مباشرة لمستحقيها بكرامتهم دون سمسرة او وساطة ولا يوجد عاملين عليها لهم فيها نصيب الاسد ومباني وسكن ومكاتب فاخرة . قيام ديوان الزكاة لم يحد من تنامي الفقر بل فاقمه والدليل في الرفاهية و ( النقنغة ) التي يعيش فيها العاملين عليها مقابل تزايد جيوش الفقراء الذين لا يقتربون من الديوان خوف ان تبقي عليه اثنين، فقرمدقع وذلة مهينة .
يا كمال النقر!! وين البتاعات ؟

الجريدة السودانية[/JUSTIFY]