كرتي.. والكروت الإيرانية!

أخيراً قالها الأستاذ علي كرتي وزير الخارجية تحت قبة البرلمان، وذلك بضرورة حسم العلاقة مع إيران لتكون الأمور واضحة مع السعودية.

*والحديث لمؤسسة الملاذات.. فعلى الأقل إن نهضتنا الاقتصادية المنشودة تحتاج إلى مستثمرين كبار من حملة الراساميل الدولارية وأصحاب الشركات البترولية. والمستثمرين والأموال في الخليج والجزيرة العربية، والخليج والجزيرة العربية لا يساندون دولة تضع كل كروتها في سلة إيران.

* ودولة إيران الإسلامية هي بامتياز الآن صاحبة الكروت المحروقة في اللعبة الدولية العالمية.. ولا يساندها إلا نظام بشار المترنح وحزب الله المحاصر في شعب جنوب لبنان.

* وهي تراجيديا ترقي إلى دراما (الحرامي فكيتو وأبى يفكني) فإيران الآن تتخلى عن إيران، بمعنى أن (إيران روحاني) الرئيس المنتخب ليست هي بحال (إيران أحمدي نجاد)، فإيران الآن تتخلص من نفسها تخلع جلدها وتغير شكلها، والسودان في المقابل هو إيراني أكثر من إيران نفسها، وهو يتمسك بهذه العلاقة التقليدية بنسختها التاريخية.

*يا جماعة الخير نحن نحتاج أن نمشي إلى جوار الحائط، وأن نستخدم (الكروت الفاعلة) في هذه اللعبة الدولية المميتة. (الكروت الفاعلة) التي لا فتح ولا فتوحات اقتصادية بدونها وهي بيد (مجلس التعاون الخليجي) في هه المرحلة.

* وأنشط ذاكرتكم بأن هذا المجلس الخليجي الموقر هو الذي كافأ (مصر السيسي) على مجهود تخلصها من حكم (الإخوان المسلمين) بما يقارب العشرين مليار دولار، وهو في المقابل يعاقبنا باقترابنا من إيران التي تهدد دولة عروشه واقترافنا سياسة المحاور، بتقييد يد المستثمرين وتجفيف كل المساعدات الأخوية، فضلاً عن التشويه المتعمد من قبل قنواته العربية.

* سيدي الأستاذ كرتي، نحتاج، والحال هذه، أن ننتهز أقرب فرصة لنخرج إلى الميديا والرأي العالمي لنعلن عن تخلينا عن (ركب الجمهورية الإيرانية) ومحورها الشيعي، بل وندين كل مطامعها في الخليج العربي والشام، وأن السودان تاريخياً دولة سنية، ويجب أن تتوقف إيران وحسينياتها الممتدة في السودان، ويجب أن تعيد الجزر الإماراتية وفوراً.

* (وياخي هو الكلام بقروش)، فبإمكانكم ومجاناً أن تنفقوا آلاف الجمل الرصينة وغير الرصينة التي تعلي قدر الجزيرة العربية مهبط الوحي المبارك ومنبع السنة المطهرة، وهي يومئذ أحق وتستحق، وفي المقابل تسفيه الأحلام الإيرانية حتى لو أدى الأمر لسحب السفير وتخفيض التمثيل الدبلوماسي.

* بل يمكن سيدي كرتي أن نصنع (حزب نور سوداني) في ثلاثة أيام بلياليها، حزب نور خليجي أمريكي، بلحية وجلباب قصير ويد طويلة و(لاحقة)، فقد كسبت مصر كثيراً بحزبها النوراني الذي يقف إلى جوار الكنيسة والأزهر والانقلابيين.

* يا جماعة الخير.. (الفي القلب في القلب).. نحتاج أن نتماهى لأجل القيم ذاتها.. على أن هذا الوضع الدولي المهين المرتبك دوامه من دوام المحال.. إنها مرحلة (تدجيل وتطبيل) يجب أن نعبرها بشيء من اللحكمة والصبر والمصابرة.

* مخرج.. ورد عن الرسول صلي الله عليه وسلم قوله (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) نحتاج لفترة صمت وبناء داخلي واستقطاب خارجي وانفتاح إقليمي.. ثم لمَّا..

* مخرج أخير.. اصنعوا يا رعاكم الله.. حزب النور السلفي الخليجي بأسرع ما تيسر واجعلوه الحزب الطليعي إن لم يكن الحاكم .. فالأشياء تمر من هنا.